علم الفلك عند العراقيين القدماء-أباذر راهي سعدون الزيدي -كربلاء

Sun, 8 Apr 2012 الساعة : 11:27

الرحلات الفضائية التي قام بها السومريون وكيف انهم عرفوا كواكب المجموعة الشمسية والتي أعاد اكتشافها الإنسان المعاصر بعد 6000 عاما ، وما زالت الكشوفات الفضائية المعاصرة اقل من نظيراتها السومرية ، ولقد دلت الكشوفات الفلكية المعاصرة على صدق الروايات السومرية بخصوص المجموعة الشمسية والتي وصلتنا عبر الرقم الطينية في بلاد سومر ، حضارة العراق الاولى .
ذكرت النصوص المسمارية الكوكب بـ (mul; mul2; mul4 ) ويقابلها بالأكدية ( kakkabu; mulmullu; nabāţu ) وقد تم العثور على ختم سومري يعود الى قبل 6000 عاما من الآن ، مرسوم فيه خارطة كونية ، تبين مجموعتنا الشمسية ، وتبين ان عدد الكواكب عشرة كواكب إضافة إلى الشمس والقمر ، والسومريون يعدون الشمس والقمر كوكبان ، فيكون عدد الكواكب عندهم اثنا عشر كوكب . وتبين خريطة النظام الشمسي المنقوشة على ختم سومري بدقة مواضع هذه الكواكب بالنسبة إلى الشمس ، وحجومها ، ومواضعها بالنسبة للكواكب الأخرى ، مع معلومات فلكية ومسافات تطابق ما تم الكشف عنه في العصر الحالي في مجال علم الفلك .
ويضيف السومريون كوكبا آخر يضاف الى الكواكب العشرة المبينة بالخريطة السابقة ، فيكون مجموع الكواكب عندهم احد عشر كوكبا بالتعبير المعاصر لمعنى كوكب ، ويضاف الى هذه الكواكب الشمس والقمر .
ويذكر أن السومريين اعتبروا إن نظامنا الشمسي يتكون من 12 كوكبا هي الشمس والقمر والكواكب التسعة التي نعرفها إضافة إلى الكوكب العاشر الذي كما اعتقدوا حل محل كوكب سابق كان يدور حول الشمس وتعرض للفناء نتيجة كارثة كونية. وهذا الكوكب العاشر او الثاني عشر هو الاساسي في علمهم للفلك . وكان مداره في البدء بين المريخ والمشتري، واسموه تيامات Tiamat وكان يملك نفس مدار الكواكب الصغيرة الدائرة حول الشمس اي ان دورانه حولها استغرق 1682 يوما وكان يتقاطع مع مدار المريخ كل 1160 يوما ومع مدار للمشتري كل 2780 يوما .
وتذكر قصيدة سومرية عثر عليها في مكتبة اشور بانيبال بمدينة الموصل شمال العراق حادثة ارتطام الكوكبين ( تيامات ) و (نيبيرو) ونشوء شريط من الإجرام الصغيرة كائن اليوم بين المريخ والمشتري ، كذلك تقول ان جزءا من تيامات القديم صار القمر. الا ان كوكب مردوخ الجبار الذي هو اكبر بكثير من تيامات قد نجا من كارثة الارتطام غير انه سبب كوارث لكواكب المريخ والأرض والزهرة وعطارد. وفي النهاية لم يستطع التخلص من قوة الجذب في منظومتنا الشمسية وصار جزءا منها اي الكوكب الثاني عشر بحسب النظام الشمسي السومري او العاشر بحسب النظام الشمسي المعاصر بعد كوكب تيامات المدمر. ومدار مردوخ شبيه بمدار الكثير من المذنبات المعروفة. فدورة واحدة حول الشمس تستغرق عشرات الالاف من السنين . ان علم الفلك السومري يؤرخ لتاريخ نشوء الكواكب .
وفي ما يتعلق بعلم التحليقات الكونية القديمة Palaeastronautics (وهو علم يتفرغ لقضايا مثل وصول سفن كونية إلى الأرض في العصور القديمة) كانت العقائد السومرية تتكلم عن أسطورة مجلس للإلهة متكون من اثني عشر إلهاً لعب الدور الرئيس في نشوء العالم والانسان ومعلوم ان العلم لا يقدر لغاية الآن علي تفسير هذه الظاهرة الفريدة : الظهور المفاجئ لحضارة سومر المتقدمة للغاية في أوائل الألف الرابع قبل الميلاد. وبات اليوم واضحاً ان أسئلة علماء الآثار والتاريخ قد أجاب عليها السومريون قبل ستين قرنا، كل ما نملكه جاءنا من الآلهة ، وهذا ما نقرأه بالحرف الواحد في الرسوم والنصوص السومرية ، ووفق هذا فهؤلاء (الإلهة) علموهم إسرار الزراعة وفنون البناء وبينها فنون بناء مجاري الماء في المدن والقوانين والكتابة والموسيقى . وفي عدد من الرقم ذُكر أكثر من مئة نوع من حقول المعرفة والعلم كان الآلهة فيها معلمين صبورين للسومريين . والان من هم هؤلاء (الآلهة) ؟ يسعي إلى الإجابة علي هذا السؤال اثنان من اكبر الخبراء: زكريا ستجن وموريس شاتيلان وهما عالما لغات واديان أمريكيان يجزمان بان هؤلاء المعلّمين هم مخلوقات قدمت من كوكب تطورت فيه الحياة الذكية بصورة مبكرة ، ويجد ستجن أنها وصلت الأرض قبل 450 إلف سنة، وتبين الرقم السومرية ان غرض هذه المخلوقات كان مقررا مسبقا، كما تشير الي مكان هبوطهم . ويكتب ستجن ان بالنسبة لمعظم العلماء ينحصر الأمر بفنتازيا او ميثولوجيا.. لكن لنعد إلى النصوص السومرية، يستشهد ستجن بها عند القول بان هذه المخلوقات جاءت للبحث عن معادن ثقيلة كالفضة والذهب والزئبق، لكن الذهب قبل كل شيء. فبدونه تختفي الحياة من الكوكب الذي جاءت منه تلك المخلوقات .
ويذكر ستجن نصا سومريا فك العلم رموزه قبل امد غير بعيد، واعتبر شيئا وسطا بين الميثولوجيا والتقرير التاريخي (لربما الاثنين؟) وجاء فيه ان الرب ايا Ea وأنكي أخ أنليل وابن آنو Anu كان عليه ان يقدم معلومات تخص (الطريق الي السماء) لأدابا (اي الانسان) وأبوه انو طالب الابن ان يوضح الامر:
(لماذا كشف أيا للإنسان المعدوم القيمة خطة السماء ــ الأرض. وبذلك ميزه وبذلك أعطاه الــ (شيم) الاسم الطيب او الأمل بالحياة الأبدية).
وتحوي هذه اللوحة من نينوي خارطة حقيقية للرحلة، طريق وخطة الطيران (السماء ــ الأرض) وهناك جهة غير معلومة رسمت بلغة الإشارات والكلمات الطريق من الكوكب العاشر إلى كوكبنا. ويؤكد شاتيلان بان مثل هذه اللوحات التي تحوي أدلة ملموسة علي اتصالات لكوكبنا مع ممثلي حضارات غير أرضية هي كثيرة وموزعة علي شتي المتاحف وبقيت مجهولة لان لا احد كان قادرا علي تفسير مضامينها إما ستجن فيتكلم عن لوحة من هذا النوع عثر عليها في نيبور وعمرها أربعة ألاف سنة وتوجد الآن في متحف مدينة ين الألمانية وهي نسخة من لوحة أخري تحوي معلومات عن شتي المسافات في الكون كالمسافة بين الأرض والقمر او بينها وستة كواكب. وفي اللوحة توجد معادلات رياضية اعتبرت ضرورية لحل المشاكل المتعلقة بالرحلات الكونية مثل تحديد موقع الكوكب الآن وفي المستقبل، اي إثناء الرحلة، ويفسر العلماء هذا المضمون بان السفينة الكونية قد غادرت الكوكب مردوخ (الكوكب العاشر) عندما كان قرب الأرض، ويري ستجن ان تقنية الطيران هذه شبيهة بالمعاصرة حين وضع الإنسان قدمه علي سطح القمر. فالسفينة الكونية التي اقتربت من الأرض بقيت علي مدار حولها ومن هناك أرسلت سفينة اصغر هبطت علي كوكبنا، ولكن واجهت السفينة إلام صعوبات في طريق العودة اذ كان عليها إن تلحق بكوكب مردوخ الذي أصبح موقعه حينها بين المريخ والمشتري.
والخلاصة ان نظام المجموعة الشمسية قد تطور بحسب الوثائق السومرية بسبب الحوادث الكونية ، ويتألف النظام الشمسي بحسب الحضارة السومرية من الشمس والقمر والكواكب التسعة المعروفة لدينا في هذا العصر إضافة إلى كوكبي تيامات الذي يقولون انه تحول الى قمر ومردوخ ، فيكون مجموع الكواكب احد عشر كوكبا بحسب النظام الشمسي المعاصر المعاصر ، إضافة إلى الشمس والقمر .

أباذر راهي سعدون الزيدي
باحث في الدراسات السومرية
[email protected]

 

Share |