لم تكن, والى حد قريب , للشيعة الا مرجعية واحدة وكلمة واحدة وصوت واحد , يجمعهم نداء الحق , وغايتهم مرضاة الله عز وجل , تحت راية واحدة , راية الحق والأيمان المطلق بالله ورسوله, ومذهبهم يحمل ذات الروح التي جاء بها الأسلام وارتضاه الباري عز وجل لعباده اجمعين , مذهب اهل البيت الذين لااقول فيهم سوى ان الله عز وجل قد طهرهم من الرجس في محكم كتابه الكريم (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وهم احد الثقلين الذين تركهما الرسول الأعظم(ص) في المسلمين مقرنا اياهم بكتاب الله , ولا يفترقان حتى يردا عليه الحوض , ما تمسك بهما احد الا نجى وما خذلهما الا غرق , فأهل البيت هم القرآن وهم روح الأيمان وهم سفن النجاة ......
وظل المذهب على مر التاريخ يأتمر بأمر المرجعية الرشيدة الموحدة السائرة على نهج رسول الله(ص) والأئمة الأطهار في الذود عن الأسلام والمسلمين والدفاع عن كرامة الأمة وعزتها .... حتى حصل ما حصل وتدخلت المصالح والأحقاد الشخصية وبرزت الصراعات السياسية على اشدها لتجعل من المذهب جماعات متناحرة وفرق متقاتلة تفسق بعضها البعض متهمة اياها بتهم ما انزل الله بها من سلطان , ومراجع عدة وفتاوى مختلفة , وهذا بعينه ما اراده الأعداء من تكفيرين ويهود ودول كبرى من مصلحتها تدمير المذهب , فراحوا يحيكون المؤامرات والدسائس ويدفعون مئات الملايين من الدولارات من اجل شق الصف الشيعي لأضعافه وبالتالي الأنقضاض عليه وتدميره , وقد افلحوا في المرحلة الأولى , في ان جعلوه فرقا واحزابا , وما هي الا بضع سنين حتى تنفذ المرحلة الثانية وهي تدمير المذهب وجعله هباءا منثورا , اذا لم يرعو العنيون ويعودوا الى رشدهم , وليعلم الجميع ان الحرب القادمة هي حرب طائفية يعد لها الحاقدون عاى اهل البيت ومذهبهم الذي هو امانة في اعناقكم ايها الشيعة , ان الهجمة الشرسة التي تقودها عجائز السعودية ومتخلفي قطر , واذنابهم في العراق ضد الشيعة آتية لا ريب فيها تشجعها وتسندها الفرقة والضعف في المذهب , فهل من مراجعة للأمور والعودة الى الوحدة ونبذ الأحقاد ؟ فوالله ماتفرق قوم الا غلبوا .....