لم تكن شهرزاد على علمٍ بأن العراق سوف يحضى بقائدٍ مقدام مثل الأستاذ مسعود .. وألّا لأدخلته بطلاً في ليلتها الثانية بعد الألف ليس بصفته رئيساً لأقليم كردستان بل لأنه من ينشر العدالة في ارض الله ويناصر الزعفاء والمزلومين .. فها هو يمتشق حسامه ويمتطي بغلته مدافعا عن حقوق العرب السنّة ومسلط الأضواء على ظلامة تهميشهم .. أي واللهِ !! وقد علمت من مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه بأن السيد رئيس الأقليم وبمساعدة النائب الأتروشي عاكفٌ على اصدار موسوعةٍ تتألف من اربعة مجلّدات حول تهميش العرب السنّة عبر العصور التاريخية وقد عنون المجلد الاول " التهميش الدموي في العصر الأموي " والثاني" التهميش السياسي في العصر العباسي " والثالث " التهميش الشيطاني في العصر العثماني " اما المجلد الرابع فعنوانه " التهميش الحثيث في العصر الحديث " ويتألف من ثلاثة أجزاء وهي تهميش اللئام في عهد القائد صدام والتهميش الملائكي برعاية نوري المالكي ثم الجزء الأخير الذي يعتبر خاتمة الموسوعة وعنوانه " النصر الموعود على يد القائد مه سعود " , لذا فليس بالأمر الغريب ان يعود السيد الهاشمي من مهلكة آل سعود مصحوبا بناقةٍ من سلالة الجمل ايّاه ويُعثر في حين غفلةٍ على قميص عثمان ملطخا بدمه في متحف هه ولير لكي يمتطي الناقةَ سيادةُ رئيس الاقليم وينشر القميصَ من جديد ويطالب بمحكمة دولية ضد نوري المالكي متهماً جدّه مالك الأشتر بمقتل الخليفة الثالث فيدعو الى أزاحة المالكي عن رئاسة الوزراء وضم قضاء الزبير الى محافظة صلاح الدين بدلا من قضاء الدوز ليساوم بعدها على الحاق المناطق المتنازع عليها الى اقليم كردستان
وهنا لابدّ من سؤال السيد البارزاني : منذ متى اصبحت تتكلم بلغة الطائفية يا سيادة الرئيس وأنت الذي كنت ولا زلت تنادي بالحقوق القومية للأكراد ؟ وكيف تستطيع التنسيق بين القومية والطائفية ؟ لأن الدين وكما يعرف الجميع يتسامى فوق القومية مع انه يحترمها كل الاحترام , واذا ما أردنا التحدث بالطائفية مثل الملا كريكار الذي دعا الى أنقاذ السنّة من مطرقة الشيعة وسندان الاكراد فأننا سنجد السنّة يمتلكون ما لا يمتلكه الشيعة .. يمتلكون أقليما أنت تحكمه مستقلا يحميهم ويحمي حتى مجرميهم من "سطوة المركز " .. أقليما وحكومة اتحدى نصف وزرائها كما أتحدّاكم يا سيادة الرئيس أن يعرف أحدٌ منكم أسماء العشرة المبشرة بالجنة قبل أدانتكم لتهميش السنّة !!!! كما لابد من تذكير سيادتك بأن من أعترض على تسنّم منصب رئاسة الجمهورية من قبل الاكراد هو نفسه السيد الهاشمي الذي وصفته بأنه " رمز الظلم " وهذه هي الحقيقة رغم أنك تقصد المظلومية في المعنى متجاهلا اهل المظلومية الحقيقيين لأنهم لا ينتمون الى طبقة الأقطاعيين التي تجمعك مع ذلك الهاشمي , وأسمح لي أن اذكر لك مظلوما من طبقة الفقراء وأترك لضميرك ـ أن كان حياً ـ اختيار الرمز الأقرب الى المظلومية .. مظلوما التحق بالرفيق الاعلى قبل يومين بكل هدوء .. أنه أيوب العراق .. أنه المرحوم محمود سلمان دوخي العجيلي الذي فقد اولاده التسعة على ايدي عصابات الاجرام والتكفير والتي ربما موّلها الرمز الذي استضفته أو مثيله في الآجرام ... أيوب العراق الذي لم يتاجر بدماء أبنائه الشرفاء كما تاجرتم بدماء من ضحى من اجل تحرير العراق ... نعم تاجرتم وقبضتم الثمن بعد ان تنكّرتم للبضاعة الكريمة .. أيوب العراق الذي لم تنبرِ السنتكم الحِداد لذكر مظلوميته لأنه من طبقة لا تنتمي الى طبقتكم .. وكذا أنتم " معاشر الحكام المسلمين " فقد ملأتم الدنيا بالأمس نباحاً ضد الدكتور الكبيسي لأنه قرأ التاريخ بشكله الصحيح وحجبتم برنامجه ورحتم تدافعون عن رمزٍ آخر من رموزكم أسمه أمير المؤمنين وكاتب الوحي الأمين والصحابي الجليل معاوية بن هنود آكلة الكبود ... في الوقت الذي لم تنبسوا ببنت شفةٍ حين تطاول زنديقٌ اسمه العريفي على محمد بن عبد الله الذي اختاره الله وأجتباه لحمل رسالة السماء متهما أياه ببيع الخمور التي تُهدى اليه أو أعادة أهدائها !!! لم ينبرِ أحدٌ منكم في الرد عليه لأن محمداً ( ص ) انتقل الى جوار ربه ولازالت آثارُ الحصيرة مطبوعةً على خده الكريم في وقت كان فيه معاويةَ يعيشُ الحياةَ ببذخٍ كما تعيشونها انتم اليوم
رجائي سيادة رئيس الأقليم بعدم خلط الاوراق السياسية بالطائفية فكم مرة صرّحتَ بأن مشكلة الهاشمي سياسيةٌ بحتةٌ فلماذا تجعل منها طائفيةً ؟؟ ألا تعلم سيادتك أنك بذلك تنفخ في رماد لم يُطفأ جمره بعد ؟؟ ألا تخشى من الرماد أن يدخل عينيك أنْ لم تلسعك حرارة الجمر المستعر ؟؟ دع عنك حديث الطائفية جانبا لأن العراقيين تجاوزوه ولم يعودوا على استعداد للخسارة من أجل صراعاتكم السياسية التي لم تعد بالنفع الّا عليكم ولن تعود بالشر الّا على المساكين وأبناء الخايبات ولا تلبسوا ثوب الدين في كل موقف تفشلون فيه من تقسيم الكعكة بما يُشبع بطونكم النهمة وعيون الحسد التي لا يملأها سوى التراب وأتقوا الله في الفقراء الذين لاتعتبرونهم سوى حطب النار التي تجلب لكم الدفء حين تنكمش علاقاتكم ومصالحكم الشخصية عند سفوح جبل الثلج الذي اليه تأوون