النفط سلاح في المعركة ((تقرير المصير )) !! -ابو تبارك الناصري
Sat, 7 Apr 2012 الساعة : 16:08

يتناول بعض الكتاب النفط كسبب لنعيم بعض البلدان لا سيما اذا كان الحديث عن الخليج , ويتناول البعض الاخر النفط كـ نقة على بلدان اخرى لا سيما التي شهدت صراعات وخاضت حروب طاحنة كان ورائها اطماع اجنبية في النفط وقد يكون العراق في قائمة الصدارة لهذه البلدان , حتى اصبح بعض الناس البسطاء يسمونه ( الضيم ) و ( الدهر ) و ( الطركَاعة ) لما تحويه هذه المفردات باللهجة العامة من معاني اسباب البؤس والشقاء
ملاحظة : اذا كنت ممن يقدسون خطوط سايس بيكو , انصحك بان لا تكمل قرائة الموضوع .
يعود الحديث عن النفط ولكن بمفردات مختلفة عن النعمة والنقمة
النفط سلاح في المعركة !!!
نعم قد يكون شعار بالي لم يتمكن العرب طوال عقد السبعينات من القرن الماضي من تطبيقه والوصول اليه , بشكل يغير موازين القوى في المعركة القومية ضد اسرائيل والغرب .
لقد عاد النفط سلاح في المعركة , لكن معركة مختلفة عما خاضها العرب , وباسلوب مختلف عما دعا اليه العرب في مطلع سبعينيات القرن الماضي .
معركة تفتيت اجزاء الامة وتأسيس دويلات اقاليمها , وبطريقة مختلفة للاستخدام 180 درجة , هذه المرة يوقف النفط عن التصدير لكي لا ينعم ابناء الشعر بوارداته , فهو يستخدم ضد الشعب , كـ عصا توضع في دولاب عجلة الحكومة المركزية , ونحن نعلم ان عجلة الحكومة لا يمكن ان تدور من دون النفط فهو العصب الاساس لميزانيتها التشغيلية والاستثمارية على فقرها وشحتها .
هذا ما اثارته حكومة اقليكم كردستان كردة فعل على استجابة الشركات المستثمرة للنفط في اقليم كردستان ومنها اكس موبل لطلب الحكومة المركزية باعادة النظر في قانونية العقود المبرمة مع حكومة الاقليم كشرط لدخولها جولة التراخيص القادمة التي ستعلن عنها وزارة النفط العراقية .
وما تبعها من اتهاهامات ومهاترات اعلامية من الاتروشي تصل حد السخرية حين يتهم الحكومة المركزية بتهريب النفط لاسرائيل !!
وقد تكون هذه الخطوة ذات ابعاد اوسع من هذه واعمق من كونها ردة فعل على قرار الحكومة المركزية بمعاقبة الشركات المتعاقدة مع الاقليم بصورة فردية من دون موافقة الوزارة ,او ردة فعل على كشف وزارة النفط العراقية عمليات التهريب للنفط من قبل الاقليم .
فمن خلال متابعة اللقاء المنشور في برنامج ساعة حرة يوم امس مع رئيس الاقليم مسعود البرزاني اثر زيارته لواشنطن , التي جائت بعد خطابه الذي في 21\3 \2012 الذي طبلت له وسائل الاعلام الكردية على انه سيحمل بشرى للشعب الكردي والامة الكردية كافة , فتغير الخطاب الى مهاترة مع الحكومة المركزية بعد الاتصال الذي تلقاه مسعود البرزاني من اوباما , ودعوته لاحقا لزيارة واشنطن .
على ما يبدو ان البشرى للشعب الكردي التي وعدهم بها البرزاني تحولت في خطاب عيد نوروز الى انتظار بشرى , واتهامات رخيصة للحكومة المركزية !!!
لن اقف كثيرا بالتحليل للقاء مع قناة الحرة , فاللقاء لم يحوي من المضامين الكثير , كل ما بالامر كان مسعود البرزاني كل جملة يفصلها بعبارة حق تقرير المصير , حتى وان جاءت هذه الجمله حشوى لا علاقة لها بالسؤال .
وهذا يذكرني بقصة التلميذ الذي لا يجيد كتابة انشاء الا عن الطبيعة , وكلما طلب منه المعلم كتابة انشاء عن موضوع جنح به الى الطبيعة حيث الزهور المتفتحة والفراشات الطائرة , فكان ان طلب المعلم كتابة انشاء عن النار وجهنم , فكتب التلميذ سطر عن جحيم جهنم واعرج بان هناك ثقب صغير يربط النار والجنة واذا نظرت منه سترى الجنة حيث الزهور المتفتحة والفراشات الطائرة .......
المهم كلما سأله مقدم البرنامج عن سؤال حتى ولو كان عن وضع اقليمي او دولي , يعرج به البرزاني الى حق تقرير المصير للشعب الكردي , وكان الامر اصبح عقدته التي انعكست على وضع الشعب العراقي بالمجمل باتخاذ حكومة الاقليم قرار بايقاف صادرات العراق الشمالية من النفط , مقدار الضرر لا يحتاج لتأويل ولا تحليل , بالتأكيد سينال منه ابسط انسان عراقي نصيبه من الضرر , في الوقت الذي يتكلم فيه مسعود عن فشل الحكومة المركزية في توفير الخدمات للشعب , ولا اعرف كيف يمكن لحكومة ان تنجح ونحن نختلق الازمة تلو الازمة حتى يصل بنا الامر الى قطع مصدر لقمة عيش العراقيين , في نفس الوقت يرى مسعود ان اعاقة التنمية التي يفترضها ويتخيلها على اقليم كردستان هي جريمة لا تقل عن جرائم الانفال !!! واذا جاء الحديث عن ايقاف صادرات النفط يكون الموضوع خلاف مع الحكومة ممكن ان يشكل وفد للتفاوض مع الحكومة الاتحادية بشأنه !!!!
دون ان تكون جريمة ابادة لجياع شعب بالكامل وعقوبة جماعية !!
اعود لمفردة تقرير المصير التي كانت السمة الطاغية على اللقاء .
واسأل مسعود أي تقرير مصير هذا الذي تتكلم عنه وتطالب به ؟؟
الم يختار الاكراد بأرادتهم بان يكونوا اقليم فدرالي ضمن السيادة العراقية , هل من المعقول ان يكون كل عام تقرير مصير !! او يكون كل ازمة سياسية تقرير مصير !!
اقليم فيدرالي ضمن السيادة العراقية , ولكن لا يمكن للجيش العراقي ان يدخل حدود الاقليم , ولا يمكن للقضاء العراقي المطالبة بمتهم يقيم في الاقليم , بل لا يمكن للمواطن العراقي البسيط ان يدخله دون ان يكتب تعهد ويبين سبب زيارته للاقليم , ومتى سيغادر ؟؟ واين سيقيم ؟؟
في الوقت الذي ينعم به الاقليم بكامل حصته من الموازنة و من المناصب والشراكة في الحكومة التي هي الاخرى لم تسلم من انتقادات مسعود البرزاني , الذي يقول لا نقبل ان يكون رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة حتى لو كان منتخب واتى بطريقة ديمقراطية , وان الكورد لا يتمتعون بالشراكة الحقيقية مع الحكومة الاتحادية , وتناسى بالامس القريب تزعم الاجتماع الاقتصادي للقمة وزير كردي , وتزعم الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب في القمة وزير كردي , وتزعم اجتماع القمة على مستوى القادة رئيس كردي !!!
ورئيس اركان الجيش الذي هو الشخصية الثانية بعد القائد العام هو شخصية كردية
ونائب رئيس الوزراء كردي , ونائب رئيس البرلمان كردي ... الخ من المناصب الموزعة بالية التوافق والشراكة حتى وصلت الى المدير العام
حقيقة لقد بلغ السيل الزبى , وهذا المنطق من الصفاقة والوقاحة لا يمكن ان يتحمله عراقي غيور .
نعم لنعود لتقرير المصير , والعراقيون ايضا من حقهم ان يقرروا مصيرهم هل يرغبون بان يكون كردستان جزء من العراق ؟؟؟
وعلى الحكومة الاتحادية ان كانت تملك ذرة من حياء , او غيرة , او خجل , او شهامة , او شعور بالمسؤولية تجاه العراق
ان تعلن بان اقليم كردستان لم يعد جزء من العراق
وان حدود العراق الادارية تبداء من محافظة كركوك والموصل و ديالى وصلاح الدين , وان اربيل وسليمانية ودهوك هي ارض ليست عراقية ولا شأن للعراق بها .
اذا كانت تملك ذرة من الشعور بالمسؤولية تجاه باقي ابناء الشعب عليها ان تعلن ذلك ولو من طرف واحد , وتحمل جميع الوزراء والوكلاء والمدراء والبرلمانيين الاكراد في باصات وتوصلهم معززين مكرمين الى ارض كردستان العظمى