قبس من حياة فاطمة الزهراء(عليها السلام)-عبدالامير الخرسان- فنلنده

Sat, 7 Apr 2012 الساعة : 12:58

 نعزي الامة الاسلامية وعلماءنا الاعلام بأحر التعازي ونعزي سيدنا ومولانا الامام الحجه المنتظر بهذه المناسبة الاليمة والمصيبة الراتبة والفاجعة العظمى مناسبة استشهاد جدّته الصدّيقه الطاهره فاطمة الزهراء (عليها السلام) عظم الله اجورنا واجوركم جميعا لهذه المصائب والاحزان والهمنا الله جميعنا الصبر والسلوان .
ان الزهراء (ع) غيبا من غيب الله وروحا من روح الله وقداسة من قداسة الله وعلما من علم الله وفيضا من فيض الله وسرا من سر الله هكذا كان زواجها في الغيب كما قال رسول الله (ص) لعلي (ع) بحضور المسلمين ياعلي ان جبرئيل قال لي زوّج النور من النور زوّج علي من فاطمه فقد زوّجهما الله عنده في العرش بشهادة جبرائيل والملائكة اجمعين . لقد كانت الزهراء (ع) المحدّثة عن العلوم القدسية والروحية والتربويه وما يخص التفسير والفقه والعقيدة . وكانت تحدّثها الملائكة بما كان وما يكون الى يوم القيامة كما ورد في الروايات المستفيضة عن الائمة (عليهم السلام) . لقد كانت الزهراء مستودع اسرار الله وخزّانة علم الله اخصها الله بفيض علمه ونور حكمته وتجلّيات انواره وبصائر هدايته ومحاسن توفيقه وعروش كماله ومستهل تسبيحه وعنوان عبوديته وطاعته والانقطاع اليه والتبتّل بذكره والهيام بحبّه تعالى فتعالت بالخضوع الى الله واستطالت بالتواضع وارتفعت بالخشوع وأعزها الله بالذكر الحسن وحسن المقر عنده جلّ وعلا في جنة الرفيق الاعلى مع ابيها وبعلها وبنيها صلوات الله عليهم اجمعين . .
ان فاطمة الزهراء (ع) مثّلت الرسالةالالهية والرحمة الربانية كأبيها(ص) للنساء والرجال جميعا عندما كانت تغرس روح الاسلام في نفوس المسلمين من خلال سلوكها وطهارتها وعفتها ومن خلال نصائحها ووعضها للمسلمين والمسلمات ومن خلال دعائها للمسلمين والمسلمات . لقد سلكت الزهراء (ع) سلوك الرسول الكريم (ص) في تهذيب الناس وتعليمهم وتنظيم شؤونهم وتربيتهم التربية الانسانية الصحيحه التي تجلب المحبه والتكاتف والتلاحم والتكافل والتراحم بين الناس عندما كانت تنفق كل اموالها في سبيل الله وعندما كانت تميط الاذى عن ساحة الناس وعندما اسّست المدرسة الاسلامية لتعليم النساء القراءة والكتابة والفقه والعقيدة والتفسير وعلم الاخلاق لتنشئ الجيل الصالح الذي يخدم المجتمع ويدافع عن حياض الاسلام والمسلمين ويبني الواقع الاسلامي المتحضّر والمتطور من الكفر والنفاق والدجل وكل المؤامرات الكافرة الدنيئة .
لقد اسّست الزهراءذلك البناءالتعليمي الشامخ والصرح الحضاري الخالد والاسلوب البنّاء في التعامل الانساني عندما كانت تجوع وتعطي قوتها للمسكين واليتيم والاسير وكانت ترضى بالجهد والتعب في البيت وتربية الاولاد وتستغني بذكر الله وتستأنس بتسبيح الله عوضا عن الخادمة لتوفر اجور الخادمة لبيت مال مال المسلمين وتنفق كل ما عندها من حصة فدك وغير فدك الى بيت مال المسلمين لتوفر وتنفق كل املاكها للمسلمين .
لقد اسّست الزهراء (ع) اهم الركائز الاجتماعية والنظم المدنية والمؤسسات الانسانية عندما دعت الى تنظيم شؤون المرأة وما تحتاجه المرأة في البيت والمجتمع واسست له المراكز الاسلامية والمساجد والمؤسسات الاسلامية التي تخص المرأة وتحتضن المرأة لتظهر المرأة فيها مهاراتها ومواهبها وطاقاتها المهنية والادبيه والرسالية والانسانية والى يومنا هذا ما زالت المرأة تحتفظ بتراث الزهراء وتعاليمها وسلوكها في البيت والمجتمع والتربية والتعليم .
لقد اسّست الزهراء اساسا منيعا قويا آخر وجعلته متماشيا مع كل العصور ومتوافقا للرجال والنساء معا عندما قامت تطالب بحقوق خليفة المسلمين صاحب الولاية والنيابة من قبل الله ورسوله الكريم عندما طالبت بحقوق امير المؤمنين علي (ع) من خلال مطالبتها بفدك التي اهداها اليها رسول الله (ص) وجعلها ملك يمينها وعندما اراد ابوبكر اعادتها لها منعه عمر بن الخطاب وقال له انها بداية المطالبة بحقوق وخلافة علي (ع) فردوها ولم يعطوها جقها فسجلت عليه نقطة اغتصاب فدك والاستيلاء على خلافة علي (ع) بغير حق شرعي او مسوّغ لذلك الاغتصاب الدنيء .
وفي نهابة المطاف انقل لكم هذه الروايه المعتمدة في مهاجمة بيت فاطمة الزهراء(ع)التي ادّت الى مرضها ووفاتها (عليها السلام) : روى ان عمر بن الخطاب اتى ابا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة , فقال ابوبكر لقنفذ وهو مولى له : اذهب وقل لعلي يدعوك خليفة رسول الله , فذهب الى علي(ع) فقال له:ما حاجتك فقال : يدعوك خليفة رسول الله , فقال علي (ع) لسريع ما كذبتم على رسول الله (ص) . فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة, فبكى ابو بكر , فقال عمر مرة ثانية ان لا تهمل هذا المتخلف يمنحك بالبيعة , فقال ابو بكر لقنفذ عد الى علي فقل له: امير المؤمنين يقصد ابو بكر يدعوك لتبايع , فجاءه قنفذ فأدّى ماأمره به , فرفع علي (ع) صوته فقال : سبحان الله لقد ادّعى ماليس له فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة فبكى ابوبكر ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى اتوا باب فاطمة , فدقوا الباب فلما سمعت اصواتهم نادت باعلى صوتها , ياأبتاه يارسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابي قحافة فلما سمع القوم صوت فاطمة وبكاءها انصرفوا آسفين باكين وكانت قلوبهم تتصدع واكبادهم تنفطر , وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به الى ابي بكر (وفي رواية عن سليم ان عمر لما أحس بوجود فاطمة خلف الباب اطبق عليها الباب بكل قوته وهناك مسمار في الباب دخل في صدر الزهراء (ع) وقال الصادق (ع)مؤكّدا على صحة هذه الرواية والله ان لكسر اضلاعها صوت كصوت القوارير عند تكسرها) فقال له عمر بايع فقال علي (ع) ان انا لم افعل فمه , فقالوا اذن والله الذي لااله الاّهو نضرب عنقك فقال (ع) اذن تقتلون عبدالله واخا رسول الله , فقال عمر اما عبدالله فنعم واما اخو رسوله فلا , وابوبكر ساكت لايتكلم , فقال عمر: الا تأمر فيه بأمرك فقال لاأكرهه على شيء مادامت فاطمة الى جنبه فلحق علي بقبر رسول الله (ص) وهو يصيح ويبكي وينادي يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني . ثم جاءت فاطمة (ع) فوقفت على الباب وقالت لا عهد بقوم حضروا اسوء محضر , تركتم رسول الله جنازة بين ايدينا وفعلتم امركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا ونعم ما قاله الازري :
يوم جاءت الى عدي وتيم ومن الوجد ما أطال بكاها
تعظ القوم في اتم خطاب حكت المصطفى به وحكاها
احبتي في هذا اليوم الذي احزن رسول الله وعلي وآل البيت الكرام وكل الانسانيه والبشرية يوم استشهاد ريحانة رسول الله وبضعته المباركة تلك الحوراء الانسية سيدة نساء العالمين وام ابيهاوالتي نرجوا شفاعتها يوم القيامةاناشدكم جميعا لان المرحله خطيره واعداء الله يحاولون تفريقنا وتشتيت كلمتنا ووحدتنا فنرجوا من الشعب العراقي الغيور ان يكون غيورا على مبادئه الاسلاميه الساميه ودينه القويم ووحدة كلمته وتوحيد صفوفه من اجل القضاء على الارهاب والعفالقه واحتواء الازمات والفتن والاطرابات ليعيش الجميع السعاده والكرامه والسياده .
 

 

Share |