حكايات فلاحية: قمة ( الكبجينو ) العربية!- صالح حسين
Thu, 5 Apr 2012 الساعة : 15:19

تعلمت من المثقفين وخصوصاً الكتاب منهم، أن أختار العنوان المثير لموضوع ما، وبما إني قد أخترت ( قمة الكبجينو العربية ) لكن بودي أن أترك بقية الأختيارات للقاريء الكريم من العناوين التالية: قمة مطار بغداد، قمة شارع المطار، قمة مطار كربلاء (ع )، قمة الفنادق، قمة الربيع - الخريف العربي، قمة المساومات الخليجية العربية، قمة الحاضر الغائب، قمة الخط الثالث، قمة الأعتقالات العشوائية، قمة المداهمات ...مقرالحزب الشيوعي العراقي، قمة منع التجوّل، قمة زيادة الأسعار، قمة المراسلين ألـ( 1500)، قمة سوّاق التكسي، قمة أصحاب السمو والأمراء، قمة القمم، وقمة أتفقنا على أن لانتفق!
حديثنا عن القمة العربية... وسكراب الحزب الشيوعي العراقي...كانت الأستعدادات على قدم وساق للتحضيرات المتنوعة والمختلفة بدءً من الشاي والكبجينو مروراً بالسيارات المصفحة التي تنقل المشاركين لمؤتمر القمة العربية في ( آذار 2012 ) وأنتهاءً برمرمة و تجهيز الفنادق وفلات السكن لضيوف الرحمن، وأغلب هؤلاء القادة لم يناموا ليلتهم في بغداد، خوفاً من الوضع الأمني أو بالأحرى لاجدوى من بقائهم! أو هكذا طلب منهم!
صرح الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية ( علي الدباغ ) أن كافة تجهيزات القمة العربية الـ( 23 ) قد جلبت من الخارج بما فيها ( الكبجينو – القهوة مع الحليب ) كان ذلك في مقابلة خاصة مع قناة الرشيد الفضائية! بما يعني نحن ( الحكومة ) غير معتمدين على العراقيين، حتى بعمل وتقديم القهوة بطريقة ( الأتكيت )! لكن ( الدباغ ) لم يتطرق إلى المليار وربع المليار دولار أمريكي التي أنفقتها الحكومة العراقية لهذا الغرض على حساب الفقراء والمعدمين من الأيتام والأرامل...الخ!
ورغم التوقعات المختلفة الحالية واللاحقة (!) لنتائج القمة، لم تدخر السلطات العراقية جهدا في إجراءات تأمينها التي ضيقت على أهالي بغداد وشلت الحياة اليومية في العاصمة لمدة عشرة أيام ، وبات بعض سكان بغداد يتندرون بالامر الواقع قائلين : اللهم أزح هذه ( الغمة – القمة ) عن هذه الأمة! طبعاً بضمنها مداهمة مقر الحزب الشيوعي العراقي والعبث بحرمة مكتب سكرتير اللجنة المركزية للحزب ( حميد مجيد موسى ) الحليف السابق والمتجدد للعملية السياسية التي صنعها المحتل الأمريكي منذ عام 2003.
وبهذا الصدد فإن كثيراً من العراقيين وخصوصاً اليساريين والشيوعيين منهم، داخل وخارج التنظيم الحزبي، قد أشاروا إلى أن إنحدار قيادة إلى هذا المستوى المتدني سياسياً وتنظيمياً لاتصلح أن تكون أعضاءً في الحزب الشيوعي العراقي، لا من ناحية عمالتها للمحتل وأدواته، ولا من ناحية الثبات في الخندق الوطني ضد الأحتلال وعملائه، ورغم كل هذا إننا نخشى من نتائج المؤتمر التاسع، بأن تكون: لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي!
أصدرت قيادة الحزب الشيوعي العراقي في مقرها ( بشارع أبو نؤاس ) أيضاحاً حول مداهمة جريدة ( طريق الشعب ) جاء فيه: " دخلت قوة مسلحة كبيرة تابعة للشرطة الاتحادية، مساء امس الاثنين المصادف 26 / 3 / 2012، مقر جريدة حزبنا "طريق الشعب" على شارع ابو نؤاس ببغداد، وطلبت الصعود الى سطح بنايته العالية، للافادة منها في مراقبة المنطقة في اطار الاجراءات الامنية المتخذة بمناسبة انعقاد القمة العربية. وقد قدمت حماية المقر التسهيلات للقوة الامنية بما يمكنها من القيام بواجبها، مثلما فعلت في حالات مماثلة سابقة عديدة.
ولكن سرعان ما تبين ان هدف القوة كان مغايرا. حيث توجه افرادها مباشرة نحو بقايا رشاش قديم من مخلفات النظام السابق، مركونة في زاوية من السطح، واتهمت حماية المقر بالاحتفاظ بـ"سلاح خطير"، وقامت باعتقال افرادها الـ 12 واقتادتهم الى جهة مجهولة لغرض "التحقيق" معهم. ولم تنفع توضيحات افراد الحماية ان تلك البقايا هي مجرد سكراب، وان قوة امريكية سبق ان اتلفت قطعة السلاح هذه تماما، فهي لا تصلح لشيء، وان عدة مجموعات من افراد الجيش العراقي والشرطة الاتحادية صعدت في السنين الماضية الى السطح ورأتها وفحصتها فاهملتها تماما.
وقام افراد القوة الامنية بنقل السكراب معهم، كما استولوا على ما كان موجودا في المقر من بنادق مرخصة ( 15 بندقية لحراس المقر الذين مجموعهم 15 حارسا ) مع عتادها.وعلى الفور اجريت اتصالات مع المسؤولين لمعرفة مكان احتجاز افراد الحماية والمطالبة باطلاق سراحهم. الا ان الجهود التي بذلت لم تثمر ازاء الاصرار على ابقائهم موقوفين. وفي غضون ذلك وبعد ان خلا المقر الا من احد الجيران، وصلت اليه مجموعة من 6 افراد من الشرطة الاتحادية ومعهم كلب مدرب، وقامت بتفتيش مكتب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد مجيد موسى ومكتب احد الرفاق (!) القياديين الآخرين، وبعثرت الأثاث والحاجيات الشخصية فيهما. واجبر افراد الحماية المعتقلون على قضاء ليلتهم محشورين في غرفة صغيرة جدا في احد مقرات الشرطة الاتحادية في الزعفرانية، بعد ان اقتيدوا اليها مقيدي الايدي ومعصوبي العيون. ولم يجر أي تحقيق معهم مساء امس ولا صباح اليوم، وفرض عليهم التوقيع على "تعهد" من دون السماح لهم بالاطلاع على نصه.
وفي حوالي ظهر هذا اليوم فقط، وبعد ان تبين للجهات المسؤولة، كما يبدو، ان سكراب الرشاشة التي نقلوها هو مجرد سكراب حقا وفعلا، اطلقوا سراح افراد الحماية جميعا، بعد ان اعادوا اليهم 9 فقط من البنادق الـ 15 المصادرة، وجزءا من العتاد.
والمؤسف ان هذه ليست المرة الاولى التي يجري فيها مثل هذا التعامل غير اللائق ولا المقبول مع مقر "طريق الشعب"، وهي جريدة حزب وطني عريق، يستعد للاحتفال في 31 اذار الجاري بذكرى تأسيسه الـ( 78 ) ولتسلم التهاني في هذه المناسبة، واستذكار تضحياته الكبرى من اجل مصالح الشعب والوطن.
اننا في الوقت الذي نتفهم فيه الحاجة الى اتخاذ اجراءات امنية غير عادية في بعض الاحيان، لا نجد في كل الاحوال ما يبرر التجاوز على الحقوق والحريات الدستورية.
ان الجهات المعنية مدعوة الى الايعاز بالكف عن مثل هذه الممارسات، ومدعوة الى الاعتذار رسميا من الحزب عما تعرض اليه مقر جريدته، والى إبطال مفعول التعهدات سيئة الصيت، التي اجبر افراد حماية المقر على توقيعها خلافا للقانون والدستور.
واننا اذ نرفض مثل هذا التعامل الفظ، نؤكد انه لن يثنينا عن مواصلة طريقنا ونضالنا من اجل اقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة احترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية. بغداد – 27 آذار 2012 الحزب الشيوعي العراقي مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع ) " أنتهى.
مشيجيخة: من الملاحظ أن غياب الأحزاب الاسلامية النافذة في السلطة وغيرها، عن الأحتفالية بمناسبة الذكرى ( 78 ) لتأسيس الحزب التي أقيمت في مقره العام في ساحة الأندلس هو الدليل على أن الجماعة، أي القيادة، لم تفدهم الحصران التي مدّوها في مقرات الحزب للصلاة، كما لم يفدهم أيضاً رفع العلم الأمريكي في مدينة ( مالمو ) السويدية، عشية الغزو والأحتلال عام 2003، ولا رفع صور وزيرة الخارجية ( كونداليزا رايس )! ولاحتى ( لطم وعويل ) عضو المكتب السياسي ( مفيد الجزائري ) في مناسبة أربعينية الحسين ( ع ) أما القول والتباكي المزيف والتعلق بشماعة، أن شرطة ( البعث - النظام السابق ) قد أنتهكت مقراتنا، إن مثل هذه الأدعاءات قد أتعبت الناس وملـّت منها!
تنويه : أ- ستة أفراد من شرطة ( البعث + كلب ) حسب ما جاء بـ( الأيضاح ) يعتقلون خمسة عشر ( نصيراً- بيشمركة ) ويستولون على أسلحتهم ومقرهم ( 15 بندقية لحراس المقر الذين مجموعهم 15 حارسا ) وبدون أية أمر رسمي في تفتيش المقر، والسؤال هو: لماذا يحملون السلاح إذن، طالما إنهم غير قادرين على حماية أنفسهم و( موقعهم - مقرهم ) ...لاندري ربما ليست لديهم ( ماكو ) أوامر!؟
ب - السكراب هو: مجموعة من قطع السيارات وأنواع الصفيح الأخرى التي تكدست أو أريد لها أن تكون في مكان ما خارج المدينة من الناحية البيئية والصحية... إلا إن الغرابة عندما يكون هذا السكراب في مقر للحزب – أو في مكتب جريدته / طريق الشعب، وفي مركز المدينة بغداد ( شارع أبو نؤاس ) ... يقول المثل الشعبي ( أن العذر أقبح من الفعل )!.
ج- يقول الأيضاح: " والمؤسف ان هذه ليست المرة الاولى - خان جغان - التي يجري فيها مثل هذا التعامل غير اللائق ولا المقبول مع مقر طريق الشعب". يقول المثل الشعبي ( الأمام المايشور يسمونه أبو الخرك )، من الواضح أن الحكومة العراقية قد عرفت قيادة الحزب! ولهذا تتعامل معها وفق حجمها خصوصاً عندما تخلت هذه القيادة عن العمال والفلاحين والكسبة، وأعتمدت على المثقفين المنتفعين والأنتهازيين! لكننا نقول: ليس من الأجدر بهؤلاء أن يتركوا واجهة القيادة لغيرهم وخصوصاً الشباب منهم!
رفيق متقدم في الحزب يقول: إن هذا " السكراب " من وثائق المؤتمر الثامن للحزب، يراد دراسته وتقديم تقرير عنه إلى المؤتمر التاسع!، رفاق آخرون ( عادوا ) من العراق هاربين، من محافظة ( بابل والبصرة ) إلى السويد يقولون: لقد أنتهكت ( حرمة قيادتنا، وسيادة مقراتنا ) ... عندما دخلت قوة من الشرطة والأمن مقر حزبنا وخصوصاً مكتب الرفيق سكرتير اللجنة المركزية ( أبو داود ) ورفيق قيادي آخر(!) وعبثت بما فيهما! وعندما سألناهم عن سبب عودتهم قالوا: نريد نحضر أحتفالية الحزب ( 78 ) في مدينة ( مالمو ) السويدية، لأنها أكثر أمناً لنا! رغم شكوكنا بحقيقة ما قالوا...نحن نرى أن الأمر لايتعدى عن ترتيب مستحقاتهم التقاعدية رقم 3، أو المساعدات الأجتماعية، وأجراء بعض الفحوصات الطبية!؟
مربط الفرس: الغريب هو: طلب تعهد خطياً من رفاقنا المعتقلين، من حراس وإداريين وأجبارهم التوقيع على أوراق بيضاء، بأستثناء السكرتير ونائبه، لأنهم غير متواجدين في المقر أثناء الأقتحام والتفتيش، إن مثل هذا الأمر مرفوض سياسياً وأخلاقياً، خصوصاً بعدما مضت ما يقارب عشرة أعوام من التطبيل والتزمير بالديمقراطية الأمريكية المزعومة!! الذي تدعي بها الحكومة العراقية ومنها قيادة الحزب الحالية ...! نحن نعتبر ذلك نوعاً من التنكيل والأذلال، تمارسه الحكومة العراقية، والذي قبلته قيادة الحزب الشيوعي العراقي الحالية على نفسها، ضد جماهير ورفاق حزبنا... لكننا نرفضه وندعو كافة الوطنيين من العراقيين إلى إدانته !.