حكام العرب أضاعوا الدنيا والأخرة- طاهر مسلم البكاء- الناصرية

Thu, 5 Apr 2012 الساعة : 15:16

بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر أن حكام العرب قد تخلوا عن دورهم القومي والشرعي في حمل راية الاسلام أو على الاقل في مناصرة الحقوق العربية والاسلامية ولو بأضعف الايمان ، كلمة حق ،وأعلنوا هزيمتهم الابدية.
لو عدنا للتاريخ نجد أن اليهود كانوا يريدون أن يكون الرسول محمدا" من اليهود وألاّ فهم قد اعلنوا العداء جهارا،وما وصية الراهب بحيرا لأبي طالب بأن يحمي محمد (ص) من اليهود ألاّ دليل لكل ذي بصيرة بأن العداء اليهودي أبدي وهو موجود قبل أن يعلن الاسلام ، ولما يزل محمد والاسلام ذكر في الكتب السماوية ، وقد أثبتوا فيما بعد بالدليل القاطع عدائهم الازلي سواء في صدر الرسالة او فيما تلى ذلك من احداث وحتى عصرنا الراهن .
وعربنا اليوم ،لايريدون فهم هذه الحقيقة وهم يضعون مختلف التأويلات التي تغطي تواطئهم وجبنهم مقابل جلوسهم على كراسي الحكم ،وبدأنا نراهم يستقبلون الصهاينة نهارا" جهارا" وينصبون سفاراتهم في بلدانهم ،ويستلمون التوجيهات من المخابرات الأسرائيلية في محاربة ومعادات هذا ومصالحة ذاك ، ولو اخذنا مصر كمثال ، والتي هي أكبر الدول العربية ومن كانت توصف ببلد العروبة وحاملة رايتها ،أنحرفت بعد حرب تشرين 1973م الى منحنى خطير واصبحت وصيفة
لمصالح الامبريالية العالمية واذعنت لقبول الصهاينة على اراضيها والمبادلة التجارية والاقتصادية معها وأدارت ظهر المجن للفلسطينين وحاصرتهم حتى وصل بها الامر الى بناء جدار غير قابل للتفجير والاختراق ،في حصار جائر لايشبهه ألا حصار الامبريالية العالمية لشعب العراق،وفتحت أراضيها للصهاينة بفجورهم وعريهم ومجونهم يقضون عطلهم بليال ملاح على اراضيها ،فأولئك فقراء معدمون وهؤلاء أغنياء موسرون ! . ودول الخليج العربي الثرية أسندت ظهرها للترسانة النووية الصهيونية الموجهة الى صدر الامة العربية والاسلامية ،وأتجهت تعلن خوفها من الخطر النووي الايراني الذي لم يولد بعد ،والذي لم يهددها احد به ، فظهرت كمن يؤدي دورا"تمثيليا" مسندا" ،موكلا" بالقيام به ، بعيدا" عن الواقع . وكان حاكم ليبيا الذي لطالما تشدق بالقومية ومصالح الامة العربية ومن المدافعين عن فلسطين يعلن بكل وقاحة وبطريقة مبرمجة ان حل مشكلة فلسطين هو في أنشاء دولة ( أسراطين ) أي دمج الصهاينة المغتصبين والعرب في دويلة واحدة ،ومع أن جل ما تقدم معروف لدينا ومكرر،وغصبنا حكامنا على أن نسمعه ونراه ،ولكن الجديد اليوم هو أن نسمع دفاعا" عن فلسطين ،ومواجهة للصهاينة من اسلاميين غير العرب
فعلى سبيل المثال نسمع من تركيا على لسان رئيس وزراءها اردوغان ،يصرح في عاصمة حليفة للصهاينة ( باريس ) : بأن اسرائيل هي الخطر الاكبر ،وبعد ذلك نسمع ان تركيا وليس العرب هي التي ستطرح موضوع التسلح النووي الصهيوني في أجتماع الامن النووي في واشنطن ، وكذلك المواقف الايرانية الثابتة في مناصرة الحق الفلسطيني والدفاع عن فلسطين ومواجهة الصهاينة وحلفاءها.
وبغض النظر عن ان هذه التصريحات والمواقف والافعال لهذه الدول ،هي أستراتيجية ام لأهداف مرحلية ، فهي مواقف دولية يترتب عليها صراع حضارات ومصالح ،وترقى بمراتب على تصرفات العرب الذين وصل بهم الحال الى بيع النفط للصهاينة والمبادلات التجارية معهم ، ويا لبؤس العرب ، الذين من حقنا ان نتسائل ما الذي ينقصهم ويتوفر لدى هذه الدول ، لكي يتراجعوا ويرتضوا الادوار الهامشية المسيّرة ، والاقتتال والتصارع الداخلي ، وتمزيق الاسلام الى فرق ومذاهب متناحرة ومتقاتلة ،أو الابتعاد كليا" عن مبادئه،وبرأينا ان كل عوامل القوة والردع متوفرة في عالمنا العربي عدا القيادة السياسية التي تخرج من رحم القهر العربي فأنها غير متوفرة ،اذ ان أغلب القيادات العربية الموجودة قد جاءت بحبكة من دسائس خارجية تعمل بالضد من المصالح العربية والاسلامية ،وما ان تنتهي المهام الموكلة اليها حتى تودع بخفي حنين ،وتستبدل بعناصر جديدة مؤهلة لأدوار اكثر خطورة.
وبعد الثورات العارمة والشجاعة التي نراها اليوم للشعب العربي الاسلامي في مختلف أقطاره ، يظهر دليل قاطع على خطأ حكام الجور العرب في نهجهم التسلطي ومحاولتهم المستميته لتغيير واقع البلاد الاسلامية الفكري ،دون أن يكون لهم نفس الجهد في تحسين الواقع الاقتصادي والخدمي لبلدانهم ، لقد كان همهم بقاء تسلطهم على رقاب شعوبهم ولكن لكل ظالم نهاية ،فيكونون قد أضاعوا خير الدنيا والاخرة .

[email protected]

 

Share |