مياعة المقدمين الاساس في تقديم البرامج!!-صلاح بصيص
Thu, 5 Apr 2012 الساعة : 15:02

اغلب الفضائيات العراقية تعتمد الشكل الخارجي لمقدم البرامج خصوصا البرامج الترفيهية والاجتماعية وفي بعض الاحيان السياسية، مياعة رخاوة مكياج صارخ لغة ضعيفة، محاور فقيرة، حتى انك تشعر بان معد البرامج يتنزل الى مستوى المقدم ليختار له ما يناسب فهمه وادراكه، والمقدم الناجح هو الذي يضيف للبرنامج نكهة طيبة ولا يكون حبيسا بين قضبان المعد لذا تجد البرنامج الذي يكون المعد فيه مقدما، مانعا جامعا يملك ديناميكية خاصة تتيح له الاستيحاء واشباع المحور، فنتابع في احيان كثيرة مواضيع مهمة ومحاور دسمة والضيف يكون من العيار الثقيل والمقدم لا تفهم بالضبط ماذا يريد واعتقد هو كذلك لا يفهم ما يريد خصوصا وان كان الضيف يتكلم بمصطلحات علمية واكاديمية، ودائما اتذكر القول الشهير ان المقدم يرسم خريطة لارض لم تكتشف بعد.. او نزولا عند المثل الشعبي(معزوم بغير عرس).
شكلت هذه الظاهرة حضورا في الفضائيات العراقية وهي مستوردة من قنوات فضائية عربية، مع اختلاف الامكانية طبعا، ونحن كما باقي الامور المقتبسة نحاول ان نتمسك بالقشور ونبتعد عن اللب، نشعر بجفاء المواضيع المهمة والحساسة وحتى ان وجدت فانها تغيب في سلوكيات المياعة وعدم توصيل روح الموضوع الحساس الى المتلقي، واصبح العزوف عن البرامج المهمة بسبب المقدم، والمشكلة ان القنوات العراقية بصورة خاصة تصر على اتحافنا بتلك النماذج دونما رادع رغم انها لا تحمل مستوى ثقافي يؤهلها لخوض نقاش بسيط او متوسط فكيف بموضوع مهم وكبير.
لا ريب ان هناك شروطا خاصة جدا يجب توفرها في مقدم البرامج ولا ريب كذلك ان هناك صفاتا تختلف بين مقدم البرامج السياسية وغيرها، ولكن ليس معنى ذلك بان المعايير الثقافية والاخلاقية تلغى في البرامج غير السياسية، فاذا كانت المياعة والانوثة جزء مهم لتقويم شخصية المقدم فلا اعتقد بأن البنت اقل انوثة ومياعة من الرجل، اذن لنترك مثل هكذا برامج للنساء دون الرجال! اما اذا كان هناك خمول وعدم اقبال من قبل النساء على تقديم البرامج في القنوات العراقية، وان كنت اشك في ذلك، ربما ستضطر تلك القنوات الى الزام المقدم لبس تنورة وشعر مستعار كي يكون وجها مقبولا عند الجمهور!.
الامر لا يتطلب ضرورة حتمية على اتصاف مقدم البرامج الترفيهية بهذه المواصفات، عكس ضرورة الثقافة العالية والحضور والخبرة ولا اقر بعناء البحث بالنسبة للقائمين على تلك القنوات، في ايجاد شخصيات تحمل الوسطية، افلا يوجد شاب جميل ذو شكل حسن ومقبول يكون مثقفا وله حضور في العراق من اقصاه الى اقصاه؟، إلا اذا كان هناك سرا لا يعلمه سوى اصحاب الفضائيات يجبر تقديم اؤلئك على الشاشة! أما اذا كانت هناك ضرورة لا يدركها فهمي القاصر، ارجو ان يزج بهولاء المقدمين في دورات مكثفة لغرض تقوية حضورهم وازدياد خبرتهم في قيادة البرامج.
[email protected]