النفط ثروة العراق الرئيسية لا يمكن وضع الشروط على تصديره !!- عبدالامير الخرسان- فنلنده
Thu, 5 Apr 2012 الساعة : 14:39

لقد ابلى صدام حسين بلاءا حسنا في السرقة وابتزاز ثروات الشعب هو وخاله خير الله طلفاح وكيف استطاعوا ان يراقبوا تجار العراق ويتابعوهم ويرسلون عليهم الى دوائر المافيا التابعة لهم بأسم دوائر الامن وهناك يخيرونهم بين التنازل عن عقاراتهم واراضيهم وثرواتهم او قتلهم وابادتهم بحجة انهم خرجوا ضد الحكومة والثورة وانهم يريدون تفريق شمل الشعب وتشتيت جمعه والنيل من الثورة وقائدها المجرم السفاك صدام حسين .
لقد هضم الشعب العراقي هذه الظاهرة السيئة الفارغة من الاخلاق لانها تمثّل ظاهرة المافيا والعصابات واللصوص الكبار التي مارسها النظام البعثي العفلقي الماسوني وكم قتلوا من التجار والاثرياء والشخصيات الوطنية والعلمية والفكرية الفريدة في التاريخ , لان هؤلاء الوطنيون الاحرار صمدوا بوجه الطاغوت ولم يسمحوا له التلاعب بمقدراتهم وثرواتهم فكانت حصتهم القتل والابادة ومصادرة املاكهم المنقولة وغير المنقولة . لان اصحاب النظام كانوا جهلة وعدوانيين ولا يعرفون شيئا عن الحياة سوى القتل والابادة والسرقة والنهب والسلب وتركوا مهنة الحكومة والقيادة والسياسة التي تجلببوا بها وتقمّصوها ووضعوا انفسهم هذا الموضع الغير جديرين به لقيادة الشعب العراقي العملاق الجبار . لقد اسّسوا عصابات المافيا على غرار عصابات المافيا العالمية طبعا بامر من اسيادهم الصهاينة ودول الاستكبار للسيطرة على كل ثروات الشعب النفطية والطبيعية والصناعية والزراعية , اضافة الى التلاعب بمقدرات ومشاعر الشعب وتحريفهم عن معتقدلتهم ومبادئهم الانسانية الصحيحة .
ان المافيا العالمية وعصاباتها الماسونية كشفت الكثير من عملائها في الشرق الاوسط مثل عيدي امين وصدام حسين وكثير من رؤساء الدول العربية بما فيها دول الخليج العربي الذين كانوا وما زالوا يدافعون عن اميركا بكل ما يملكون من اقتصاد وتلبية الطلبات والاوامر الاميركية .
ان اهمية ما ذكرناه من الواقع السائد في العالم منذ زمن بعيد قائم على القتل والاحتلال العلني بالجيوش وسرقة الثروات اما بعد الحرب العالمبة الثانية تغير الاحتلال الصهيوني باسلوب آخر هو اسلوب العمالة والنيابة عن الصهيونية في الحكم لان دول الاستكبار هي التي تعطي الضوء الاخضر لمن يوقّع على شروطها من السرقة والغدر والخيانة للشعوب وتسمح له بالحكم والسيطرة لقاء تلبية حاجاتها ومخططاتها المتفق عليها .
ان الربيع العربي الذي حدث في كثير من الدول العربية وسبقه الى ذلك الشعب العراقي منذ عقود وهو يكافح ويناضل لتحريره من هذا الظلم والاستبداد , وبعد ان حصل العراق على استقلاله وان كان خاضعا للبند السابع والوصاية الدولية ولكنه استطاع ان يرتقي الى منهج الانتخابات وتشريعها في البلاد وهذه ظاهرة فريدة تحدث في الشرق الاوسط . ان مرحلة ما بعد الانتخابات خيبت آمال الشعب العراقي وذهبت بجهوده وجهاده واوصلته الى طريق مسدود سياسيا واقتصاديا وامنيا ولم يحصد من الانتخابات سوى الهشاشة والفقر والهيمنه السلطوية والتفرقة الطبقية الذي انشأتها الكتل السياسية المنتخبة ولم تبذل الجهود نحو الارتقاء بانعاش الواقع وارتفاع المستوى الاقتصادي لكل المواطنين هذا من جهة ومن الجهة الثانية تآكل البنية الاقتصادية للشعب التي تعتمد على الثروة النفطية اعتمادا رئيسيا . ان الواقع الراهن يفرض السؤال التالي : كيف استطاع المسؤولين عن الثروة النفطية سرقة هذه الثروة ؟ ومن اباح لهم هذه السرقة ؟ وهل كان اللصوص من اصحاب المافيا او المشتركين في المافيا العالمية ؟ ام شكلوا مافيا خاصة في العراق على غرار عصابات ومافيات صدام والتي كانت اساسا من المافيا العالمية ؟ . الظاهر ان هناك من المشتركين في العملية السياسية هم من عصابات المافيا العالمية التي سوغت له وسهلت لهم الامر بسرقة النفط العراقي وثرواته او وارداته . وقد اضطرّوا لتلبية رغبات اسيادهم وتوفير ما يبتغونه من ثروات ونفط وتغيير الدستور والعقائد وارباك الوضع العام في الدولة لتسهيل قضية المافيا والعصابات السيدة والآمرة والناهية .
ان مسؤولية النفط الوطني العراقي هي مسؤولية الشعب العراقي اولا وآخرا لانه يشكل كل ثرواته وخيراته واقتصاده العام وميزانيته الرئيسية فاذا سرقت المافيا وعصاباتها نفط العراق وتحكمت فيه وفي تصديره وفي وارداته المالية ماذا يبقى للشعب؟ وماذا يأكل الشعب ؟ من هنا تنتج الفوضى وتسود الاضطرابات والفتن كما قال برناردشو (اعطني شعبا جائعا اعطيك ثورة) ! . ان النفط ونسميه الذهب الاسود ثروة العراق الرئيسية والاستراتيجية والسايكولوجية والبايلوجية التي تمثّل اقتصاده العام , فاذا سرقت هذه الثروة الوطنية الرئيسية كيف يستطيع الشعب دفع عجلته الاقتصادية والسياسية للامام ؟ .
ان النفط هو اهم نعمة انعمها الله على الشعب العراقي لانها تشكل المصدر الرئيسي الاقتصادي له وهذا المسألة يعرفها المسؤولين في الدوله ويعرفها الشعب ايضا ولكنها تسرق نهارا وجهارا ويتلاعب بها وبتصديرها حتى صارت الشروط الابتزازية على تصدير النفط وعدنا للمربع الاول ايام حكومة النظام العفلقي كما قلنا نهبوا ثروات العراق بحجة التآمر والآن اصبح التآمر على ابتزاز ثروة العراق النفطية علنا وجهرا ولا يمكن ايقافه مطلقا وتشكلت العصابات والمافيات في العراق وجندت نفسها للاستيلاء على الثروات النفطية وهنا سؤال يطرح نفسه : كيف الخروج من هذا المأزق الذي شطر المسؤولين وأزّم الوضع بين حكومة كردستان والحكومة المركزية ؟ , ان حكومة كردستان اوقفت تصدير النفط بحجج ضعيفة لاتنتمي للوطنية وحب الوطن بشيء ابدا بل تزيد الكراهية والتباعد وربما تؤدي للحروب بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان وان كانت حرب باردة , واذا استمرت حكومة كردستان على هذه الحال هناك حلول بديلة خطيرة اعاذنا الله منها .
انا بتصوري ان الاستاذ مسعود برزاني وطني ويحب وطنه العراق والشعب العراقي كلّه ولا يرضى له الجوع او الاهانة او الخضوع والاستكانة وانه سينطلق من هذه الغيرة والحمية والاخلاق الوطنية والتضحيات والجهود التي قدمها هو وقبيلته المكافحة والمناضلة وينسى كل الخلافات المادية ويبدأ بتصدير النفط ويسدد باقي الديون من الواردات النفطيه . نأمل من الاستاذ المناضل مسعود برزاني ان ينطلق بروح مرنة لا تعرف الحقد والبغض واستئناف تصدير النفط من جديد ويضع يده بيد كل المسؤولين حكومة ومعارضة ليقدموا ما فيه الخير والغنى والسلام للشعب العراقي الابي .