قطر وتقمص الأدوار - صالح الزيدي
Thu, 5 Apr 2012 الساعة : 14:27

تذكرنا الأدوار التي تمارسها مشيخة قطر أو- لان عبارة دويلة كبيرة جدا عليها- بقصة افتراضية بتداولها أبائنا ، إن هناك سلحفاة كانت قريبة من صانع أحذية للخيول فرأته وهو يقوم بعملية وضع (الحذوة) على كعوب أرجل وأيدي الخيول الأصيلة التي أقتادها أصحابها لتجديدها فانبهرت صاحبتنا السلحفاة بما رأت وراودتها فكرة أن تتقدم( للحذاء) وتطلب منه أن يصنع بها مثلما صنع برفيقاتها الخيول !!؟ فتبسم الحذاء مسترضيا لها بقوله انك لا تحتاجين (للحذوة )إذ إن جل الوقت تقضينه في الماء وليس على اليابسة وليس عندك حوافر مثل الخيول ولديك أيدي وأرجل جميلة لا يجوز العبث بها وإفسادها، فاقتنعت السلحفاة بقوله وراحت تتبختر بما لديها ناسية إنها سلحفاة ليس إلا ، ولا يمكن لها التشبه بالخيول ! !؟
هذه القصة المفترضة بتداولها أسلافنا في دواوينهم لتوصيف من يضع نفسه في مكانة لا تتناسب وحجمه ولا تتسق ومنزلته الاجتماعية ، إن ذلك يذكرنا بدور دويلة قطر الذي تحاول أن تمارسه في العالم العربي لكي توهم الآخرين أنها رقم مهم ولاعب رئيسي في المعادلة الإقليمية والعربية والإسلامية 0 لتدافع عن الديمقراطية والحرية والعدالة للشعوب وهي لا تمتلك أدنى مراتب الديمقراطية والحرية !!؟ واقترح على السيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة (الشر..) المقربة من شيوخ قطر أن يبكي دما على والد الشيخ حمد المسكين الذي خلعه ولده الحالي في ليلة (ظلمه) بينما كان مسافرا في مشهد انقلابي إعرابي والذي يذكرنا لما يحدث لأنظمة الحكم في العصور الغابرة يوم كان يقتل فيها الولد والده والأخ أخيه في صراعات مريرة على سدة الحكم لاستعباد الناس ونهب ثروات المساكين وصرفها على مظاهر البذخ والترف والمجون والخلاعة؟؟!! فليبكي عليه بدل التباكي على شعب العراق الأبي بكل أطيافه ومذاهبه ، فقد وصل العراق إلى مرحلة لايمكنكم مجرد التفكير بمقاربتها في تثبيت الدستور والتداول السلمي للسلطة وحقوق الأقليات والذي يؤرقكم الخوف من انتقال التجربة وفيها زوال عروش (مشايخكم) التي أكل عليها الدهر وشرب .
أين موقع دويلة قطير من دولة الحضارة والإنسانية الأولى والحرف الأول ومسلة القوانين والنظم الأولى عراق الإبداع والتاريخ والخلافة الإسلامية الذي تعاقبت عليه إمبراطوريات وحواضر كانت محط أنظار العالم في كل زمان وسكنته شعوب تركت بصماتها للإنسانية جمعاء عبر حضارات آشور وسومر وأكد وحضارات البابليين وغيرها كم عمر العراق وكم عمر دويلتكم يا أمير قطير لكي تقدم النصائح لبلد عمره آلاف السنين ، وربما يقاس كل ألف سنة بعشر سنين من عمر مشيختكم وربما لا يكفي المقياس لذلك !!؟
ومتى كنتم مدافعين ومحامين عن سنة العراق وهم مخ العراق وعنفوانه والمشاركين لجميع إخوانهم من الطوائف والمذاهب والقوميات العراقية في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية ؟؟!!
كفاكم نفخا بالرماد باحكام النفط فالتاريخ قادم إليكم ليحاسبكم على التفريط بوحدة ألامه وتمزيقها لأجل ترسيخ حكوماتكم (الشائخه) المتخلفة والتي تقتاتون على صبغتها الطائفية لأنها أفضل سلعة لديكم لعدم امتلاككم الإرث الحضاري ما يدفعكم حسدكم إلى رمي أخيكم ( في غياهب الجب) .
ألا يستحي المدعو جابر الحرمي من تهجمه على العراق وحكومته ورئيسه المنتخب ؟؟وأي وقاحة يمتلكها بالتحريض على العنف ؟؟ لقد ولى زمن استيراد الملوك من الخارج أيها الشيخ ، فموتوا بحسرتكم على بغداد مثلما يقول جابر الحرمي لأنها عادت لأحضان أهلها جميعا (سنة وشيعة) ، والجميع يدركون إنهم شركاء بوطنهم العزيز سوى حفنة من إرهابييكم الذين جاءوا من دهاليزكم وكهوفكم ليشيعوا الخراب والقتل والفوضى فينا بقصد تدمير العراق وإذكاء نائرة الفتنة الطائفية بين أطيافه لحقد دفين وأهداف مشبوهة مرتبطة بالصهيونية والامبريالية العالمية..
وما أشبه فعلكم بقول الشاعر :
فيا حجر الشحذ حتى متى ........... تسن الحديد ولا تقطع