واقع وطموح-عبدالستار الاسماعيلي-الناصرية

Wed, 4 Apr 2012 الساعة : 12:17

تحتاج الى ان   نفكر بعمق، وان ننظر الى الامور بواقعية،هناك طموح مشروع  نحو بناء دولة تقوم على اسس وطنية صحيحة،وهناك تطلع الى قيام مؤسسات  تنهض بواقع البنية التحتية للبلاد، تستجيب لحاجات الشعب، وتوفر مامطلوب من خدمات 0هناك امال وامنيات كثيرة تدور في ذهن كل محب لبلده،وهي طموحات مشروعة كما قلنا،لكن الطموح شيء، ومايفرضه الواقع شيء اخر ،في واقعنا كثير من الاشكاليات التي برزت بعد 2003،بالامكان اجمالها بالاتي:
- ورثنا تركة ثقيلة كان لها تأثيرا سلبيا على التركيبة الاجتماعية،وفي ايجاد انماط سلوكية يغلب عليها طابع التمردعلى مجمل القيود دون تمييز بين قيود ايجابية هدفها تقويم الحياة الاجتماعية وبين قيود مفروضة تتعارض مع الحرية الشخصية وحق الرأي والتعبير،مما ولد خلطا لاواعيا بين مفاهيم متناقضة ادى الى خلق صعوبة في تكوين رؤية واضحة  عن الوضع السائد بشكل عام،وهذه الصعوبة القت بظلالها على الطبيعة الاجتماعية0
 - برزت بعد التغيير اتجاهات   متعددة،سواء تلك التي كان لها وجود قبل التغيير اوالتي ظهرت فيما بعد ،يضاف اليها   تعددية قومية ودينية     شكلت بمجموعها   اطراف العملية السياسية،وبطبيعة الحال فان كل طرف لابد ان يسعى للحصول على استحقاقه في ادارة البلد ومايترتب على ذلك من التزامات وتوافقات بين هذه الاطراف0وهذه التوافقات ادت الى فرض كثير من الامور التي قد تبدو لمن لايتمعن في قراءة طبيعة المشهد،انها امور طارئة بالامكان تجاوزها،  والحال ان تلك التوافقات اصبحت من مستلزمات استقرار الوضع السياسي  شئنا ام ابينا0
- لابد ان نضع في الاعتبار ان مايجري في الوقت الحاضر من تجاذبات سياسية  ومحاصصات وتوافقات ماهو الا مقدمة لمرحلة لاحقة تتبلور بعد  
 بلوغ النخب السياسية والمجتمع بشكل عام مستوى من الوعي ينتج عنه حالة من الاندماج الوطني،وشعور الجميع ان مصلحتهم تكمن في تجاوز الاطر الضيقة،والتحرر من الانتماءات الفئوية الى الانتماء الاكبر الذي يضم الجميع تحت خيمة واحدة هي العراق0وهذا لايكون الابمزيد من الوعي والفهم لمتطلبات المرحلة والالتفات الى  مقومات نهضة البلد0
- هناك  وعي  شعبي  بدأ يتنامى ،وعي يتجاوز مفاهيم الانتماءات الصغيرة  والاتجاه نحو قناعات توحد الجميع من خلال مايشهده البلد من تطلع  الى   مستوى متقدم من الخدمات وتوفير فرص العمل والنهوض بالواقع الاقتصادي وكل مامن شأنه تحقيق الرفاهية والحياة المستقرة0اصبح مؤشر تقييم وكفاءة القائمين على ادارة البلد بمقدار مايقدم من مشاريع خدمية واهتمام بواقع الشعب وتحسين ظروفه0مايؤكد وجود هذا الوعي 0  
وفقا للمؤشرات المتقدمة يمكننا ان نستدل على حقيقة مهمة هي ان الصورة الضبابية التي اكتنفت واقعنا بعد التغيير في عام 2003  والسنوات اللاحقة ،بدأت الان تتضح وتتحول الى صورة جديدة بملامحها تشير الى مرحلة اكثر وعيا لمتطلبات واقعنا الحالي0نعم هناك محاولات مرتبطة بدوائر خارجية تريد ارجاع الاوضاع الى المربع الاول،وهي سبب مايحدث بين فترة واخرى من اعمال تخريبية وارهابية يائسة تعكر صفو هدوءنا ، لكن هذه المحاولات في طريقها الى الزوال بأذن الله0والله الموفق 0      
 
 
     
    

    

Share |