علي ابن ابي طالب ع بين جرداق والعقاد وطه حسين - نوفل عبدالحميد الموزان

Wed, 4 Apr 2012 الساعة : 0:24

لقد كتب عباس محمود العقاد في كتابه (علي والعداله الكونيه) وهو يؤمن بارستقراطية الانساب عن الامام، كتابا كبيرا ترجم الى اللغات الانكليزيه والفرنسيه والفارسيه والكثير من اللفات، تناول امامنا بعلمه وشجاعته وحكمته، وعاد ليؤكد احقيته بالخلافه بعد ان اوصى بها رسول الانسانيه محمد ص في المئات من الاحاديث التي اتفق عليها جمهور المسلمين من الجانبين كما يقول . وكتب طه حسين في كتابه (علي وسقراط) وهو يسرد سيرته الخالده سردا منظما كما هو اسلوبه في الكتابه وطريقته المعروفه . حيث تناول امامنا من طفولته وحياته وتربيته المحمديه واخلاقة الفاضله وورعه وزهده وشجاعته، و ذكر ان لامفر من ان محمد (ص) سيوصي له بالخلافه وقيادة الامه من بعده نتيجة الاعداد الكامل والشامل لتلك الشخصيه الفذه التي لايضاهيها احدمن القاده والزعماءوالفرسان الموجودين في ذلك العصرالخالد. فقد قربه النبي وكان قريبا اليه من كل احد ورباه تربية اسلاميه محمديه نقيه وكان اول القوم اسلاما بعد نبي الامه وكان يعمل ويفعل كل مايامره النبي الاكرم وهو امر الله تعالى كما ورد في القران الكريم معبرا( أن هو الا وحي يوحى)وكان كتابه مصدرمن مصادر تطوير نظرة الغرب الى حضارة العرب وخاصة حضارة الاسلام والمسلمين وامامهم علي ابن ابي طالب ع. واما جورج جرداق فكان كتابه (الامام علي صوت العداله الانسانيه) يسير الى كشف الحقائق وتحليلها وعرضها،وقد تخطى طه حسين والعقاد وجعلهم يدورون في طريق معلوم، فلم يغامروا بغيره كما فعل جرداق الذي بين ان عظمة الامام علي ع تتفق مع عظمة عصرنا هذا، عصر انتصار الفكر والمعرفه فعندما تقرأ ذلك الكتاب تجد نفسك مقتنعا بهذه الحقيقه. لقد فند جرداق راي الكاتب الغربي (ستيوات صودج) بان الاوربيين يعتمدون في احكامهم على ماتخبرهم به التجارب، على العكس من الشرقيين ومنهم العرب فهم يعتمدون على ماقال فلان ويقول فلان ،ولو كان الاول حيا ليومنا هذا لعدل عن قوله عندما يقرا ذلك الكتاب الكبير لتلك الشخصيه المسيحيه الكبيره التي عرفت الحق واهله. لقد تحدث جرداق عن الامام بقوله نزلت في علي ايات قرانيه واثنت عليه احاديث نبويه وتكلم الناس عنه كثيرا في حياته ووضعوا فيه مئات المؤلفات بعد مماته ودانت بولايته واتباعه الملايين، كما تحدث عنه كبار مفكري الغرب باسهاب واعجاب ، فهو لايحتاج الى تعريف لانه معروف وكما قال المتنبي يمتدحه
وتركت مدحي للوصي تعمدا اذ كان نورا مستطيــــلا شامــــــلا
واذا استطال الشيء قام بنفسه وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
لقد تطرق جرداق الى العلامه الحلي الذي ذكر في كتابه الالفين ( الف دليل من النقل والف دليل من العقل) على امامة علي وانه اولى بالخلافه بعد رسول الله، ولم يذكر جرداق أي دليل من الالفين ولكنه ذكر عليا بنفسه ونقله الى القراء بشخصيته في ضوء العلم والاتجاهات الحديثه، ولم يعتمد كما فعل غيره على الشهادات والاقوال التي نقلها الخلف عن السلف، اذن فجرداق ليس مؤرخا لفرد ولاجامعا لشهادات ولامنازلا لخصم او متعصبا لعقيده، وانما هو عالم ومكتشف يتتبع الموارد ويجمع الملاحظات ويسبر غور الافكار والاحداث وعلاقة بعضها ببعض، فهو يستخرج المعاني من اقوال على واعماله فقد فتح ابوابا للمعرفه بعظمة الامام كانت مغلقه مدة اربعة عشر قرنا باسلوب العطر والسحر والجمال، فهو شاب مسيحي من طراز خاص استطاع ان يكتشف اضخم واعظم تراث يملكه العرب والمسلمون.
 الباجث الاجتماعي نوفل عبدالحميد الموزان-الرعايه الاجتماعيه ذي قار

Share |