كذبة إبريل أو كذبة نيسان هي عادة يمارسها العديد بعض الناس في دول العالم في الأول من نيسان كل عام ، عن طريق خداع الأصدقاء أو الجيران أو نشر اكاذيب كي يصدقها البعض ، وذلك من أجل وضعهم في مواقف محرجة والطريف في كذبة اول نيسان انها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الاغنياء ‏ ‏والفقراء فقد حدث في عام 1988 اذاعت محطة البي بي سي انه وبتأثير من كوكب جوبتر ستخف جاذبية الارض في تمام الساعة 9 و 45 دقيقة بحيث ان من يقفز في مكانه في تلك الدقيقة سيجد نفسه طائرا في الهواء لعدة ثواني !! الطريف ان الكثيرين اتصلوا بالمحطة وأكدوا ان ذلك قد حصل معهم فعل .
اما في مدينة الناصرية في اول يوم من شهر نيسان لهذا العام فقد حدثت (كذبة نيسان) في قاعة بهو بلدية الناصرية حين اعلنت قناة (ام سي بي) الفضائية خلال اليومين السابقين خبر عاجل .. عاجل بان مديرها على العتابي امر ان تعرض مسرحية درب الحياله في مدينة الناصرية مجانآ .. مجانآ بمناسبة نجاح مؤتمر قمة في بغداد ، وما ان سمعت عوائل هذه المدينة باقضيتها ونواحيها من اجل رسم الضحكة على وجوه اطفالهم حتى تجمهروا امام مبناء البهو وتحت صياح وهراوات رجال الشرطة دخل قسمآ منهم وبقي القسم الاخر على قارعة الرصيف بعد ان اكتظت قاعة البهو بطابقه العلوي والسفلي بالناس ولم تسعفهم حتى الممرات بانتظار ساعة العرض وبعد زحمة الدخول وشدة عناء الطريق وضيق التنفس رفع الستار معلنآ بدء العرض المسرحي وقد اطلت على الجمهور وجوه بعض الممثلين وغابت وجوه اخر ، وغابت معهم مشاهد تلك المسرحية - ما كان منها ألا الزي والديكور- حتى تحولت الى مقاطع غنائية يستدرك خلالها بعض الممثلين عبارات ومفردات ليس لها علاقة بنص المسرحية القصد منها تمويع الحدث والابتعاد عن مضمون العرض وبالنتيجة ليس هناك مسرحية لتكن بالفعل ( درب للحياله ) على ابناء الناصرية ..
اقول لمن اراد ان يتبارى او يتباهى امام الفضائيات ووسائل الاعلام معبرآ عن روح وطنية زائفة ان يستوعب بان الانتماء الوطني لا يمكن أن يكون في كثرة الصراخ والعويل ، لأن كثيرا من أصحاب الأصوات العالية ، في ظل الاصطياد في الماء العكر بمجرد وقت يتضح ان عملهم عبارة عن سفسطة كلامية لا تقنع حتى المتاجرين بها ، وان لا يمارسوا مثل هذا الفعل على ابناء الناصرية فهم ليس مسرح لخداعهم ونفاقهم الوطني .. وان اردوا ان تكون تلك كذبة نيسان من باب الطرافة فليضحكوا بها على انفسهم وليس على جمهور كبير من العوائل والأطفال الذين لا ذنب لهم سوء الطيبة وأنهم صدقوا الكبار وما علموا انهم اهلآ للكذب بعد ان اشغلوا اجهزة الدولة والشرطة في حماية هذا الكم الهائل من الناس ،
كما لابد من العتب على نقابة الفنانين في ذي قار بان يكون لها عين وأشراف على مثل تلك الاعمال وان يكون لها دور الاشراف والمتابعة لأي نشاط او عمل فني في تلك المدينة وعلية ان يراعي الجانب المهني والأخلاقي وليس بإطلاق العنان لمن هب ودب ..