مؤتمر القمة العربية وما مدى نجاحه !-عبد الامير الخرسان- فنلنده

Mon, 2 Apr 2012 الساعة : 10:49

لو تأمّلنا قليلا في مؤتمر القمّة العربيه خلال انعقاده ودققنا في كيفية الاجراءات التي سادت الاجتماع العربي ابتداءا من الرئيس السابق للقمه العربيه السابقه برئاسة رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل وتسليمه الرئاسة لرئيس الجمهوريه العراقيه جلال الطلباني لرأينا ان المشهد العربي لم يرى تحولا بسيطا نحو الافضل منذ اقامة مؤتمر القمه السابق ولحد الآن .
وبعد ان قدم رئيس الجمهوريه العراقية الكثير من الحضور القادة على مستوى الرئيس و الشيخ و الوزير واستقرأنا كلماتهم في هذا المؤتمر لاستنتجنا منها امورا كثيره تؤكد النجاح وتحقق الكثير للامه العربيه من خلال المتابعه لسير الاحداث والمناهج المقرره لها .
لقد اجتمع الاشقاء العرب على طاوله واحده يسودهم الوئام والصفاء والمحبة ولو للحظات او ساعات , انه ظرف زماني تاريخي لا يمكن له النسيان من قبل المشاركين والوافدين والضيوف والمشاهدين من خلال شاشات التلفاز , انه لقاء ودي يحمل روح التفاهم والتفاني والاخلاص لانقاذ الشعوب العربيه وتطوير واقعها الانساني والنهوض بها نحو الرقي والازدهار والرفاه . انه لقاء اخوي اصلاحي بنّاء لانه يجمع الاشقاء بروح مؤمنه بالمبدأ ووحدة الهدف الذي اجتمعوا لاجله ومؤمنه باصلاح الواقع العربي المترهل والذي يعاني من ضربات الصهاينه اليهود ودول الاستكبار والطغاة .
لقد جاء المؤتمر والمؤتمرون يؤمنون بوحدة الهدف ووحدة المصير ووحدة الكلمه والعمل ويؤمنون بمبدأ الوحدة العسكرية ضد العدو , لقد جاؤوا بمبدأ الوحدة الاقتصادية للقضاء على الفقر الذي تعيشه اغلب الشعوب العربية . ان المؤتمرون يؤمنون بكل المنطلقات والمسائل التي تؤدي للوحدة والتماسك لانهم يعرفون عدوهم جيدا ويعرفون مكره وخداعه ويعرفون الجهود والطاقات التي يبذلها من اجل تفريق العرب , ويعرفون مخططاته وبروتوكولاته التي تؤدي للفرقة والتمزق وقد عبر عنها القرآن الكريم ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) اي ان الله وضع حدا لخططهم ومكرهم لانه وضع الخطط الكفيله بازاحتهم والانتصار عليهم كما قال تعالى (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) . والحرب مرة تقوم بالسلاح ومرة بالكلمة الخبيثه التي تفرق الشمل وتؤدي للاحقاد والبغض والكره كما هو حال الارهاب والارهابيين وهي فرقه تدعي الاسلام سواءا كانوا من العرب او غيرهم اشترتهم الصهيوينيه ودول الاستكبار لمحاربة اشقاءهم وذويهم في عقر دارهم بحجج وذرائع واهية ليس المطلوب منها الاّ اضعاف الصف العربي وتمزيق وحدته لسهولة السيطرة عليه وعلى ثرواته .
ان اللقاء الاخوي العربي في مؤتمر القمة نرى انه نجح نجاحا باهرا في تقديم الصوره الطيبة واللائقة بالشعوب العربية الكريمة من خلال العروض والفعاليات التي قدمها القادة العرب . لكن كلمة هناك تحدثت بفضول الرئيس التونسي الذي طالب بتنحية بشار الاسد وتسليم السلطة لنائبه لحين اجراء الانتخابات ولم يرد عليه احد وهذا افضل رد عليه لانه تدخل بالشؤون الداخلية للدولة , انه تدخل بدون معرفة نوايا واهداف الجيش الحر هذا الجيش الارهابي الذي يحرق الاخضر واليابس ولا يميز بين الصديق والعدو لانه لا دين له ويحب لنفسه فقط ومهما اعطي لا يقبل الاّ بالقتل والدمار . لان الحلول الصحيحه هي الوقف الفوري لنزيف الدم من قبل الطرفين ثم يسود الحوار بين الجانبين المتنازعين ليصلوا الى نقطة ترضي كل الاطراف .
ان اللقاء الاخوي الذي جمع الاشقاء العرب نجح في مبادراته الاصلاحيه ومساهماته الحيويه التي طرحت سواء على صعيد مساعدة الشعوب العربيه اقتصاديا او معنويا او عسكريا لانهم ركزوا على قضية الشعب الفلسطيني في وحدته وتحريره وحق تقرير مصيره . كذلك ركزوا على اسرائيل اللقيطة والدخيلة والتي تلعب دور الاخطبوط في المنطقة هذا الدور التخريبي دور الهيمنة والتسلط على الدول العربية عسكريا واقتصاديا وسياسيا .
ان السياسة الاسرائيلية احتوت كل دول الخليج خصوصا السعوديه والامارات وقطر لذلك نراها تبث سمومها في ضمير حكومات دول الخليج التي سممت افكارها وجعلتها عدوانية ضالّة مدمرة متدخّلة في الشؤون الدول العربية الجارة كتدخلها في سوريا والبحرين وبكل اسف جاء تدخلها العدواني لتمزيق الوحده العربيه واختراق الصف العربي . ان دول الخليج لم تحضر قمة بغداد بزعمائها زعما منهم ان حكومة العراق الشيعية همشت السنة ولم تعطيهم الدور الريادي في الحكومة او صنع القرار السياسي وهم يعلمون ان دور السنة في الحكومة كبيرا وحصته كحصة الاسد باعتبار منهم رئيس الجمهوريه وان كان من الكرد فهو من السنة ورئاسة البرلمان ونيابة رئاسة الوزراء ونيابة رئاسة الجمهورية اضافة للوزراء وأعضاء البرلمان صانعي القرارات والمنفذين لها , ويا حبذا لو ساهموا في تغيير عجلة البناء البطيئة ليجعلوا منها اسرع في التنفيذ وتقديم اللائق والافضل لطموحات الشعب وآماله وسعادته .
ان المؤتمر العربي في قمة بغداد نجح من حيث الدراما والسيناريو ولكنه ينتظر المتابعة لهذه المقررات التي سنّها والبنود التي وضعها لاخراج العراق من البند السابع والوصاية الدولية ليأخذ استقلاله وسيادته كاملة . اضافة الى متابعة القرارات في القضاء على الارهاب البغيض وتجفيف منابعه , وتشكيل المحكمة العربية الدولية لمحاكمة كل الجناة والمتلاعبين بحرية الشعوب العربية وكل الخونة واصحاب الجريمة المرتمين باحضان اسرائيل الصهيونيه العميله واللقيطة .
ان المؤتمر العربي في قمة بغداد ينتظر المزيد من بذل الجهود والسعي الحثيث لتطبيق المواد المقررة فيه , والاّ اصبحت كسابقاتها من المؤتمرات مجرد كلمات وهتافات وصور اكل عليها الدهر وشرب وصارت في عالم الخيال والنسيان .
 

Share |