قمة بغداد : عودة العراق إلى الحضن العربي وإنجاز للحكومة - مجاشع محمد علي-القاهرة

Sat, 31 Mar 2012 الساعة : 13:36

تعد قمة بغداد محطة مهمة في التاريخ العراقي والعربي ، فهي القمة العربية الأولى للعراقيين منذ سقوط نظام صدام ,والإولى منذ انطلاق ثورات الربيع العربي . ولعل الحضور الكبير والواضح لتدفق القيادات الخليجية بصورة خاصة والعربية بصورة عامة إلى بغداد له معاني ودلالات على مختلف الصعد ثنائياً (عراقياً-عربياً) وإقليمياً ودولياً (عربياً مع دول الاقليم والعالم) .
من هنا ، فأن قمة بغداد كانت بحق قمة إصلاح العلاقة العراقية - الخليجية خاصة تحسن العلاقة السعودية – العراقية ، وهذا ما سيسهم في إعادة العراق إلى الحضن العربي وهو برأيي هدف استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ولجامعة العربية ظلت تنادي به منذ سنين لإن أبتعاد العراق أضعف الموقف العربي وبصرف النظر عن المتسبب لكن المهم الاستفادة من العبر .
عموماً فأن قرارات قمة بغداد لن تأتي بجديد عن قرارات القمم السابقة من حيث الرؤية العامة والبنود التي اعتدنا عليها ، لكن المهم هنا التمثيل بالحضور ، حتى لو كان منخفضاً بعض الشيء، فهو عودة للعراق إلى رحمه العربي ، وهو الطلب الاول عربياً وعراقياً .
فالعراق الذي نجح الى حد بعيد في استضافة القمة العربية فأن يسير بخطى مستقرة لأن يكون لاعباً فاعلاً ومؤثراً في الشأن العربي دون النظر للماضي وخلافاته ، وهذا ما يفرض على الدول العربية دعمه والإقتراب .
العراق اليوم يطرح نفسه من جديد بقوة ، دولة ذات سيادة تحترم المواثيق الدولية وفي مقدمتها علاقته مع دول الجوار الجغرافي والاقليمي ، ولعل حضور رئيس وزرائه نوري المالكي والقائه خطاباً أمام وزراء الخارجية العرب ، وقطعه البروتوكول المعتاد ، وشرحه مختلف ما مرّ به العراق ، ورؤيته للمستقبل، يؤكد أن العراق في عمق الواقع والمستقبل العربيين رغم الظروف التي مرّ بها من دكتاتورية ، إلى دخول قوات اجنبية (احتلال) ، ثم احتقان وأقتتال طائفي على الساحة الداخلية ، وهجوم عنيف من قبل الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيمات القاعدة ، لكنه الآن يفصل تلك المرحلة بخطى ثابته مستفيداً من اخطاء تاريخية وقع بها سياسيو العراق بعد العام 2003 , وهذا ليس عيباً فالحكمة تقول ( الإنسان إذا لم يأخذ عبرة من التاريخ , فأنه حتماً سيقوم بتكرار الاخطاء نفسها)
واليوم فأن على العراق الأستمرار في اتخاذ قرارات وإجراءات لدعم موقفه والحفاظ على النجاح الذي تحقق على الصعيد العربي والدولي وفي مقدمة تلك اللأجراءات هو دعم الموقف العربي تجاه الأزمة السورية ، وهذا أمر ليس بالغ الصعوبة لأن المواقف العراقية ابتعدت في الفترة الماضية تدريجياً عن دعم نظام البعث في سوريا لأن مصلحة العراق تكمن في عودته الى رحمه العربي .
 صحفي عراقي - القاهرة

Share |