الاسم: د. حسين خضير- ذي قار
-------------------
 السلام عليكم : لا شك أنّ أغلب الذين سافروا خارج العراق ، أو على الأقل السفر إلى إقليم كردستان ، لفت انتباههم حسن النظام ، ونظافة المدن بشوارعها وأرصفتها ، وجمال الحدائق الغنّاء ، التي تبعث الراحة في النفس ، فتخنقنا العبرات حينها ، وتتصاعد الآهات لتقول : ( لماذا لا نصير مدننا مثل مدنهم ، على الرغم من الجهود المبذولة والأموال المصروفة ) وفي الحقيقة أننا لا نعالج الأمور من الأسّ ، بل نعالج ما يترتب على الأسّ ، وبذلك مهما تبذل من جهود لن تكون النتائج مطابقة للطموح ، فعلى سبيل المثال : لو خصصنا الكلام عن مفردة النظافة في المحافظة ، لوجدنا أن مديرية البلدية تبذل قصارى جهدها ، ولكن الشوارع غير نظيفة ، بل إن النفايات لا توضع في الحاويات المخصصة ، وإنما تلقى إلى جانبها في أغلب الأحيان ، إذن المشكلة تتعلق بالبنية الفكرية للمواطن ، وهنا يأتي دور التربية والتعليم ، بدليل أن أغلب الأشخاص الذين يرمون النفايات هم من فئة الأطفال والصبيان ، فلو خصصت مديرية التربية أسبوعاً للنظافة ، بحيث يتحدث فيه المعلمون والمدرسون عن أهمية النظافة ، وكيفية رمي النفايات ، وتعليم هؤلاء الطلبة محاسبة الاشخاص الذين لا يلتزمون بالتعليمات ، أعتقد أننا سنجد تحولاً لافتاً من خلال تحويل ما يقرأه الطالب في الكتاب إلى تطبيق عملي ، بشرط أن يقتنع المعلم والمدرس بما يقول لا أن يطرحه على نحو السخرية والاستهزاء ، وفي هذا الأمر نحتاج إلى دعم من مديرية البلدية من خلال توزيع أكياس النفايات على الدور السكنية كتجربة أولى ، وبعد أن يرى المواطن الأثر الإيجابي ، سيسعى إلى شراء الأكياس بنفسه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى نحتاج من مديرية البلدية محاسبة رعاة الأغنام وهم السبب الأكبر في نشر النفايات على الأرض وقلب الحاويات . وإن لم يقتنع السادة المسؤولون في الفكرة المطروحة فإننا نلتمسهم وضع الحل الأمثل لأنها مسؤوليتهم . والسلام عليكم