انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد لم يكن حدثا عابرا بعد المخاض العسير الذي مر به بلدنا 0فبعد قطيعة وعزلة عن محيطنا العربي،وبعد ازمات مختلقة افتعلها النظام السابق خسرنا فيها الاخضر واليابس،يعود العراق اليوم الى الاسرة العربية عضوا فاعلا ومؤثرا  في قضايا  الشأن العربي وفي ايجاد حلول لمختلف الاشكاليات0 والتحديات0ومع ان العيون ترنو والاعناق تشرأب الى نتائج المؤتمر ومايتمخض عنه من قرارات وتوصيات0الاان مجرد انعقاد المؤتمر يحمل من المؤشرات الايجابية والمعطيات مايجعله مؤتمرا ناجحا 0

 مهما كانت نتائج المؤتمرفأن النتيجة المتحصلة وهي الاهم هي تولد قناعة لدى القيادات العربية بأمكانية ايجاد نوع من التفكير المشترك والبحث عن حلول مناسبة لما يكتنف الواقع العربي من ظروف القت بظلالها على حياة شعوبنا العربية ولما نواجهه من تحديات تستهدف الوجود العربي0
لانختلف  في ان هناك الكثيرمن الاختلافات والتقاطعات التي نتجت عن مختلف الاحداث والتطورات  التي تحول دون تطابق الرؤى بشكل يغطي كافة مفردات القضايا المطروحة الا ان ذلك لايمنع من الالتقاء في مسارات  مشتركة وايجاد ستراتيجية موحدة للعمل من شأنها اصلاح ماحدث من شروخ وتصدعات في الكيان العربي 0
اهم مايميز  المؤتمر عن ماسبقه من المؤتمرات ذلك التغيير الذي حدث في بعض القيادات العربية بعد ثورات الربيع العربي ومانتج عنها من توجهات   كان لها الاثر الكبير في رسم مسارات جديدة انعكست على مجمل الاوضاع في المنطقة العربية0ولقد اعطى المؤتمر بأستضافته للقيادات العربية الجديدة مشروعية المشاركة في صنع القرار السياسي العربي0وهو مايشكل عاملا دافعا لهذه القيادات نحو التفاعل المثمر بأتجاه تحقيق مصالح الشعوب العربية وتطلعاتها نحو الحرية والديمقراطية0

بغض النظر عن كل النتائج المتوقعة  فأن المؤتمر يحمل من مقومات النجاح مايجعله يشكل نقطة بداية لمرحلة جديدة من المراجعة واعادة النظر وايجاد  اجواء هادئة للحوار الهادف  المنتج0
شعورنا كبير ونحن نرى بلدنا العزيز يعود الى البيت العربي ، ولهذا السبب بثقة نقول قمة ناجحة والله الموفق0