تأريخ العراق الدموي, يُعيد نفسه- دلال محمود- المانيا
Sat, 31 Mar 2012 الساعة : 1:34

هذه المقولة التي طالما سمعناها وهي ان التأريخ يعيد نفسه, أنها مقولة مخدرة كي تظل الشعوب مقتنعة بها دون ان تغير من نفسها .
مامعنى ان التأريخ يعيد نفسه هل هو ساعة مبرمجة بعملية الرجوع الى الوراء دون أخذ العبر كي نستنبط منها الصالح ونترك الطالح .
ايها السادة الكرام...
أن التأريخ لايمكن له ان يعيد نفسه بل ان الأنسان الضعيف هو الذي يتسبب في عودة الصفحات السوداء من ماضيه من خلال ضعفه وهوانه الذي أستلذَّ له.
شعبنا العراقي يبدو له انه أستلذّ الضعف والقتل والهوان. نعم والا ماذا نسمي عملية قتل المراهقين بقلوب باردة والجميع ينظر الى المقتولين دون ان يحرك ساكناً , اليسوا هؤلاء ابنائنا الذين يشاركونا العيش في العراق؟ اليسوا هم فلذات اكباد اصدقاءنا وجيراننا واهلنا؟
المحزن في الأمر ان العار سيظل يلاحق اهله رغم أنه قتل دون وجه حق , في الوقت الذي يجب ان يحاسب كل من شارك في تلك العمليات التي تذكرنا بتأريخنا الدموي الذي لم يسلم منه حتى الملوك الذين حكموا العراق وحتى الطفل الرضيع .
لنعترف اذاً كما ولينا يولى علينا نعم فان حاضرنا هو امتداد لماضينا البعيد القريب , قبل غزو العراق ,كانت عمليات القتل تحدث بين فترة واخرى , كنا نرى الكثير من الجثث وهي مركونة في زاوية ما من الشوارع لكن كان اكثرنا يخشى حتى من النظر اليها أو ان يخبر عنها , ثم بعد ذلك باتت تحدث علناً لتشارك بها الدولة بحجة تنظيف المدن من النساء السيئات السمعة في الوقت الذي لم نسمع ان امرأة ذات سمعة سيئة قد قتلت لأن جميع السيئات قد أعطي اليهن الأيعاز للسفر الى المحافظات الشمالية او الى خارج العراق الى ان انتهت المدة المقررة فقتلت من أُريد لها ان تُقتل وظلت على قيد الحياة من أُريد اليها ان تظل على قيد الحياة ,ثم بعد ذلك عاد الوضع كما كان عليه , ولكن للأسف الشديد عاد بدون تنديد من اية جهة دينية او مدنية او انسانية وكأن الذبح كان لحيوانات حلل الله ربنا قتلها.
الآن يبدو ان العالم لم يكتفِ بذبح اهلنا على الهوية الطائفية والدينية والعرقية , فبدأ مسلسل القتل تحت يافطة الشذوذ.
من المعلوم ان تلك الحالات التي قيل انها حالات شذوذ بالنسبة لبعض الشباب المراهقين يجب ان تعرض على مختصين كي يعالج حالاتهم المرضية لكن للأسف في عراقنا الديمقراطي الجديد كان العلاج هو القتل ثم القتل.
نحن بالتأكيد ودون نقاش ضد اي تصرفات شاذة وخاصة التي تصدر من الشباب العراقي والذين نعول عليهم في بناء العراق الحر الديمقراطي , ولكن في الوقت نفسه ضد القتل والتمثيل بالجثث والتقاط الصور اليهم ونشرها والترويج لها من خلال الموبايل.
أستحلفكم بالعراق الغالي من هو الأشد فتكاً وجرماً في وضع العراق الحالي؟
هل المغرر بهم من المراهقين الذي جلهم كانوا قد حرموا من ابسط الحقوق الانسانية, أم الذين يسرقون البلاد والعباد والذين اغرقوا البلد بالفقر والمرض والجهل؟
سؤال ينتظر الاجابة عليه ممن يحملون الحب للعراق