القمة تشعل الاسواق وأمل يخفف مرارتها -صلاح بصيص- بغداد

Thu, 29 Mar 2012 الساعة : 15:28

قمة بغداد تشعل الاسواق وترفع اسعار الفواكه والخضروات بصورة مفاجأة وكبيرة لم يشهد لها مثيل وكنت اعتقد بأن العاصمة فقط اصابها هذا الغلاء الفاحش ولكن بعد متابعتي لنشرات الاخبار وللبرامج التلفزيونية وجدت ان محافظات مثل كربلاء والنجف والحلة وبعض المحافظات الاخرى تواجه الامر نفسه، كيلو واحد من الطماطم بـ(3) الاف دينار الباذنجان بـ (2) الفين دينار ناهيك عن بقية الخضار ممن تتشكل منها مائدة العائلة العراقية، غلق الطرق وارتفاع سعر النقل والاختناقات المرورية سببا في مضاعفة الاسعار، اضافة عن الاخبار غير المؤكدة عن فرض حظر للتجوال طوال انعقاد القمة ما حدا بالناس للتبضع وخزن المواد خوفا من تأكيد تلك الاخبار.
المواطن العراقي رغم معرفته المسبقة بنتائج القمة وما ستؤول اليه حالها حال القمم البروتوكولية التي سبقتها إلا اني لمست بارقة أمل في عيون من اعرفهم ونوع من التفاؤل، فلعل انعقاد القمة في بغداد سيضفي نوعا من الألفة بين العراق والدول العربية بالأخص تلك التي تصب الزيت على النار وتسهم في خلق اجواء التوتر ودعم الارهاب في الداخل وهي بداية صفحة جديدة قد لا تزيد الخير بل ربما تمنع الشر، وهو حلم مشروع ورغبة باتت ضرورية في استباب الأمن ودفع عجلة الاقتصاد كذلك اضفاء الشرعية على الحكومة التي تعاني الوحدة والانعزال من بعد سقوط النظام عام 2003 وتغيير نظرة الدول نحو العراق كون البعض يعده دولة ارهابية وعاصمته الاسوء عالميا ...
المواطن الذي تحمل ويتحمل جميع الاخطاء السياسية التي يمارسها قادته ويدفع ثمنها موتا وتهجيرا وفقدانا للاهل والاحبة وتفشي البطالة، يكمل معاناته اليوم ليتحمل غلاء الاسواق واغلاق الطرق وتقييد الحركة لتمر القمة بسلام من غير خرق أو خطأ وهو يحتاج الى ان تلتفت له الحكومة وتشعر بمعاناته وتكافئ صبره وتحمله، ينبغي على الاقل ان يقدم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اعتذارا الى الشعب العراقي بعد انتهاء القمة لما تعرض له من خسارة مادية ومعنوية واجراءات صارمة وصلت حد الاهانة والتعامل المخجل الذي استاء منه الجميع خصوصا عند نقاط التفتيش، ففي كل مرة يتم شكر القوات المسلحة عند الانتهاء من اكمال مناسبة ما عن طريق صرف مكافآت وحوافز رغم انهم تسببوا في ارباك العمل وشل الحركة والمواطن يدفع دائما ثمن تنفيذ الخطة، هذه المرة ينبغي ان يوجه الشكر الى الناس وان تنحني الحكومة ورئيسها اكراما لصبرهم وتحملهم، فالشعب يستحق، ويكفي ان تترفع الحكومة عن هموم الناس فتقديم الشكر والامتنان سيزيح ما تعرض له الشعب من اجل ان تعقد هذه القمة.
أما اذا كان رئيس البلاد لا يعلم بما تتسبب به الاجراءات الامنية من ضرر في مصالح الناس خصوصا عندما ينقل له القادة خلاف الواقع، فلا ازدحامت ولا غلاء ولا غلق للشوارع وربما الرئيس قد لا يتجول في العاصمة وليس بامكانه مفارقة اسوار المنطقة الخضراء، فأقول له بان الواقع هو ما ذكرته...والشعب يستحق منكم الاعتذار والشكر على صبره، فاشكروه.
[email protected]
 

Share |