العراق والعرب إلى أين ؟!-صالح الزيدي
Thu, 29 Mar 2012 الساعة : 14:28

لاشك إن العراق وشعبه دفعا من المعاناة والأموال كثيرا لأجل انعقاد القمة العربية في بغداد في موعدها المقرر، ربما يقول الكثيرون إنها جهود لا تستحقها نتائج القمة ولا الأموال المصروفة يرجى منها فائدة تتناسب مع ضخامتها إذا ما وضعت في ميزان الربح والخسارة، ولا بد أن نضع في الحسبان إن الحكومة العراقية حكومة منتخبة وإرادتها نابعة من إرادة الشعب لأنها ولدت من رحم شرعي وان ذلك لا يعدو إلا بكونه تعبيرا عن حرية الرأي ليس إلا، ولا يمكن لأحد أن ينكر إن انعقاد القمة في بغداد في موعدها المقرر يعني فتح بوابة رحبة وواسعة للعلاقات العراقية العربية وبالتالي استعادة موقعه العربي والدولي الذي سينعكس على أمور عديدة إيجابا فالعراق سيتسيد الرئاسة العربية لمدة عام كامل وهذا بحد ذاته له مردودات كبيرة للعراق وموقعه التاريخي .
في الأمس القريب بعض الدول العربية لم تستقبل رئيس الوزراء العراقي طيلة المدة الماضية بل وترجعه من حيث أتى وهو في السماء ولما يحط على أرضها، واليوم هو يتربع على رئاستها!! ولا يختلف اثنان إن المردود المرجو من انعقاد القمة العربية هو سياسي فالعراق لا يحتاج للدعم الاقتصادي فسرعان ما سيشمخ كعملاق اقتصادي رغم كل الكبوات، وسيكسر كل عصي الأشقاء الموضوعة في عجلة تقدمه إلى الأمام 0
الأشقاء سيحنقون على العراق عند رؤيتهم له كدولة يتماهى فيها الشعب مع حكومة شرعية جاءت عبر صناديق الانتخاب، حيث يكون الشعب حاضرا عبر الحكومة وسيرون حكومات ما بعد الربيع العربي الجديدة حاضرة بشعوبها وليس بشخوصها وما لذلك من حافز ودافع للحكومات والملوكيات الدكتاتورية بضرورة التغيير ومواكبة المرحلة القادمة والانسجام مع حركة التاريخ .
إن ما سيدفعه شعب العراق لفاتورة ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وتعطيل الحياة المدنية وشل الحركة الاقتصادية والحكومية في القمة وتحضيراتها الشيء الكثير وضرورة أن يجني ثمار ذلك كخروجه من طائلة الفصل السابع المفروض عليه إجحافا، ويأمل الشعب العراقي أن يتعاون الأشقاء في درء الإرهاب وإخطاره ومنع تسلل الإرهابيين إليه ولجم أفواه المتفيقهين وفتاواهم التكفيرية التي أضرت بوحدة الشعب ووضع مستقبله على كف عفريت لولا صحوة أبناءه وتمسكهم باللحمة الوطنية 0
لن تكون هناك نتائج طيبة ملموسة في هذا المضمار بين ليلة وضحاها في لحاظ انعقاد القمة ، ومؤمل إن تجنى الثمار خلال سنة قادمة من انعقادها 0
ويرى المراقبون ان تكون هناك انعطافة في العلاقات العربية العربية أيضا من خلال هذه القمة لما لها من خصوصية نظرا للمرحلة الراهنة التي يمر بها العالم العربي والمتغيرات السايسولوجية العالمية ، وأن يصدر عنها بروتوكولا لا يقل شأنا عن برتوكول الإسكندرية كمحطة مهمة في العمل العربي المشترك 0