شيماء ُ بنت ُ العراق -/ مثنى عبيدة حسين

Thu, 29 Mar 2012 الساعة : 12:39

فرحت َ بالزوج ِ  .. الولد َ والبنات
جاءوها هدية  ً من رب ِ السموات
فاطمة ، محمد ، علي  ، مريم ، سارة  ، والقادم آت
حدثهَا زوجُها بالصبر ِ والفرج ِ والمسرات
قد تركوا مجبرين الوطن َ وكل َ الذكريات
لكنهم عراقيين منذ الولادة وحتى الممات

 

شيماء ُ بنت ُ العراق

 

تجلس ُ صباحاً وسط َ أطفالــــُها والضحكات

 

تبقى بالبيت ِ تعد ُ الطعام َ .. الخبز.. المعجنات

 

حالــــــُها حال ُ كلَ أم ٍ من الأمهات

 

تطل ُ من النافذة ِ على الحديقة ِ والشجيرات

 

تذهب ُ بعيداً إلى السماوة ُ * ونخيل ُ الفرات

 

تسأل ُ هل نعود َ لذاك َ التراب ؟؟؟

 

شيماء ُ بنت ُ العراق

 

بنت ُ الرافدين ِ ساقتها أقدارها والساعات

 

إلى زمان ٍ ...  مكان ٍ يبعد ُ بحارً ومحيطات

 

وردة ً اقــُـــــتلعت من أرض الأنبياء ِ والطاهرات

 

تتنقل ُ بين الصحاري والثلوج  ِ واختلاف ُ الثقافات

 

حجابها عنوانها  أنها من المسلمات

ذاك َ فخرُ وتاج ُ على رؤوس السيدات

 

حق ُ تعرفه النساء حتى السافرات

 

لكن الجهلاء المتعصبين * يريدون خلع الملكات

 

وما علموا أن تتويجهن بمحكم الآيات

 

شيماء بنت العراق

 

توصي أطفالها بالدرس ِ والطاعات

 

رفعت يداها ترسل ُ لهم القبلات

 

يضحكون َ وتضحك ُ العيون َ والنظرات

 

تعود ُ شيماء لرحلتها بين مدننا والقرى البعيدات

 

 

يــدخل ُ الذئب َ في غفلة ٍ يــــــُباغتها بالضربات

 

 

يسيل ُ الدم ُ العراقي ُ الطاهر ُ على الأرض ِ والطاولات

 

تسقط  ُ شيماء وعيونها تشكوُ مصيبة كل العراقيات  

 

مستباح ُ دمـُهن َ في الوطن ِ  وعبرَ القارات  

 

 

شيماء بنت العراق

 

 

وحيدة ُ لا تجد ُ أماً أخت ً حالها حال كل الغريبات

 

هكذا يصارعن المرض .. الولادة.. ومشوار الحياة

 

لا أخ وحزام ُ ظهر ٍ في الملمات

 

لا أبُ ... خيمة ُ نستظل ُ بها من العاديات

 

لا أهل ُ لا أصدقاء ُ لا جيران لا لا وكل اللاءات

شيماء بنت العراق

 

فاطمة تصحو لا تسمع ُ إلا صمت َ القبور ِ والأموات

 

قد حل َ بالبيت ِ والساحات

 

فاستبدل الفرح َ َ النور َ بالإحزان ِ والظلمات

 

أماه حياتي صديقتي لأيامي الباقيات

 

ماذا جنيت ِ لتكوني بين القتيلات ؟؟؟

 

 

شيماء بنت العراق

 

 قسماً يا وطني كلنا نخشى غربة الممات

 

لماذا نراك نعوشاً تحملنا الطائرات ؟

 

لماذا نمد أيدينا للصدقات ؟

 

لماذا نمضي العمر بالحسرات ؟

 

نبكي كلما نسمع اسمك بالإخبار والنشرات

 

نهرب ُ منك َ واليك َ نـَحنُ حنين َ العشاق ِ والعاشقات

 

 

أما يكفي المتصارعون َ على الثروات ؟؟

 

أما شبع َ نهمهم وامتلأت البطون َ بالحلال ِ والحرمات ؟؟

 

أما يكفيهم ما يجرى وما قد فات ؟؟

 

أما يعنيكم تشرد ُ .. نساء.. أطفال.. رجال العراق  .. في الطرقات ؟؟؟

 

( يكفي عاد مو ) * احتراقنا وذابت كل الشمعات

 

 

 

 

شيماء بنت العراق

 

 

شمم ُ كبرياء ُ شرف ُ بين المسميات

 

سبقتك ِ الشيماء بنت الحارث * أخت َ سيد ِ الكائنات

 

رضعت َ وجدك ِ في البوادي والخيمات

 

شيماء بنت العراق

 

لا تبتئسي أختاه فقد غدوت ِ شهيدة بين الشهيدات

 

تزفك ِ الملائكة بين الرياض  ِ والجنات

 

هناك آمن ُ وأمان ُ لم تجدينه في الوطن والولايات *

 

 

شيماء بنت العراق

 

ســـــُنة ًَ... شيعة ًُ... نودعك ِ  بالدمع  ِ والآهات  

 

المساجد ُ.. الكنائس ُ..المعابد ُ.. تذكرك ِ بالدعاء ِ و الصلوات

 

فنامي قريرة العين شيماء ُ العراق

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـ كتبت تحية إلى روح الشهيدة شيماء العوادي بنت العراق التي إغتليت في أمريكا .

 

* السماوة مدينة عراقية وهي عاصمة محافظة المثنى أقصى بادية العراق .

 

* الجهلاء المتعصبين هم القتلة الذين قتلوها ظلماً وعدونا.

 

* ( يكفي عاد مو ) باللهجة العراقية وتعني يكفي خلاص تعبنا مما يحصل .

 

* الشيماء بنت الحارث أخت النبي محمد عليه الصلاة والسلام من الرضاعة .

 

* الولايات المتحدة الأمريكية حيث قضت شيماء نحبها.

 

ـ ميشغن / أمريكا  27 / 3 / 2012 م

 
 

Share |