النائب طلال الزوبعي: اقوال تناقض الافعال هدفها التكسب

Thu, 29 Mar 2012 الساعة : 11:44

 إعلاميون عراقيون
 يمتاز العديد من نواب البرلمان العراقي بكثرة التصريحات اوما يمكن ان نطلق عليه تسمية(( الاسهال الاعلامي والفكري)) حيث يندر ان يمر يوم من دون ان تجد لهم عشرات التصريحات حتى باتوا كوكلاء لدى القنوات الفضائية والصحف يتكسبون يتصريحاتهم الرنانة والتي لو جمعناها لملأت المحيط الاطلسي والهادي. ان ظاهرة التصريحات لاتقتصر على نواب كتلة معينة وانما هي شاملة لكل الكتل الممثلة في البرلمان حيث يتهافتون للادلاء بالتصريحات اكثر ما تتهافت الفراشات على الاضواء ولكن ما يجمع هولاء هو ان هذه التصريحات لايعتد بها احد ولن تجد اذنا صاغية من قبل حكومة المالكي وهي بمثابة(( الهواء في الشبك)) .
ان واحدا من هولاء النواب موضوع ماتقدم هو النائب طلال الزوبعي عضو القائمة العراقية الذي يملأ الدنيا ضجيجا كل يوم عبر تصريحاته الثورية المنتقدة للاوضاع في العراق ولكنه يخفي في نفسه موقفا متناقضا ومناقضا بالكامل لكل ما يقوله. والرجل مستثمر جيد جدا للمواقف فمقابل كل تصريح لابد وان يكون هنالك مردود مادي او معنوي فهو عندما يزور احدى المؤسسات او المصانع في جولة تفقدية فانه لابد وان يخرج منها بشيء مما تصنعه او تتعامل معه.وفي مناسبات عديدة يقوم هو بمطالبة الجهات المسؤولة عن هذه الامكان بتقديم الهدايا له على اعتبار ذلك من بروتكولات الزيارة. لقد كان للنائب طلال الزوبعي فتاوي عديدة في مواضيع سياسية ظاهرها الانتقاد وباطنها الانسجام والتوافق لاعتبارات مصلحية ومغازلة للممسكين في السلطة حتى اصبح الرجل معروفا عند اقرانه في البرلمان فهو برلماني يظهر ما لايبطن وهذا الامر اوقعه في دائرة من يسميهم القران الكريم بالمنافقين الذي حدد الله لهم اخر منزلة في النار حيث قال جلالته عنهم انهم في الدرك الاسفل من النار. ان طلال الزوبعي ليس حالة فريدة في الوضع العراقي اليوم فالكل يسير على شاكلته ويتصرفون وفقا للمصالح الشخصية والحزبية بعيدا عن مصالح الشعب . ان الاختلاف مابين طلال الزوبعي والاخرين انهم يتصرفون بمواقف علنية ويتباهون بها فمثلا نواب دولة القانون لايخفون ولائهم لايران والنواب الاكراد يدافعون عن انشاء الدولة الكردية في شمال العراق اما طلال الزوبعي فهو ضد كل ذلك ولكنه في حقيقية الامر لو دخلنا في اعماقه لوجدناه متوافق مع كل هولاء وهولاء على اعتبار من تعداني فلا فرق عندي اذا ما احرق الاخرين ولهذا فالزوبعي يؤمن بالمبدا الميكافيلي(( الغاية تبرر الوسيلة)) مهما كان شكل ونوع هذه الوسيلة وتأثيراتها على المجتمع والشعب فالاهم عنده ان يبقى في دائرة الاضواء ومصالحه مضمونة واموره تسير على احسن مايرام. وليس غريبا ان يكون موقف الزوبعي داعما ومؤيدا لكل القرارات التي يتبناها البرلمان حتى وان كانت في غير المصلحة العامة كما هو الحال مع المنافع الاجتماعية التي اقرها البرلمان والسيارات المصفحة وغيرها وهي كثير. ان الزوبعي كان يكثر من الانتقادات لحكومة المالكي ولكن الغريب ان الاخير لم يحرك ساكنا تجاهه كما فعل مع النواب حيدر الملا وصباح الاسدي وسليم الجبوري واخرين عندما كلف المحكمة الاتحادية بطلب رفع الحصانة عنهم وهو يكشف ان الزوبعي غير جاد في طروحاته او انه يملك خط اتصال مخفي مع دولة القانون وهو امر جرى التلميح به لمرات عديدة من قبل الائتلاف الوطني من ان نواب في العراقية يريدون الانظمام الى التحالف وترك العراقية. ان احدا لا يلوم طلال الزوبعي في مواقفه الانتهازية هذه لان الجميع في العراق الديمقراطي ليس لهم هم سوى قطع اكبر قطعة من(( الكيكة)) وبالتالي التواري عن الانظار في احدى البلدان العربية او الاوربية يتمتعون بما حصلوا عليه خلال عملهم في البرلمان واستثماره في انشاء شركات وشراء فلل على سواحل البحر الابيض المتوسط والريفيرا وغيرها من بقاع العالم الجميلة اما هم الشعب فيمكن ان يغسلوه في برك الماء الساخنة او التزلق على جليد سبيريا وجبال الالب وكان الله في عونك يا ايها الشعب العراقي الذي ظلمك هولاء النواب.
 

Share |