رئيس الوزراء يدعو إلى تشكيل منظومات لمحاربة الإرهاب

Thu, 29 Mar 2012 الساعة : 9:12

وكالات:
في وقت دعا فيه رئيس الوزراء نوري المالكي الجامعة العربية الى تشكيل منظومات لمحاربة الارهاب، اتفق وزراء الخارجية العرب على بنود اعلان بغداد الذي من المقرر ان يصادق عليه الزعماء العرب في قمتهم اليوم، بحسب مصادر خاصة لـ»الصباح».وتتزامن هذه المستجدات مع تأكيد وزارة الخارجية مشاركة عشرة زعماء عرب في اعمال القمة، عبرت الحكومة العراقية عن «الامل بتحقيق البنود الاساسية من جدول اعمال القمة العربية والاتفاق على نتائج الحد الادنى التي يمكن من خلالها تفعيل المقررات العربية».
 دعوات المالكي

فقد قال رئيس الوزراء خلال كلمته باجتماع وزراء الخارجية العرب امس: «اننا نتطلع الى الخير كله من خلال هذا الاجتماع ومن خلال اجتماع القمة الخميس لبلوغ واقع افضل وتحقيق الاهداف المرجوة «.
وبارك المالكي الشعوب العربية التي ثارت على واقعها السابق ونالت حريتها من خلال انتفاضها ضد واقعها الرديء.
وتابع: ان «توفير الامن في المنطقة اساس نجاح دولها، خاصة في وضعها الاقتصادي والعلمي والسياسي، وما دمنا نسلك الطريق الصحيح فاننا سنصل الى الاهداف التي نرجوها»، مشيرا الى ان «التفكير بالنيابة عن البعض جرنا الى حروب بالنيابة «، مشدداً على ضرورة احترام ارادة الشعوب العربية، لان تحدياتنا الحالية سياسية وحضارية واقتصادية وعلمية، وانا نتطلع الى منطقة عربية امنة من خلال مناقشة المواضيع الارهابية التي تهدد امن وسلامة المنطقة».
ونوه بان «الارهاب لا يهدد العراق فقط بل يهدد المنطقة باكملها، وما حدث بالعراق من عمليات ارهابية، أودى بحياة عشرات الاف من العراقيين الابرياء»، داعياً في الوقت نفسه جامعة الدول العربية الى تشكيل منظومات تعاونية لمحاربة الارهاب وكل ما يهدد امن وسلامة الشعوب العربية».
كما دعا المالكي الجامعة العربية الى تطوير عملها من خلال العمل على تشكيل مؤسسات اضافية، تعمل على النهوض بواقع الشعوب العربية في جميع المجالات، خاصة استثمار الثروات الطبيعية».
وزاد بالقول: انه «ليس من المخجل والمعيب ان نعمل على مراجعة مواقفنا التي قد اخطأنا بحق بعضنا فيها يوما ما»، مشدداً على ضرورة عدم تغييب او غياب العراق عن محيطه العربي، الذي هو جزء منه».

عشرة زعماء

من جانبه، اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن 17 وزيرا للخارجية شاركوا في اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
 وقال زيباري لقناة العراقية الفضائية امس: ان «عدد وزراء الخارجية العرب الذين وصلوا للمشاركة في اعمال القمة العربية ببغداد بلغ 17 وزيرا»، مرجحا ان يصل وزراء آخرون الى بغداد للمشاركة في اعمال القمة.
 وأضاف زيباري انه «من المؤكد حضور عشرة زعماء عرب خلال الساعات المقبلة للمشاركة في اعمال القمة العربية»، مبينا في الوقت نفسه أن «هذا العدد قد يتغير بين لحظة واخرى قبيل اجتماع الزعماء العرب».وانطلقت امس الاول أعمال القمة العربية باجتماع وزراء المال والاقتصاد العرب بحضور سبعة وزراء فقط ووكلاء الوزارات ومندوبي الدول العربية، وتقرر فيه اعتماد ستراتيجيات أمنية وسياحية ومتابعة تنفيذ البنود الصادرة عن القمم الاقتصادية السابقة، فيما دعا رئيس الوزراء الى «وقفة تضامنية» للنهوض بالاقتصاد العربي كما هو معمول به في العالم، كما دعا الشركات العربية إلى المشاركة في اعمار العراق.
 واستمر امس توافد الوفود العربية المشاركة في القمة التي ستعقد اليوم الخميس.

تطلعات الحكومة

في تلك الاثناء، عبر الناطق باسم الحكومة علي الدباغ عن «امله بتحقيق البنود الاساسية من جدول اعمال القمة العربية التي ستعقد ببغداد والاتفاق على نتائج الحد الادنى التي يمكن من خلالها تفعيل المقررات العربية».
وقال في تصريح صحفي: «نحن راضون عن مستوى تمثيل الدول العربية جميعا في اعمال هذه القمة التي نعدها متميزة في ظل الاوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة» .
وبشأن مشاركة العرب في القمة هل جاءت على خلفية تغير موقف العراق من الازمة السورية اوضح الدباغ «ان المشاركة جاءت طبيعية واستحقاقا للعراق الذي امتلك موقفا ثابتا ومبدئيا من الازمة السورية متمثلا بالحفاظ على حرية الشعب السوري ووحدته وصيانة ارواح ابنائه» .
كما اكد «ان العراق يمتلك رؤية واضحة بشان هذا الملف»، مشيرا الى ان «المبادرة العربية هي الاساس ويمكن تفعيلها بايجاد الاليات المناسبة لتنفيذها والعراق داعم لها ويفضل بقاء هذه الازمة ضمن اروقة البيت العربي الذي يعده المكان المناسب لايجاد الاليات التي تخدم حرية وتطلعات الشعب السوري» .وتابع: «ليس لدينا اية اتصالات رسمية مع المعارضة السورية وان وجدت ربما فهي على المستوى الشخصي والدعوة ما تزال قائمة للمعارضة السورية مع تاكيدنا على قيادة الجامعة العربية لهذا الحوار».

من بغداد الى الدوحة

وكشف مصدر سياسي مطلع ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في الجلسة السرية التي عقدوها عقب افتتاح المؤتمر التحضيري للقمة، على أن تكون قطر المضيفة للقمة العربية المقبلة بعد اعتذار سلطنة عُمان عن استضافتها.وقال المصدر: ان «وزراء الخارجية العرب وافقوا في الجلسة السرية التي عقدوها عقب افتتاح المؤتمر التحضيري على أن تستضيف دولة قطر أعمال القمة العربية المقبلة في العام 2013 بدلا من سلطنة عمان».
وبحسب آلية التسلسل الابجدي للحروف الذي تنتهجه الجامعة العربية منذ العام 2001 في اختيار البلدان التي ستستضيف القمم فإن الدور كان لسلطنة عمان لتأخذ رئاسة القمة من العراق،
يشار الى ان المركز الاعلامي للقصر الجمهوري اعلن امس اسماء وزراء ووكلاء وزارات وسفراء ومندوبين شاركوا في اجتماعات وزراء خارجية العرب التحضيرية لقمة بغداد التي ستعقد اليوم الخميس.
 واشار المركز الى مشاركة» وزير الدولة الاماراتي انور محمد قرقاش والشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية البحرين ومراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية الجزائرية ومحمود علي يوسف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي وعلي احمد تركي وزير خارجية السودان وعبد الناصر محمد عبد وزير مالية الصومال وهوشيار زيباري وزير خارجية العراق ورياض المالكي وزير خارجية فلسطين ومحمد بكري عبد الفتاح وزير العلاقات الخارجية والتعاون في جمهورية جزر القمر الاتحادية والشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي وعدنان منصور وزير الخارجية والمغتربين اللبناني وعاشور بن خيال وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي وسعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي وحمادي ولد حمادي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني وابو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية اليمني واحمد بن يوسف الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية في سلطنة عمان والسفير عفيفي عبد الوهاب مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية والسفير سيف مقدم البو عينين مندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية والسفير احمد عبد العزيز قطان مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة العربية والسفير خالد الزيتوني مدير عام الادارة العامة للشؤون العربية والاسلامية في الجمهورية التونسية والسفير بشر الخصاونة مندوب الاردن لدى جامعة الدول العربية.

مواقف إيجابية

وضمن المواقف الايجابية، قال الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي انه «سيتم رفع التمثيل الدبلوماسي مع العراق في الايام المقبلة الى مستوى السفير بدلا من قائم بالاعمال».
واضاف المرزوقي في لقاء خاص مع فضائية العراقية قبل توجهه من تونس الى بغداد للمشاركة في القمة العربية: «نحن ننتظر من الاشقاء في العراق التعاون مع تونس في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية بما يمتلكه العراق من امكانيات كبيرة تؤهله للاستثمار في تونس.. ونحن على استعداد لتقديم جميع التسهيلات لذلك».
وتابع الرئيس التونسي: «انهم بصدد اعفاء العراقيين من تأشيرة الدخول الى تونس لتسهيل مهمة دخولهم للسياحة او لاعمال الاستثمار».
وناشد الحكومة العراقية «ان تنظر بعين التسامح الى التونسيين الذين ارتكبوا جرائم بسيطة مثل تجاوز الحدود وتعتبر العفو عنهم بمثابة هدية للشعب التونسي وانا انتظر خيرا من الاخوة في العراق لان هذا الامر سيكون عاملا لنمو العلاقات مع اعتذاري للشعب العراقي عن الاعمال التي ارتكبها الشباب التونسي بحق الابرياء».
وبين ان «احتضان العراق لهذه القمة يأتي للتأكيد على صبغته العربية المسالمة غير المتشنجة التي تضمن حقوق كافة شرائحه والوانه الاخرى بعد ان ابتعد عن محيطه واختلف مع داخله ابان الحكم الدكتاتوري»، مشيرا الى ان المشاكل الاقتصادية والسياسية تعتبر عاملا مشتركا بين الكثير من البلدان وهذا الامر يمكن تجاوزه من خلال اعادة هيكلة الفضاء الاقتصادي والفضاء السياسي بقبول التعددية السياسية الديمقراطية.

انجاح القمة

بدوره، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد حمد الصباح «أننا على ثقة وأمل بأن العراق ومن خلال رئاسته للقمة العربية خير من يقودنا للفترة المقبلة».
وقال الصباح في تصريح صحفي «إن بلاده تسعى الى انجاح قمة بغداد».وبشأن العلاقات بين بلاده والعراق، قال الصباح: «نحن سعداء جداً بنتائج زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الكويت منتصف الشهر الجاري وما أسفرت عنه من امور ايجابية»، معبراً عن «تفاؤله بأن تتواصل الجهود نحو تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزيري الخارجية في بغداد منتصف الشهر المقبل».وكان الوزير الكويتي قد وصل الى بغداد للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب امس.كما اكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور «ان الرئيس ميشال سليمان سيترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات القمة العربية التي ستعقد اليوم الخميس».
ونقلت قناة الفضائية العراقية عن منصور قوله قبل توجهه من بيروت الى بغداد: ان «قمة بغداد ستكون قمة مهمة ومتميزة كونها تعقد بعد تغيرات عربية وتحديات جديدة تنتظر من القادة العرب ان يتعاملوا معها ومستجداتها».واضاف ان «انعقاد القمة في بغداد اشارة مهمة الى عودة العراق الى وضعه الطبيعي وتعافيه من الظروف التي مر بها سابقا وخاصة الامنية لاننا نعتقد ان العراق يستطيع ان يكون عاملا مؤثرا ومرتكزا لصنع الحلول الناجحة في محيطه العربي والاقليمي من خلال امكانياته الاقتصادية والمالية والبشرية والثقافية والحضارية».كما اشار الى ان «التغيرات التي حدثت في العالم العربي ينظر اليها من زاوية تفاؤل وامل نظرا للتحديات الكبيرة التي تعيشها الكثير من البلدان العربية على مستوى البطالة وفرص العمل والامية.. لذلك نحن ندعم التركيز على الاهتمام بالمسار الاقتصادي الذي يشكل عامل صدمة ويقضة لشعوبنا العربية نحو التطور والانتاج للتوازن مع الاستهلاك، اضافة الى التعامل بواقعية مع المسار السياسي».

قمة ضرورية

اما وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني فقد اكد ان «قمة بغداد ضرورية في ظل ما تعانيه المنطقة من جراحات بحاجة الى تداول».واضاف في تصريح صحفي ان «عقد القمة العربية في بغداد يؤكد حرص العراق على دعم العمل والتضامن العربي«.
كما أكد ان «القمة تبرز عودة العراق المؤثرة في محيطه العربي والاقليمي والدولي».
وعدّ الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو عقد القمة العربية في العراق بانها «مهمة وايجابية» باعتبار العراق احد الدول المحورية في العالم الاسلامي.وقال اوغلو:» نحن نعتبر انعقاد القمة في بغداد خطوة كبيرة لاكتمال عودة العراق الى محيطه العربي والاسلامي والدولي»، متمنياً أن يسود الامن والاستقرار في العراق.وتابع: ان «المنطقة تمر بواقع يتطلب الحاجة لعقد مثل هذه الاجتماعات للتداول خاصة في ظل وجود أزمات باكثر من مكان بالعالم العربي من اجل الحرية والديمقراطية».

أهمية كبيرة

في تلك الاثناء، أكدت جمهورية اليمن أن القمة العربية تكتسب أهمية خاصة لانعقادها في بغداد. وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في تصريحات صحفية: ان «القمة العربية تكتسب أهمية خاصة لانعقادها في بغداد، كون الجمهورية العراقية من الدول العربية المهمة في حاضر الأمة ومستقبلها».
وأضاف القربي «نحن سعداء أن تعقد القمة العربية في بغداد في هذه الظروف الصعبة والمعقدة في عالمنا العربي، والتي تستدعي التوحد لمواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه أمتنا العربية».
وأبدى القربي أسفه الشديد لان «هذه المبادرة ظلت في محل بحث وتجمد الحديث عنها رغم أهميتها»، لافتا إلى أنها لو فعلت في وقتها لكانت تمكنت من معالجة الكثير من القضايا التي نعيشها اليوم في عدد من البلدان العربية». وأعرب وزير الخارجية اليمني وهو رئيس وفد اليمن المشارك في أعمال القمة عن أمل الجمهورية اليمنية في نجاح أعمال القمة العربية وخروجها بالقرارات التي تسير بالعمل العربي المشترك مستقبلا في الاتجاه الذي يحمي مصالح ووحدة الأمة العربية، وتعزز الدور العربي في حل الأزمة القائمة في سوريا».
المصدر:الصباح

Share |