الام . . . ذنبـــي بحقك ليس يغتفر فباي عـــذر منك اعتذر -كريم شلال

Wed, 28 Mar 2012 الساعة : 18:20

في اي لحظة تغادرك الحياة ؟ وفي اي مكان تبتعد او تقترب الى من تهوى وتحب ؟ وهل ان الاوان او اقتربت لحظة سعادتك او بانت اماراة حزنك ؟ يبحث الانسان وفق طروحات ورؤى فوضوية كثيرة عبثا دون ان يجد مايسد فضول اسئلته لكنه يظل جامحا بفضوله ولايجد من يشفيه لتتكسر اماله على صخرة الامل والانتظار الذي يطول انتظاره ، فيلجا مضطرا الى مغالطة رغبته باحثا عن قبس نور عله ينير ظلامات نفسه واحلامه فيبحث عن صدق قول هنا او لحظة حب هناك، لايجدها الا بعهد ان يفني جل عمره وقد تاتيه على شفير العمر وعلى استحياء فاقدة لجذوتها ، فلا تنعش شغاف القلب المجروح الذي غادر اخضراره ، وهكذا تظل الروح تبحث عن نظارتها التي تفقدها يوما بعد يوم لعلها تجد ما يفتت الاماها وادرانها وظنونها ويهبها شحنة امل ، وقد يكون مرادنا قريب نفقده في لحظة غفلتنا واهمالنا لنظل نبحث عنه في ذلك الحضن الهانيء الصادق الذي بقربنا ، لكننا لانستشعره ، فيالتعاستنا ، لانعرف قيمة الاشياء الا بعد ان نفقدها ونظل نبحث عنها في غياهب النسيان ليمضي بنا العمر في رحلة البحث المضنية عن سعادات وهمية لانجدها بعد ان كانت بيننا .
ولعل افة العصر المتمثلة بالضياع وشتات الافكاروبعثرتها بحاجة الى تلك القوة الجامعة التي تحول دون افول الروح والى هدوء وسكون الهواجس وكلها منوطة برمزية " الام " فماهو السر المكنون فيها؟ ومن وضع فيها كل تلك الطاقات ؟ ولماذا تمكنت من جمع الاضداد ، ولماذا تهديء الاطراف في حاضرتها بل تطمئن النفوس، ولماذا تعرف دواخل النفوس وبواطنها بمجرد النظر الى العيون؟ وكلها اسئلة جوابها مقترن بارادة سماوية خص بها الله تعالى ذلك الحضن والقلب الذي عدته السماء كمنتج للاجيال وقرنت ارادتها بارادته .
اليوم نستحضر اسمها وعيدها ، فكم مضينا واخذتنا الايام وسارت بنا الافكار الى مسارب والحياة ، ولكننا لم نتوقف كثيرا عند دفقها بل لم نتنزه في وديان محبتها وطرقات سعادتها ، فكم جميلا ان يعطي الانسان لها بعد ان وهبته لذائذ عمرها ، فطوبى لمن ينظر الى قسمات وجها ليرى في عيونها انهار جنة وفي وجناتها حدائق غناء ، وما يخرج من فاها من تلك الدرر المكنون الذي يدخل القلوب عنوة يسامرها ، وما عساي ان اقول وانا فاقدا لها الا التدرع بالصبر ، وبرحمة رب العالمين التي وسعت السماوات والارضين ، ربي امرك ماض ، وقضائك مكتوب ولكني اطمع وسائر المسلمين بفيض رضوانك ، ولنلقي بقبلة على محياها ونعفر جبهانا تحت ثرى اقدامها ، ( متمنيا من كل من يمتلك ناصية القرار ان يشاطرني الرأي في اطلاق دعواتي لنؤسس الى مزار او تمثال يشير الى رمزية الابوين ليقدس في يوم وطني" يوم الابوين " ليحفظ في ذاكرة الاجيال ) ، اما انا الفقير الى الله تعالى فلا اقول في يومها : الا ان نضع قلوبنا على ثرى قبرهها ، متوسلين الى الله جل شانه ان يسمعهما اهاتنا ، فلانقدر غير تذكرهما، متمنيا ان نجعله عيدا للام وللاب ايضا ونقول : " اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا " .

Share |