إنتفاضة البحرين ... والنفاق الإعلامي للجزيرة-باقر الرشيدــ بغداد

Wed, 28 Mar 2012 الساعة : 18:07

يبدو أن من حق المتابع للشأن البحريني وانتفاضة الجماهير البحرينية أن يتفاجأ أو يصاب بالصدمة من جراء المواقف الإقليمية والدولية والتي تثير الدهشة أزاء الأحداث الدامية والمستمرة في هذا البلد . ويبدو أيضاً أن بلداننا ليست بحاجة الى ثورات وانتفاضات تسعى لتغيير الأنظمة الحاكمة بقدر ما هي بحاجة إلى ثورات على القيم والمفاهيم وبكل مفاصلها السياسية والثقافية والإعلامية . فالآثار المتوخاة من مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن المفاصل الفاعلة في الثقافة والإعلام لها الأثر الأكبر في التصدي للنظم المستبدة بأي شكل من الأشكال . صحيح أن الإعلام اسهم في دعم الإنتفاضات التي اجتاحت بعض الدول العربية مساهمة فاعلة كان لها فعل الشريك الفعلي للشعوب في إنتفاضاتها . وما مواقف ( الجزيرة ) أزاء ما حصل في تونس ومن بعدها مصر ثم ليبيا وكذلك في اليمن إلا دليل واضح على ذلك ، فقد آستطاعت هذه القناة الإعلامية أن تكون قناة للثورات العربية من خلال متابعاتها المتواصلة لتفاصيل الأحداث في تلك الدول وتعرية الحكام الطغاة فيها وإبراز الدور الفاعل للمنتفضين ، بشكل أدى ومن دون شك إلى تأجيج روح الحماسة والإندفاع في صدور الثوار .
لكن (الجزيرة) أحدثت الصدمة والخيبة معاً لدى كل من تابع تفاصيل الثورات العربية من خلال قناتها حين بدت في حالة مؤسفة تخشى فيها مواصلة فعلها الجرئ بتسليط الأضواء على ما حدث ويحدث في البحرين . وهي بذلك تكون قد أوجدت تساؤلات كثيرة  في نفوس أبناء البحرين أولاً وفي نفوس كل الذين آزروا ثورات (الربيع العربي) من سياسيين ومثقفين على آمتداد الساحة العربية ثانياً . فإذا ما أراد العاملون على (الجزيرة) أن يبرروا موقفهم هذا بعدم وجود مراسلين لها في البحرين يمدونها بالأخبار بسبب غلق مكتبها هناك ، أو إن دولة البحرين مرتبطة بمجلس التعاون الخليجي وهذا ما يسبب إحراجاً لـ (الجزيرة) مع قطر الراعية لها ومع أميرها الذي تربطه علاقات حميمة مع ملك البحرين . وقد يكون التبرير يعود لوجود مجموعة من العاملين المتنفذين في (الجزيرة) والتي تنتمي إلى التيار السلفي المعارض لكل شعارات وأهداف الإنتفاضة الشعبية في البحرين وما زال هذا التيار التكفيري والقومجي يعتقد بفكره المريض أن الذي يحصل في مدن البحرين ليس ثورة لشعب مضطهد ضد حكم ظالم جائر وإنما هو محاولة لمد النفوذ الإيراني الى الخليج .
ومع كل هذه التبريرات الغير مبرّرة يتوجب على (الجزيرة) ومن باب حفظ الأمانة  والشرف الإعلامي أن يكون لها فعل محسوس وإشارات واضحة  الى الدماء التي تسيل في شوارع البحرين وإلى عمليات القتل والإعتقال والقمع التي يمارسها نظام آل خليفة مستعيناً بقوات سعودية ومرتزقة مجنسين ، كما أن ظلم وطغيان آل خليفة لم يكن أقل إيلاماً بشعب البحرين من ظلم وقمع القذافي الذي اسهمت (الجزيرة)  في خنقه إعلامياً ومساندة الثائرين عليه .
 
 

 

Share |