لاقوة كقوة الضمير , ولامجد كمجد الذكاء-دلال محمود- المانيا
Tue, 27 Mar 2012 الساعة : 12:11

إستهليت مقالي هذا بواحد من الأقوال المأثورة للأديب العالمي فكتور هيكو , حيث أعتبر الضمير هو القوة العظيمة التي لاتعلو عليها قوة أخرى,وهذا كلام صحيح وحقيقي مئة بالمئة حين نحاول تطبيقه في حياتنا اليومية.
مثلاً لو بدأنا من اللبنة الاولى في المجتمع والمتمثلة بالأسرة , وتابعنا خطوات وتصرفات افرادها سنجد أن رب الأسرة حين يكون ضميره حياً ونقياً , بالتأكيد سيكون بمثابة العين الساهرة على ابناء أسرته وسيتفانى من أجل توفير القوت لهم وتحقيق ابسط انواع السعادة في أسوء الأحوال وسينسى نفسه من أجل ان يراهم سعداء, والشخص الذي يحمل مثل هذا الضمير هيهات له ان يكون أنساناً مختلساً في محل عمله مهما كان شظف العيش عسيراً, والذي لايختلس لايمكن له ان يتقبل الرشاوي ليأخذ السحت الحرام , وسوف لن يكون مرغماً على الكذب والرياء, كما من الأستحالة ان يكون خائناً لأي صديق له ومن لايخون الصديق لو عرضوا عليه كنوز الدنيا فأنه لن يخون الوطن ويبيعه
إذاً فان مسألة الضمير ودرجة قوته هي التي تحكم في جميع الأمور .
لنأخذ الأبناء مثلاً,لنرى دور الضمير وتأثيره على تصرفاتهم. حين يكون الابن باراً بذويه هذا يعني ان لديه ضميراً نقياً, يوعزه الى البر بوالديه ومن يبر والديه سيكون أنساناً قويماً وفرداً صالحاً يخدم المجتمع وسيعمل بأخلاص في جميع مناحي حياته, وهكذا.
الذي يملك الضمير الحي لايرضيه ان يرى الظلم ويسكت عنه وكأنه شيطان أخرس , بل سيحارب كل غير ذي حق, وسيكون ضميره رقيباً عليه كي لايداهن الشر في لحظة ضعف.
الذي يملك الضمير الأنساني لايمكن له ان يرى شباب البلد يقتلون بأبشع الطرق الهمجية واللاأنسانية ثم تترك جثثهم على أرصفة الشوارع أو تُعلق على الجسور دون ان يطلق صرخة تهز الكون وتوقظ النائمين والغافلين عما يُحاك لهذا الجيل العراقي الجديد.
عجبي للذين يمسكون أجهزة النقال كيف تطاوعهم قلوبهم كي يلتقطوا صوراً لأشقائهم المغدورين وهم في عمر الزهور في الوقت الذي من الواجب عليهم أن يعلنوا الحداد عليهم.
عجبي من رجال الدين الذين يملأون الأرض اين هم مما يحدث ويخطط لأبناء العراق من ظلم وحيف واستهتار بكل معاني الانسانية.
ألا تباً لكل قلم سكت عما يحدث الآن, وتباً لكل الايادي التي تعبث بعراق الخير والحب والكبرياء.
تباً لكل تاجر اعماه الطمع وأستورد كل ماهو بعيد عن عاداتنا وأعرافنا من ملابس غريبة لايرضى ان يرتديها احد ابنائه بل سيكون اكثر الناس تزمتاً حين يرى فلذات اكباده يكتسونها.