ميلاد السيد زينب وذكريات اهل البيت رؤية اسلامية وحضارية-علي الزين- القطيف
Tue, 27 Mar 2012 الساعة : 12:07

إن الإصرار على تخليد ذكريات ميلاد السيدة زينب وكذلك وفاتها رؤية إسلامية حيث أن استذكار هذه النماذج من العظماء وخصوصا أهل البيت وهم المتميزون على سائر البشر بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وجعلهم القدوة والأسوة حتى يتعرف عليهم العالم بأسره ولاتقتصر معرفتهم على الشيعة من المسلمين. ، الذي يؤسف له والسبب في ذلك هو أن أكثر المسلمين من أهل المذاهب الإسلامية منغلقون عن معرفة سيرة أهل البيت والسبب هو ماخلفه أعداء أهل البيت من الأمويين والعباسيين ومن سار على خطاهم والا البعض يحمل حبا فطريا حيث يتشرف حتى بالعصا والخاتم وأي شيء منسوب ومضاف إلى نبي الإسلام محمد فكيف بلحمه ودمه وهم أهل بيته والقرآن يقول قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى خصوصا الذي بلغ أوج العظمة من المراتب العليا من الجلال والجمال والكمال وحيث في ذكرهم وسيرتهم والتعرف على أحوالهم وتاريخهم عبرة ودروس لو أخذ بها البشر لأسعد إلى أبد الدهر لكنه التعتيم الإعلامي وتضليل الأمة الإسلامية والتشويه أحيانا وجعل أهل البيت من سوقة الناس العاديين وميزوا عليهم في الذكر حتى إبن آكلة الأكباد والمغيرة ابن شعبة ومروان ابن الحكم وعمرو ابن العاص وكذلك في جانب النساء جعلوا خاملات الذكر وصويحبات الفتن بارزات ومبرزات وهن أخير نساء الإسلام وجعلوا نساء أهل البيت خاملات الذكر وجعلوهن نسيا منسيا وفيهن سيدة نساء العالمين جوهرة العصمة وأم أبيها وبنتها الصديقة الصغرى أكبر المحاربة للطواغيت وأعظم أمرأة وقفت أمام طاغوت الشام والكوفة والمجرم المسرف وسافك الدماء المحترمة يزيد وعبيد الله ابن زياد .
لا بد أن تتعرف على هذه السيدة العظيمة . نتعرف على مكانتها وعظمتها ومقامها في كل أنحاء حياتها من ولادتها وتسميتها وانظر من الذي سمى زينب . والذي سماها رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فلم تكن تسميتها تسمية ارتجالية بل كان رسول الله ناظرا إلى معنى كبير وعميق يليق بزينب عليها السلام فإن زينب هو زين في كل شيء وإذا زيد الإسم فيكون دال أكثر وأعمق ومبالغ في إسميته والسيدة زينب لم تنفرد بهذا الإسم ولكن إذا كان هذا الإسم بكل معانيه المحمودة فهو لايليق إلا لزينب مثل اسم محمد فكثير من يتسمون باسم محمد ولكن لايليق بتمامه إلا على محمد ومن تسمى به من أهل بيته كذلك زينب عليها السلام .
فالسيدة زينب عندها صفات جلالية وجمالية وكمالية فمن الصفات الجلالية سلب الأشياء التي لاتليق بها فهي ليست مذنبة وليست جبانة وليست عاجزة وليست جاهلة وليست بخيلة وغيرذلك من السلب وأما صفاتها الجمالية في تحمل المراتب العليا في الشجاعة والعالمة الغير المعلمة وهي الكريمة وهي التقية وهي العابدة وهي الصابرة وهي الممتحنة وهي الخطيبة وهي الفصيحة وهي البليغة وتحمل جميع صفات الكمال وهذا ليس غلوا فواقع السيدة يحكي القليل مما ذكرته وأما الكمال فهي الصفات الذاتية فهي المؤهلة وهي صاحبة الملكة والتي عندها الحالة النفسانية التي هي أقوى من ملكات العدالة والتي يريدها الله لكل أحد حيث يقول ماجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم المعبر عنها بالعدالة ولكن العصمة أكثر من ذلك والذي عبرعنها في القرآن إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وهي العصمة والله سبحانه وتعالى أعد السيدة زينب لأن تكون شريكة الإمام الحسين في هذه النهضة المباركة والنائبة عن الإمام السجاد في تحمل المسؤلية حين السبي فقد قامت بالنيابة الخاصة عن الإمام بالدور الكامل الغير منقوص في محنة الإمام السجاد وشهد لها الإمام نفسه قال لها عمة أنت عالمة غير معلمة ولم يقيد الإمام أنت عالمة وغير معلمة ، لم يقل عالمة في الفقه أو الحلال والحرام أو التفسير اطلق عالمة في كل شيء وهؤلاء اهل البيت .
فزينب معجزة من معجزات الدهر وهي القادرة وقدرتها مستمدة من قدرة الله عز وجل وهذا ليس غلوا كما البعض مع الأسف يستكثر على أهل البيت بعض الكرامات والمعاجز . حينما أشارت السيدة زينب في الكوفة وفي مجلس ابن زياد وكان المتفرجون من شيعة بني أمية على أهل البيت يغصون بالكوفة والمجلس الأموي أن اسكتوا فسكت الناس حتى ألحيوانات والأجراس فخطبت زينب وأم كلثوم وزين العابدين وفاطمة بنت الحسين وبينت الظلم الواقع على أهل البيت وأحقية أهل البيت ولعن الظالمين والتعريض ببني امية بشجاعة وشموخ فزينب هي زين في كل مواقفها الجهادية والعبادية والميدانية والإعلامية والسياسية والثورية وجلب الحقوق وإثبات الحق وإزهاق الباطل وإخماده والدعوة لدين جدها المصطفى وأحقية أبيها المرتضى وأخويها الحسن والحسين وحقوق أمها الزهراء وغير ذلك من الأمور حري بالعالم كله أن يتعرف على السيدة زينب وعلى أهل البيت حري بإخواننا من أهل المذاهب الإسلامية أن يتعرفوا ولو قليلا على سيرة السيدة زينب وعلى سيرة الزهراء وأمير المؤمنين والحسن والحسين وبقية أئمة أهل البيت فإن الساسة من بني أمية وبني العباس سودوا التاريخ وقلبوا الحقائق .
على إخوتي أن يقرؤوا ليعيدوا النظر، ليأخذوا التاريخ من مظانه والحق أحق أن يتبع . ترى بعض الأبواق في القنوات المتشددة يتعمدون الكذب على الشيعة ليسقطوا الشيعة ويحطوا من منزلتهم ويصوروهم للناس زنادقة وكفارا ورافضة وغلاة وأنهم لايقيمون الفرائض ويتهاونون بالمحرمات ليسقطوا الشيعة من أعين المسلمين ولكن في هذا العصر ينبغي أن يكون المسلم واعيا نحن في عصر التقنية لايكون المسلم في هذا التقدم العلمي ويكون مثل الخروف همج رعاع يطع قادته وكبراءه حتى في الباطل وفي الكذب فيضلونه السبيلا صحيح قد غيب التاريخ في بداية منشأ السيدة زينب عليها السلام لأن زينب خفرة وجليلة مغيبة مقترنة بأمها فهي قدوتها ولكنها ثارت كأمها وطالبت بالحقوق كما السيدة الزهراء دافعت عن إمامها بكل ما أعطيت من قوة حتى استشهدت كذلك السيدة زينب دافعت عن إمامها أخيها الحسين وكذلك إبن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين حتى نحل جسمها لما احل عليها من مصائب يقول العلامة الدكتور الشيخ الوائلي في زيارتها \" فلما أوصلوها الشام تذكرت هنا ماجرى عليها من مصائب عظام ورزايا جسام فدب بجسمها السقام وأطبقت عليها الآلام فماتت بعيدة عن الأوطان غريبة عن الأهل والإخوان فإلى موقفك يابنت النبي الخشوع وعلى مصيبتك الدموع .