عذراً .. كاكه مسعود-باقر الرشيد-ــ بغداد
Tue, 27 Mar 2012 الساعة : 12:03

بين فترة وأخرى أجد نفسي في حيرة وبما يشبه الخيبة حين ترد الى مسامعي أقوال وتصريحات تنسب لسيادتكم ، آراء وقرارات لاتتوافق أو تنسجم مع ما أحمله ويحمله غيري من العراقيين الذين يرون فيكم الإمتداد للمسيرة النضالية والروح الوطنية التي رسّخ مبادئها البرزاني الخالد وعبّدت طريقها دماء قوافل الشهداء من أبناء إخوتنا الكرد في كردستان العراق عبر عقود من سنوات القهر والظلم التي مرت على العراقيين جميعاً . وما من أدنى شك أن شعبنا الكردي ونتيجة لما لاقاه من إضطهاد وإبادة على أيدي الطغاة والمجرمين الذين قادوا فيالق الموت وفتكوا بشعبنا الكردي المجاهد وأهلكوا الحرث والنسل في كردستان العزيزة الصابرة .. أقول وأنا على يقين تام أن تلك المحن والآلام لابد وانها قد جذرت في قلوب كل الكرد روح الرفض لكل ما يمثل صور الظلم والقهر ، كما أن شعبنا الكردي الذي عانى من جرائم الطغاة لابد وأنه قد وصل إلى حالة من الوعي أكثر من غيره في رفض الجرائم التي تلحق الأذى والموت بالبشر . وأمام هذه الإستنتاجات اليسيرة لما أفرزته مسيرتكم الجهادية في الصبر والكفاح ضد الطغاة والمجرمين عبر عقود طويلة ومليئة بالمآسي التي لحقت بالعراقيين بشكل عام والكورد بشكل خاص اسمح لي أيها الأخ المجاهد أن أعبر لكم عن إستغرابي من تصريحكم الأخير الذي أعربتم فيه عن قيمة تعتبرونها من القيم العرفية لشعبنا الكردي لكنها في الواقع بعيدة جداً عن أصالة الكرد وأخلاقهم وقيمهم .. فخلال سنوات النضال كانت جبال كردستان وحقولها وقراها وديار أهلها مأوى للمجاهدين العراقيين جميعاً .. ولم نسمع أو نشهد أن كردستان كانت في يوم ما مأوى للمجرمين الذين أكدوا بفرارهم عن العدالة حقيقة إجرامهم وإيغالهم بجرائم قتل الأبرياء من العراقيين .. كما لم يرد في صفحات التاريخ الإجتماعي والنضالي للشعب الكردي أن قيم الكرد تسمح بإيواء المجرمين وإكرامهم ورفض تسليمهم للعدالة .. فكيف تسمحون أيها الأخ العزيز لنفسكم الأبية التي خبرت النضال والجهاد ضد القتلة والمجرمين أن تعلنوا رفضكم لتسليم السيد الهاشمي المتهم بجرائم قتل بحق الأبرياء من العراقيين وهي جرائم مريعة .. ومنذ متى كانت أخلاق الكرد وكما صرحتم بأنها تأبى وترفض تسليم الذين يحتمون بها .. وهل مثل هذا الرفض يشمل من هم متهمون بجرائم قتل الأبرياء في تفجيرات لاتستثني النساء والشيوخ والأطفال العراقيين .. ، لقد كانت روابي كردستان مأوى للمجاهدين العراقيين الذين تدفقوا لها من جنوب ووسط العراق أيام المجاهدة ضد أعتى نظام دكتاتوري في الكون والمتمثل بنظام البعث المقبور الذي تفنن بأسليب القتل والإبادة بحق العراقيين بكل أقلياتهم وترك حلبجة في الشمال والمقابر الجماعية في الوسط والجنوب شواخص تؤكد فاشيته الملعونة .. هكذا كنا أيها الأخ المجاهد .. وهكذا كانت كردستان الحبيبة ملاذاً لكل المجاهدين .. فهل من العدالة والحكمة أن تجعلوا من هذه الأرض الطيبة التي شكلت خارطة للإباء والجهاد ملاذاً ومأوى لكل متهم هارب من العدالة ؟؟ وهذا أيها الأخ العزيز ما يثير الأسى والخيبة في نفوس العراقيين إخوتكم أيام المحن والكفاح .