تنظم حياة الأيتام وبناءه ليكون رجل المستقبل .!!! - سيد صباح بهبهاني- ألمانيا
Tue, 27 Mar 2012 الساعة : 10:32

بسم الله الرحمن الرحيم
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة /177 ,
(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة /245
(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) الحديد /11
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل /97
(وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) المزمل /20
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة و الوسطى"
جاء في الخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : قوله (( خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه )).
أخرجه ابن ماجة
و عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن عيسى بن مريم (عليه السلام) مر بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل ، فإذا هو ليس يعذب فقال : يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام ، فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه : يا روح الله . . . أنه أدرك له ولد صالح ، فأصلح طريقاً ، وأوى يتيماً ، فغفرت له بما عمل أبنه )) . سفينة البحار
روي عن الإمام علي كرم الله وجهه وعليه السلام : "الله، الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت حبيبي رسول الله يقول مَنْ عال يتيماً حتى يستغني عنه أوجب الله له بذلك الجنة "
كما ورد عن الرسول انه قال (( أنا وكافل اليتيم في الجنة ))
وفي آخر وصية للإمام علي عليه السلام قوله : (( الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ))
كما جاء عن الإمام الصادق رضوان الله عليه وسلامه:(( إن أكل مال اليتيم يخلفه وبال ذلك في الدنيا ، والآخرة . أما في الدنيا : فان الله تعالى يقول : فليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله . وأما في الآخرة فان الله عز وجل يقول وقوله الحق : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا }
تقوم إدارة الجمعيات التعاون الخيرية ودور الأيتام الحكومية في العالم كله .. على إعداد وتنظيم برامج وتنظيم برامج تأهيلية متخصصة تناسب جميع فئات الأبناء وأسرهم . وتبذل في ذلك جهوداً وفق أطر ومناهج تكفل وتضمن تقديم التوجيه والإرشاد وبرنامج تأهيلية وتدريبية على أساس عملية متقدمة . كما أن أحد الأهداف الأساسية للجمعيات تقديم برنامج توعية للأبناء وغرس الثقة فيهم ولتؤهلهم لكسب عيشهم وتسخير طاقاتهم بما يعود بالنفع والفائدة عليهم . وتتعاون الجمعيات أو دور الأيتام التي هي من قبل الدولة مع الأبناء وتبذل في ذلك الكثير من الجهود التي تجعلهم يحرصون على التحصيل العلمي وهذا بالتالي أحد موهوبين في شتى المجالات مثل المسابقات المختلفة كالفنون والرسم وفن الإلقاء وغيرها من المواهب المختلف الأخرى التي تحرص الجمعية على رعايتها ورصد جوائز قيمة من أجل الحفاظ على هذه الموهبة وتشجيعها . كما تتبنى الجمعيات الكثير من البرامج التي تهدف لاكتشاف أبنائها الموهوبين ، والموهبة هي الضالة التي تبحث عنها الجمعيات وتنقب عنها لذا أطلقت الجمعيات أو دور الأيتام الحكومية برامج هادفة لاكتشاف المواهب وأعداد للتوعية للجميع . ويجب أن نكون كلنا يداً واحدة لأعانت الأيتام كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وتعهد بكفالة اليتيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم:" أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة و الوسطى" .
وأقول لكم يا أخوتي الأعزاء كم مرة سمعتم أو قرأتم هذه الأحاديث ؟
ألم يؤثر فيكم من قبل و يدفعكم دفعا لأن تفكروا في أن تكفلوا يتيماً؟؟؟
أرجعوا و أقرءوا ثانية و تخيلوا معي الثواب العظيم
فأنكم بكفالتكم ليتيم قد ضمنتم دخول الجنة
تخيلوا معي الجنة التي تتعب و تشقى و تتعبد من أجلها سوف تدخلها
وليس تدخلها فحسب بل أنك ستكون مع الرسول صلى الله عليه وآله و سلم أي في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين
لماذا إذن لم تفكروا من قبل أن تكفلوا يتيماً؟؟
بداية أحب أن أشرح حالة هؤلاء الأيتام و بخاصة الأطفال المودعين في دور الأيتام
لعلك تشعر بمدى حاجتهم لك
إن هؤلاء الأطفال لم يحرموا فقط من الأب و الأم بل أنهم حرموا من وجود أي شخص يحبهم
حرموا من مجرد الإحساس بالحب و العطف و الحنان
وأريد أن أوضح هنا أن الكفالة ليس مادية فقط بل هي شقان مادية و معنوية
1 ـ الكفالة المعنوية
سؤل لكم كم ساعة تضيعونها أسبوعيا فيما لا يفيد و ربما يضر؟؟؟
أن 90 % من الناس
يتفرجون يوميا على المسلسل العربي أي لأن 7 ساعات على الأقل تضيع أسبوعيا هباء
فما رأيكم لو خصصتم ساعتين فقط في الأسبوع لزيارة أحد دور الأيتام؟؟
ساعتين فقط و قم بالتركيز على طفل بعينه و أعطه كل حبك و رعايتك و اهتمامك
أجعله يشعر أن هناك في العالم من يهتم به
أزرع في قلبه حب الله و الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول :
"من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات"
أعزاء الكرام تخيلوا معي كفة حسناتكم و هي ترجح رجحانا شديدا بعد هاتين الساعتين اللتان قضيتموها مع أحد الأيتام تلاعبوه و تلاطفوه وتحسنوا إليه إن ميزة كفالة اليتم أنها كالصداقة الجارية فأنكم مثلاً إذا علمتم ذلك اليتم الصلاة .. فإن كل سجدة يسجدها في ميزان حسناتكم وإذا ربيتموه على خلق معين كما تربون أولادكم عليه وأحفادكم وهكذا فإن ذلك كله في ميزان حسناتكم .
2 ـ الكفالة المادية :
ما رأيكم لو خصصتم كل شهر نسبة من مرتبكم أو مصروفكم و أودعتموه في إحدى دور الأيتام؟أو ساعدتم عائلة يتيم!
ولو كانت 10 أو حتى دينار واحدا فلا تستحقره
وقبل ما تعمل حساباتكم اخرجوا هذه النسبة و أنظر كيف سيبارك لك الله في رزقكم
ولعلكم قرأتم القرآن والأحاديث التي تعالج هذه المشكلة بأن " من يقرض الله فيضاعفه "مرتبكم يتمكن أن يكفل يتيم بنسبة منه وأن الله سبحانه سوف يضاعفه ويضاعف مرتبك وأن كنت تاجراً فإن الله يبارك بتجارتكم وأن لم تتمكن فتقدم وقدم لهم مساعدة علمية أو كتاب أو ما شابه ذلك أو تطوع فدرسهم سوف تضاعف وتنموا تجارتك مع الله و كلما أزاد النسبة كلما فتح الله عليكم بابا للرزق ولا تنسوا نحن على مقربة من شهر رجب المرجب وهو من أول شهر من الأشهر الحرم وطبعاً كلنا نعرف أين الذين سبقونا ؟؟ هم ذهبوا ونحن بهم لاحقون ومن المستحسن أن نقتدي بالله وبقوله وعده الحق حين تعهد وقال سبحانه : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة /245
(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) الحديد /11
يا أخوتي لا تترددوا يا أخواتي .. وخذوا قوله تعالى صك نقداً ومعه الفردوس الأعلى إنها الجنة التي أعدت للمتقيين
وهو القائل وقوله الحق : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل /97
(وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) المزمل /20
ولا تنسوا أن في الوقت الحاضر توجد مشكلة عند البعض أن أولادهم أيتام وأن آبائهم أحياء ، لأن وجود الأبوين في الأسرة ضرورة شرعية .. ويجب أن لا يغيبوا عن مسرح الواجب الحقيقي الذي قد ينعم به الأبناء الذين مات أبوهم ‘ لأنهم قد ينعموا برعاية المسلمين والمنظمات الإنسانية الذين أحسنوا بالثغرة والفراغ بعد رحيل الأب
ونعم ما قيل الشاعر:
ليس اليتم من انتهى أبواه من هَمَّ الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًا تخلّت أو أباً مشغولاً
مَن لهؤلاء الأبناء المساكين يعلمهم ويربيهم ويأخذ بأيديهم إلى الله تعالى، ويغرس فيهم القيم الصالحة والمبادئ النبيلة والأخلاقيات الرائعة، ويدفعهم إلى النجاح ويحميهم من الفشل والضياع
مَن لهؤلاء الأبناء المساكين الذين فقدوا الرعاية التربوية والتنمية البشرية، وغاب الأب عن مسرح الإنسانيات ورعاية العقول والنفوس، وهو الأصل والأساس، وقام فقط بدور الصرَّاف الذي يوفر المال ويبني الأجساد ويوفر الملابس والأطعمة ويفاخر بما يرتدي أبناؤه من أزياء
وقفات مع الانشغال عن الأبناء وأسبابه
1 ـ عدم تقدير مسئولية ولي الأمر: التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث التالية :
"كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"
"إنَّ الله سائل كل راع عما استرعاه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ـ
الأب في بيته راع ومسئول عن رعيته "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول".
2ـ عدم الإيمان بالدور المطلوب لقوله تعالى : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) البقرة /132
3 ـ عدم تنظيم الوقت:
"إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ" (رواه البخاري ).
4ـ وَهْم الانشغال: كثير من الناس يتوهم أنه مشغول متعللاً بأنه يقوم بمهامٍ عديدةٍ، والواقع يشهد أنه رغم المهام العديدة التي يقوم بها إلا أنه ما زال يمتلك كثيرًا من الأوقات، والذي يدلل على ذلك هو نظرية المسافات البينية التي تنص على أنَّ (ثلث المادة فراغ )
أيها الأب المسئول عن يتم أولاده بانشغاله عنهم لتكن لك وقفة مع نفسك تعيد فيها ترتيب الأمور، وتنقذ هؤلاء الأبناء من النار قبل أن يتعلقوا في رقبتك يوم القيامة لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم /6 . ونعود للأيتام ومن وصية أمير المؤمنين عليه السلام قبل وفاته للإمام الحسن والحسين عليهم السلام : (( الله .. الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت جدكم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : (من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة ، كما أوجب لأكل مال اليتيم النار)) . وما علينا جميع إلا أن نتعاون ونتآخى ونحتضن الأيتام الذين ذهبوا آبائهم من أجل الوطن أو موت عادياً أن نكون لهم الأخ والأب العطوف ويداً بيد أن نتعاون ونبني الوطن وتقول الحكمة العامية " لطل حركة بركة " وهي تدعوا إلى التحرك وعدم الجمود . وإن العمل في نفسه حركة ، والتحرك فيه التغير والتقدم بما تنسجم الأفكار لتهيئة المشاريع لبناء الوطن بالسواعد وبعدها تنعم البركة على المواطنين . وبها نقضي على كل المتطرفين وصناع الفتنة والطائفية والإرهاب والإرهابيين وبيداً من حديد لضرب الفساد والتخلف .وأن السلامة من العذاب هي الحركة والبركة التي تسوق الإنسان إلى الخير والسعادة والعاقبة المحمودة . وأرجو أن تترحموا على الشهداء وروح وأمي وأبي بقراءة سورة المباركة الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله. والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
المحب المربي
السيد صباح بهبهاني البهبهاني بهباني
[email protected]