الرسم تحت سماء الأهوار-جاسم الأسدي
Tue, 27 Mar 2012 الساعة : 0:41

منظمة طبيعة العراق
الفن وليد الطبيعة ،وأنعكاس لكينونة التأملات والبيئة المحيطة،فكان نتاج الأنسان البدائي على جدران الكهوف ،حيوانات برية وتشكيل من النباتات المرسومة بشكل فطري قادر على ترجمة الأحاسيس بكثير من الفطنة.ومع أزدياد الوعي البشري أزدادت أدوات التشكيل وتنوعت مدارس الفن وكانت للطبيعة حصة كبيرة في هذا النشاط الجمالي الخلاق.في الفضاء الفسيح وأمام حدائق الورود وشلالات المياة والمروج الخضراء كان الفنان يجلس ماسكا فرشاته بكثير من الأستغراق مانحا اللوحة روح خفاقة وألوان زاهية وروائح وأصوات تضج بعنفوان اللحظة.
أهوار بلاد الرافدين وأهتمام الرسامين
لقد ألهمت الأهوار العراقية الفنانيين فرسموا بها ولها اجمل اللوحات،سجلوا تاريخها الحافل بالنشاط البشري ،القرويات الحسناوات،الأكواخ القصبية وبائعات القيمر،الطبيعة البكر ،طيور وقصب،أسماك وجاموس،شروق شمس لا أبدع منه وغروب يلون البحيرات ببنفسج الألوان.
وكان للرواد نصيب كبير من هذا الأبداع،ثم تلاهم جيل آخر أستلهم من رحم الأهوار معارض جميلة فكانت رسومات ماهود أحمد هذا القادم من أعماق العمارة ،الأهواري الجميل الذي تلبسته المياة وانبثقت من بين يديه على قماش اللوحة بغنج صبايا الوادية والسلام والميمونة.
. "وبقي ماهود احمد حتى بعد عودته الى الوطن وفيا لهويته الشعبية العراقية ولبلدته في هور الكسارة احد فروع هور الحويزة حيث تكثر الطيور المائية والاسماك والطبيعة البدائية" هكذا قالوا عنه في سلسلة مقالات مبدعون عرب في روسيا.
أما الفنان المغترب في بريطانيا كريم الأسدي فقد أتحفنا بمعرضه الشامل عن الأهوار العراقية والمعنون بـ (الـمـكان الأول) عام1995 في لندن والـمكـرس لمسقط رأسه الجبايش، والذي وصفه الفنان والناقد كاظم الخليفة بأنه (مكـرس كـما يـشـي العــنوان، إلى إعـادة إســتلهـام بيـئـة الأهــوار - مـسقـط رأس الـفـنان وحـاضــنة طفــولتـه وصــباه - كمــشـاهـد وأطـيـاف ومـواقـع مـوهــتـها الذاكــرة القـصــية والعــاطــفة وتـداعـيات الأيـام .)
وزارة الثقافة كانت حاضرة
في الثاني والعشرين من آذار 2012 أطلت على أهوار الجبايش باقة من الفنانيين التشكليين ضمن مشروع لوزارة الثقافة العراقية معنون بـ "الأهوار...أفكار في عيون الفنانيين" ،ضمت أسماء كثيرة من التشكيليين منها حسان قصي،رياض القيسي،سوسن فلاح،ثناء عبد الرزاق،زاهد الساعدي،وصال الحسيني،كريم دلور،شذى عدنان،حسين الركابي،عدنان عباس،رعد فليح وآخرون.وكان يوما آذاريا مشمساً ،أحتضنتهم فيه الأهوار الوسطى بحنو وتلقفتهم بحيراتها وقنواتها وحيوانتها ونباتتها برحابة البيئة الفطرية الرائعة.
أفترشوا الأرض،ونثروا الألوان بدفق االمعرفة على خامات بيضاء تحولت الى مايدهش الأنظار.أكواخ قصبية وزوارق يقودها الأطفال بخفة،جاموس جذل برعي الحشائش،ومساحات خضراء على مرمى البصر،لقد منحنا الرسامون زهو الحياة وتعاطفوا مع أعادة أنعاش الأهوار العراقية بحميمية خلاقة.واللوحات التي أنجزوها تتحدث عن نفسها بكثير من التفاصيل.















