بحوث بلا بحث- عبدا لستار الاسماعيلي-الناصرية

Sun, 25 Mar 2012 الساعة : 11:08

التقيته وانا ذاهب لبعض شؤوني قال: وجدتك في الوقت المناسب00  ولان الرجل تربطني به علاقة صداقة قديمة قلت له: وانا في خدمتك واتمنى  ان اكون قادر على تلبية طلبك وتنفيذ ماتريد00قال بلهجة الواثق:انت الوحيد من بين معارفي واصدقائي  الذي يستطيع حل مشكلة ابنتي0 قلت :حسنا وما المشكلة؟ قال : باختصار ان ابنة أخيك مطلوب منها بحث في الكلية وماارجوه  منك هو ان تعثر لها على بحث من الانترنيت وترتبه باسمها 0 ادركت مايريد وقد اثار طلبه في نفسي امتعاضا قلت له: ولكن هذه  سرقة لجهود الآخرين 0 اتقبل ان اكون سارقا؟ قال وقد بدت عليه علامات الاستنكار والاستغراب :جميع زميلاتها  في الصف  قدمن بحوث مسحوبة من الانترنيت0قلت: الخطأ   لايبرر الخطأ والسرقة تبقى سرقة مهما كان لونها0ولما لم يجد طريقة لاقناعي صافحني مودعا  وهو مقطب الجبين غير متوقع لماسمع مني0
 هذه الظاهرة متداولة وشائعة بين الطلبة وبصورة خاصة طلبة الجامعة في وقت لايريد الطالب ان يبذل جهدا في سبيل القيام بما مطلوب منه من مقررات دراسية والالتجاء الى الطرق الجاهزة والاتكاء على جهود الاخرين0وهي ظاهرة من الخطورة بمكان بحيث ان اغفالها والتغاضي عنها يشكل شرخا في نظام التعليم الجامعي يتطلب معالجة سريعة ومتابعة جادة من الهيئات التدريسية  وذوي الاختصاص0 والمسؤولية تقع في هذا الجانب على مدرس المادة الذي لابد ان تتوفر لديه  المقدرة على تمييزاسلوب طلابه وطريقة تفكيرهم،لان المفروض ان التجربة والمعايشة الميدانية للمدرس تولد فيه ملكة فرزبحث الطالب المبتديء عن البحوث العلمية التي اعدت من قبل مختصين لكي تخدم جانبا من جوانب المعرفة0   
ان التطفل على جهود الاخرين هو السرقة بعينها،وخروج على شروط الامانة العلمية، وهو تعطيل لدور الطالب في التفاعل الايجابي مع متطلبات المسيرة الدراسية،بل هو محاولة الولوج الى ميدان اهل العلم   بمؤهلات وهمية  كاذبة0
 ان المسؤولية الملقاة على كل من يعنيهم الامر الانتباه لهذه الظاهرة والتصدي لها بقوة لانها تنشأ جيلا اتكاليا خاليا من العطاء،قليل الثقافة 0

    

Share |