زواج المتعة في الجامعات العراقية!!!-صلاح بصيص- بغداد
Sun, 25 Mar 2012 الساعة : 0:04

شابت جامعاتنا الكثير من الحالات الغريبة التي تستوقف المتابع وتدهش المتلقي من قبيل زواج المتعة بين الطلبة داخل اروقة الحرم الجامعي، وزواج المتعة او المنقطع كما هو معروف عقد كلامي بين الشاب والشابة لأجل معلوم قد يحدد بالساعات او بالايام وقد يكون اكثر من ذلك أو أقل وبمهر بسيط، يتحقق العقد دون شهود او ورقة، لا أريد الدخول في جوازه ومنعه لإن ذلك ليس من اختصاصي، بقدر عرض الآثار المترتبة على مثل هذا الفعل في مثل تلك الأماكن التي خصصت للدراسة فقط. لا نعدوا كثيرا اذا ما قلنا بأن هناك سيلا جارفا لتصرفات بعض الطلبة من قبيل زواج المتعة، على سبيل المثال وليس الحصر، اسهمت في القضاء على الأدبيات والأسس المجتمعية الرصينة ولهذا اصبح الطلبة يستخدمون الجامعة وسيلة لتحقيق مآرب وغايات أخرى تقف العائلة في كثير من الاحيان عاجزة عن كيفية التعامل معها ولا تمتلك بدا سوى الانصياع لها من قبيل السلوك والهندام الخارجي وما يشاهده الشاب من مقاطع فيديو تملء الهواتف النقالة المتداولة بين الاصدقاء داخل الحرم الجامعي فضلا عن سوء استخدام الانترنت الذي لا يخلو منه بيت في الوقت الحاضر، وكل ذلك يكون على حساب المستوى العلمي للطالب او الطالبة، تبدو قتامة المستقبل واضحة ولا تحتاج الى نظر.
سألت بعض الطلبة عن زواج المتعة في الجامعات، فأكثر ما ادهشني من الاجابات، شاب في مقتبل العمر قال لا بد من الحب في الجامعة لانها الفترة التي تستفحل فيها مشاعر الشباب والمكان الذي لا نحتاج فيه الى الحذر والخوف من أعين الأهل والأقارب وحتى نقنن الحب ونهذبه لا بد من طريقة وسطية تضفي الشرعية على مثل هذه العلاقة، ولا محيص من زواج المتعة، فهو بمثابة السفينة التي ترفعك عن شواطئ العصيان والوقوع في الذنوب، وهذه الإجابة قد تنسجم مع البعض، خصوصا القسم الذي يتخذ الجامعة وسيلة لا غاية، ولا تنسجم مع طلاب العلم الذين يدخلون الجامعات لأجل العلم وليس لغيره.
لقد كتبنا في حينه عن تدخلات الاحزاب السياسية والدينية في الجامعة، ودافعنا عن ذلك ورفضناه رفضا قاطعا لما للجامعات من خصوصية وحرمة تحصنها من التسييس واقحام الافكار والعقائد بإية صورة كانت، لاننا نطمح للارتقاء بجامعاتنا لتكون بمصاف الجامعات الدولية، ونأمل من طلبتنا ان يكونوا ركائز العراق في المستقبل وثروته التي يتباها بها امام الأمم، ولكن نرفض كذلك ان تحول الجامعات الى اماكن للمواعدة والحب وربما المعاشرة حتى من قبل القلة القليلة التي قد يتشظى شرها على الآخرين، للأسف فلقد رأيت بأم عيني فلم يتداول عن طريق الموبايل لبعض الطلبة يندى له الجبين، صور في اروقة الجامعات خلسة ودون علم أحد...
في زمن النظام المقبور كان هناك ما يسمى بأمن الجامعة، وهو عنوان سيء الصيت لأنه اخذ منحى مختلف وصار يبتز الطلبة ومنهم كان يمارس دور السمسرة، وهذا العنوان رغم تواجده اليوم إلا انه غير موظف بصورة تميزه عن سابقه فهو لا يخضع لرقابة وحساب، اعتقد انه سيكون مانعا لوقوع مثل هكذا انتهاكات اخلاقية، اذا ما وضع ضمن دائرة مسؤولية رئاسة الجامعة، وقامت الاخيرة بلعب دور جدي ومسؤول واختارت هذا القسم ضمن ضوابط معينة.
هذه التصرفات يجب ان توقف ويجب ان تلعب الجامعات دورا اكبر لا يقتصر على التعليم فقط، وهي مسؤولية الأسرة ايضا، من خلال المتابعة والتوجيه ومحاسبة الابناء ومراقبتهم، فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، اذا صلحت الاسرة صلح المجتمع.
الكثير من قوانين الجامعة غير ملزمة للطالب، فالجامعة يرتادها جميع الطبقات من اصحاب الدخل المتفاوت، المعدوم، والفقير والمتوسط والغني، وفي خطوة لرفع هذا التفاوت سعت الجامعات الى اجبار الطلبة على ارتداء زي موحد، لكنك لا تجد ذلك متحققا، وتجد العكس، عرض ازياء، مكياج، ومياعة، وهي بجميعها اغراءات للجنسين، ما يفتح منافذ الخروقات ويوسعها لتصل الى زواج المتعة، الذي يقول عنه بعض الطلبة انه احياء لسنة مندثرة، ومن احياها كأنما احيا الناس جميعا، ولا ادري هل يتوقف احياء السنة على الحرم الجامعي؟ وهل يكون بريئا ينتهي بالزواج الشرعي الدائم؟ ودافعا للتفوق العلمي؟..
اضع هذا المقال أمام انظار وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد علي الأديب والمس رفضه لمثل هذه التصرفات وكلي أمل ان يصدق ظني في الرجل ويتابع مثل هكذا اخلاقيات ويمنعها...مع مراعاة ان المقال موجه لجهة معينة ممن ذكرنا وليس لجميع الطلبة الذين نفخر بهم كثيرا وننحني احتراما لهم..
[email protected]