الحديث عن القمة العربية- الدكتور عبدالكريم نصار-بغداد
Sat, 24 Mar 2012 الساعة : 23:53

كثر الحديث هذه الايام عن القمة العربية نحن هنا في العراق لن نسمع ولم نقرأ ما يبعث الارتياح في نفوس العراقيين عن انعقاد القمة وكذا الحال خارج العراق من العرب او غيرهم لم نسمع ما هو ايجابي عن القمة لا يهمنا ما يقوله العرب عن القمة ومكان انعقادها وجدول اعمالها لاننا نعرف مسبقا ما يقولونه قبل القمة وبعدها ولكن ما يهمنا ما يقوله العراقيون لقد تداول العراقيون اولا نفقات القمة وتضاربت الاراء حول الموضوع الخارجية تقول 600 مليون دولار وتصريحان النواب هنا وهناك والعهدة عليهم تقول مليار وربع المليار دولار وفي كلتا الحالتين هو رقم يمثل الميزانية السنوية لكثير من الدول وأتسآل ويتسائل معي ممن سمعتهم من المواطنين ان هذا الرقم كافي لاضاءة بغداد شوارعها وبيوتات اهلها واسواقها وملاعبها ويكفي لتشجيرها وجعلها بغداد تسر الناظر ولكن ما يحزن الجميع ان تشجير الشوارع الممتدة من المطار الى مكان اقامة الوفود كلف مبالغ طائلة والغريب في الامر ان الضيوف والقادة القادمين الى بغداد سوف يستقلون سيارات مضللة لا يرون الشوارع ولا يرون اشجارها ويقينا انهم خائفين ان تطالهم يد الارهاب فهم لا يتجولون في بغداد اذا من حق العراقيين ان يتناولوا القمة بسلبية .ثانيا يرى الكثير من العراقيين ان القمة اصبحت نقمة عليهم بسبب الاجراءات الامنية المبالغ فيها ويتسائل العراقيون ما علاقة اهالي مدينة الشعب او الحرية او الزعفرانية بكل هذه الاجراءات الامنية ما كان الاجدر بالجهات الامنية ان تؤمن طريق المطار الى مكان الاقامة وتترك الناس يتحركون بحرية وان يكرس هذا الجهد المبالغ فيه لحماية الاماكن المخصصة للوفود ونقطع الدابر على الارهابين وان لا نسمح لهم الصيد بالماء العكر.وثالثا لفت انتباهي خطبة الشيخ مهدي الكربلائي خطيب الجمعة في كربلاء يوم الجمعة المصادف 23 اذار عندما قال ما نصه ان العطل الرسمية تبلغ 150 يوم في السنة ان البلد الذي يتعرض الى الدمار خلال سنواته الطويلة ما كان الاجدر بنا ان نلغي كل العطل من اجل البناء والعمل واعادت ما دمرته الحروب ما الذي يدفنا ان نعطي عطلة في بغداد خمسة ايام والقمة يوم واحد ان هذه الاجراءات لا تعكس ارتياحا لدى الشارع العراقي مما يتطلب اولا وقبل كل شئ ان تقوم هيئة النزاهة في البرلمان العراقي بالطلب من امانة العاصمة بتقديم كشوفات تفصيلية وكاملة عن المصروف خصوصا وان امانة العاصمة سبق وان وضع البرلمان العراقي اكثر من علامة استفهام على ادائها ومازالت القضايا التي اثيرت حولها في اروقة البرلمان لم تحسم بعد . اننا في الوقت الذي نرحب بعقد القمة في بغداد وهو انجاز يعيد العراق الى دوره الحقيقي واننا نتمنى ان نكون بمستوى الحدث وان نكون كرماء مع ضيوفنا وان نستقبلهم احسن استقبال وان نعطي الصورة الايجابية عن العراق بلد الحضارات ولكن للاسف ان ما يحصل اليوم بأسم القمة افقدها بريقها وافقدها قيمتها مهما كبرت النتائج ومهما كان نوع الحضور وهو كما يبدو حضورا بائسا لا يهمنا ذلك المهم ايها الاخوة الكرام اعقدوا قمتكم مع الشعب العراقي بعد الانتهاء من قمة العرب وخصصوا لقمتكم الجديدة مليار دولار ستجدون شعبكم يناصركم ويحضر لكم في كل المهمات واجعلوها قمة بغداد لاهل بغداد واجعلوها دورية في كل عام تعقد في محافظة من محافظات العراق ويخصص لها نفس المبلغ ستجدون عراقا مزدهرا ينعم بالخير والرفاه والامن وستختفي خفافيش الليل من عراقنا الحبيب وستجدون العراقيون يحبون كلمة القمة ويتجابون معها وسيكون الحديث عن القمة حديثا طيبا بل نراهم يتنافسون على استضافة القمة بمحافظاتهم .