افكار قبل القمة -المهندس شروان كامل الوائلي

Sat, 24 Mar 2012 الساعة : 23:50

لرب سائل يقول .. هل ستكون قمة بغداد المقبلة مميزة في كل ابعادها؟
وهل عقد القمة في العراق ستعتبر نقلة نوعية بأتجاه المزيد من التفاهم والحوار مع الاخوة العرب وعودة العراق الى الحضيرة العربية وكسر طوق العزلة الغريبة التي كانت تحيط به منذ سقوط نظام الطاغية صدام في التاسع من نيسان 2003 ؟
للاجابة على هذه الاسئلة لا بد من تثبيت عدد من النقاط للخروج برؤية واضحة لحدث قد يعتبره البعض فاتحة خير لغلق ملفات كثيرة مفتوحة تمثل جروح مؤسفة في جسد العراق ..
فلا بد اولا للوفود العربية ان تكون لديها اجندات فيها تفهم وتقدير للمواقف العراقية وسياسة العراق الخارجية والعوامل التي تتحكم بها .. فمع هذا التوجه فقط يمكن للعراق ان يعود كعضو فاعل بين اخوانه العرب ..
**
العراق اليوم ليس بعراق الامس .. كل شيء تغير في العراق .. عصفت بنا الدكتاتورية .. وتحولنا بعدها من بلد الافواه المكممة والانسان المضطهد الى عراق يسير على النهج الحر الديموقراطي .. عراق يصبو الى امتلاك علاقات خارجية مبينة على الحوار المتبادل والمصالح المشتركة وليس على لي الاذرع والتهديد وبناء الجيوش لغرض ارعاب الغير ..
ولت ايام عسكرة المجتمع .. والقوة المسلحة الشعبية وغياهب الامن ومعاقل المخابرات .. واستبدلت بامور افضل .. اولها السلام والاصرار على ان العراق لا يريد الا السلام والحرية والنهج الديموقراطي في مقاربة شؤونه الداخلية والخارجية
**
ولعل من اولى بوادر تحسن العلاقات العراقية مع محيطه العربي .. تعيين سفير للعربية السعودية في العراق بعد قطيعة دامت سنوات كثيرة .. وزيارة المالكي الى الكويت لغرض الاتفاق على جملة من الامور ستعمل باتجاه اخراج العراق من نير الفصل السابع .. وما ادراك ما الفصل السابع في تكبيل الدول وفقدانها اهلية ادارة شؤونها بنفسها وهو امر كان المتسبب الاول فيه هو النظام البعثي البائد في العراق..
**
خلال الفترة القريبة الماضية .. عصفت وتعصف الآن بالمنطقة احداث الربيع العربي وهذا الربيع عبارة عن هزة ارضية تحت اقدام الجبارين والمستبدين من حكام العرب .. ولعل استضافة بغداد لهذه القمة سيعمل على محورين .. محور عودة العراق الى الصف العربي ومحور اخر يوازيه في الاهمية ويتعلق ببلورة رؤيا في حدها الأدنى بين كل العرب من اجل طريقة افضل ينتهجونها جميعا مع شعوبهم .. وخصوصا وان الربيع العربي رسخ حقيقة كون هذا الزمن هو زمن الشعوب وليس زمن الحكام المستبدين ..
ان انطلاق قمة بغداد في خضم عواصف الربيع العربي لمؤشر اخر على عودة الاخ الى بيت العائلة الاكبر لحل المشاكل الكبيرة ..
**
العراق مع سوريا الشعب وكل الشعوب العربية .. قلبا وقالبا
والعراق مؤمن بضرورة تسلم حكومة انتقالية المسؤولية هناك لتُطلق الحريات السياسية والحزبية والاعلامية وتهيأ لإجراء انتخابات محايدة باشراف دولي وعربي دون ان تكون للنظام يد في ادارتها وما تفرزه الصناديق وما يختاره الشعب السوري هو الذي يمضي ويعتمد دون التلويح بالتدخل العسكري الاجنبي ..
كل هذه الافكار العراقية ستكون على جدول اعمال موحد بين الاخوة ..
لقد ولى زمن التقوقع وجاء زمن الانفتاح على الاخوة وعلى الساحة العربية
ولا ابالغ ان قلت بان رفع الفصل السابع عن العراق وعودته الى البيت العربي بعد اكثر من 21 عام من العزلة سيكون بمثابة فجر جديد في تاريخ العراق
 

Share |