خرق ٌ أمني ، أم .. شق ّ بعثي ؟؟؟-ألمهندس/ جمال الطائي -السويد
Sat, 24 Mar 2012 الساعة : 0:58

ألشق كبير ، و الرقعة صغيّرة !! ) هذا مثل شعبي عراقي نتداوله جميعا ًويبدو انه صار ينطبق بشكل كبير على ألوضع الامني بالعراق.
ثلاثون عملية ِارهابية تضرب في يوم واحد بغداد ومجموعة من المدن ألعراقية لتحصد أرواح العشرات من المواطنين العزّل وترسل أضعافهم للمستشفيات ، ثم يخرج علينا أكبر مسؤؤل في وزارة الداخلية (ألسيد ) عدنان الاسدي ليقول لنا ( اِن ّ ما حدث هو مجرّد خرق أمني !! ) ثم يذكر مفتخرا ً ( بلا حياء ) عن المفخخات والاحزمة الناسفة التي ابطلتها وزارته في الايام الماضية ، قادتنا ألامنيون ألذين لا أعرف من أين تمت ( لملمتهم )
يفتقرون لأبسط مقومات القائد الامني ، والا ّ لكان السيد الاسدي يعرف ان ِابطال المفخخات والاحزمة الناسفة والقبض على القتلة والارهابيين هو عمله وعمل الجيش الضخم الذي تضمّه وزارته من ضباط ورتب أخرى وهو ما يتقاضون عليه اجورهم وهو ما سخرّت له الدولة الجزء الاكبر من مواردها ليتنعم هو وقادته بالامتيازات الخرافية التي يحظون بها ، أما عند حصول أي تفجير أو عمل ارهابي يستهدف المواطنين فذلك اخفاق في عملهم يجب أن يُحاسبوا عليه بدءا ً منه هو ، وان 30 تفجير في يوم واحد ليس مجرد خرق امني بسيط ،
قبل يومين حدثت عملية ارهابية في فرنسا استهدفت مدرسة يهودية ، لم تمض سوى ساعات حتى اعلنت الاستخبارات الفرنسية انها تحاصر منزل مشتبه به ، أخذوا والدته وشقيقيه رهائن حتى يجبروه على تسليم نفسه ، ولم نسمع صوت متحدث لاي كتلة سياسية فرنسية يخرج معتبرا ً ان هذا العمل تجاوز على حقوق الانسان ولم نسمع بأي ٍ من عوانسهم تصرّح بان هذا اساءة لـلـُّحمة الوطنية الفرنسية وانهم سيطلبون تدخل الاتحاد الاوربي لمنع الحكومة عن أداء واجبها بل التم ّ الساسة كلهم لاجتثاث هذا الارهاب وايصال رسالة مفادها ان دم المواطن الفرنسي غالي على حكومته وان الحكومة لا تدّخر جهدا ً لحماية مواطنيها !!! ، فأين نحن من كل هذا،
بعد التفجيرات العراقية بيومين يلتقي رئيس الوزراء بمجموعة من الاعلاميين ويخبرهم ان من قاد هذه التفجيرات ضابطين كبيرين في الجيش ( أي جيش القديم أم الجديد؟ هاي ما كال عليها ! ) ، ألمهم ، هناك مفهوم أمني بسيط يقول ، انك لا تصل لرأس الهرم الا ّ من قاعدته ، يعني اذا كان السيد المالكي بعد يومين من التفجيرات يعرف الرؤؤس الكبيرة المسئولة عنها فهذا يعني انه يعرف كل الشبكة الاجرامية ، وهذه المعلومات لا تأتي بين ليلة و ضحاها بل تستغرق وقت وجهد فلماذا لم تتخذ الاجهزة الامنية استعداداتها وتقوم بواجبها لحماية المدنيين ، واذا كان القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع وزير الداخلية رئيس جهاز المخابرات يعرف الرؤؤس المسئولة عن حصد أرواح العراقيين فلماذا لم يقبض عليهم ويعلن عنهم ، أم انها واحدة من اوراق حزبه التي يبتز بها الجهات السياسية الاخرى !!!
لو دققنا في المناطق التي تمردت على سلطة الدولة بعد السقوط ، في بغداد مثلا ً حي الجامعة والسيدية وحي الجهاد والاعظمية والرضوانية والتاجي وابو غريب ، وهذه تقريبا ً اكثر المناطق التي سكنها منتسبي الاجهزة الامنية والمخابرات وضباط الجيش وضباط أمن دوائر مدنية كثيرة وعدد كبير من الرفاق الحزبيين ، وهذه الشرائح التي ذكرتها هي أبعد ما تكون عن الاسلام أو بالاصح عن التنظيمات الدينية ، فلا يمكن أن نعقل ان ( القاعدة ) التي لم يكن لها وجود في العراق تتمكن من هذه المناطق وتقاوم جيش وشرطة دوله لها امكانيات توفرها ميزانية 100مليار دولار !!
اذن القاعدة ودولة العراق الاسلامية وغيرها من تنظيمات الانترنيت هي كذبة كبيرة يتستر خلفها بعثيوا النظام السابق ، وهذا ما يعرفه الامريكان وما أدركه منذ وقت طويل السيد المالكي وحزبه لذلك خرجوا علينا
( ببــَـلـَـتيقة ) المصالحة الوطنية ، وأعادوا منتسبي الاجهزة السابقة زرافاتا ووحدانا ً للخدمة وتصريحهم الحاضر دائما ً يقول : اِنّ من لم تتلطخ ايديه بدماء العراقيين يعود للخدمة اما من تلطخت ايديهم فيساقون للقضاء ، والذي حصل ان مئات الالاف منهم عادوا لوظائفهم ولم نسمع بأي واحد تم احالته للقضاء حتى يومنا هذا، فيا ترى من ملأ ارض العراق بالمقابر الجماعية ،أيُعقل اننا لا نعرف أي واحد منهم حتى يومنا هذا ؟
أيُعقل ان قائمة ال55 التي أصدرها الامريكان فقط هم المسئولين عن كل هذه الجرائم ، وعلى ذكر هذه القائمة القذرة فقد تبيّن لنا ان الامريكان هم من كانو يصرّون على محاكمتهم وتمكين القضاء منهم بدليل ان من حُكموا منهم تم حكمهم تحت الوجود العسكري الامريكي وما أن غادر الامريكان حتى حلـّت بركات ( المصالحة ) حتى على هذه النخبة القذرة فتمت تبرأة محمد مهدي صالح ، والادهى ، ان هذه المصالحة وصلت لحد ارجاع هؤلاء المطلوبين من اركان النظام القذر السابق الى العراق معززين مكرّمين ليتبوأوأ اكبر المناصب في الدولة وقد كانت البداية مع الحاج المناضل / اصيل طبرة وكيل عدي وساعده الايمن واحد قو... أعادوه من الاردن حيث كانوا يخبئوه من الامريكان وهيئوا له من المصفحات والحمايات ما لم يهيئوه لمن انتخبوهم وكل ذلك لكي يكسبوا ثقة البعثيين وخبرتهم في التمسك بالحكم ، لقد ادركتُ متأخرا ً ان الخلافات بين العراقية ودولة القانون لا هي خلافات سياسية و لا هم يحزنون انما تتصارع القائمتين في من يقدم لازلام النظام السابق المزيد من المكاسب و المناصب ليكسبهم لجانبه !!!
في ايام النظام المقبور الذي عوّدنا على تقليعاته ، أطلق يوما ً ما ما أسماه ( حملة البعث الايمانية ) وبالتزامن معها أطلق كسيحهم عدي في تلفزيونه برنامجا ً دينيا ً يقدمه شخص يدعى / عبد الغفار العباسي ، كان الرجل وبرنامجه مثار تندّر العراقيين لما كان يقدمّه ، حتى أطلقت حوله الكثير من النكات أذكر في احداها انهم يسألوك : لماذا يستلم عبد الغفار العباسي راتبه من اللجنة الاولمبية ؟ ثم يأتيك الجواب بسرعة مسبوقا ً بضحكة عميقة : لأنه لعب بالدين طوبه !!!
أليوم ومع كل التحديات التي يواجهها العراق ، ومع ( ألخروقات الامنية ) التي تحدث بالعشرات يوميا ً، فان السيد الوكيل الاول للداخلية / عدنان الاسدي يضع من اول اولوياته واهتماماته ادخال / اصيل طبرة في انتخابات نادي الشرطة ودعمه ليتولى رئاسة النادي ( وكأن السيد الوكيل قد انهى كل المصاعب الامنية التي تواجه العراق ) فما عادت عنده غير مشكلة وكيل عدي الكسيح / اصيل طبرة ، علما ً ان موقعه في رئاسة نادي الشرطة سيضعه بتواصل واحتكاك مع كبار قادة وزارة الداخلية ، وبعد ذلك يسألون كيف تحدث الخروقات ؟؟
من المؤكد انني لو سالوني لماذا يريد حزب الدعوة أن يعيد / أصيل طبرة لرئاسة هذا النادي الرياضي العريق؟ فسأجيب فورا ً : لانهم يريدون أن يلعبوا بالعراقيين طوبه !!!