كلمه الى اخوتي -عباس عذيب الصالحي

Sat, 24 Mar 2012 الساعة : 0:48

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام  على نبينا محمد وآله الطاهرين
إنّ الشريعة التي اعتبرت جسد الأمة المؤمنة كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى لهُ سائر الجسد بالسهر والحمى ،  جديرة باقتداء سلوكها ، والتحلي بآدابها وأخلاقها ، أهل للهداية  بقبول ما جاء فيها من الدعوة الصريحة إلى كل ما فيهِ الصلاح والاَمر به ، والتحذير من الفساد والنهي عنه .
ولكي يعلم أفراد الأمة المسلمة هذهِ الحقيقة ، ويفهموا جيداً ما هو دورهم في الحياة ، فلابدّ وان يدركوا بأن نطق الشهادتين بلا عمل والاهتمام بالوسائل وإغفال المقاصد ليس من الإيمان المطلوب في شيء ، وإنما هو من إسلام المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم :

( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنّكَ لرسول الله والله يعلمُ إنّك لرسولُهُ واللهُ يشهد إنّ المنافقين لكاذبون ) .

فوعي الظواهر السلبية وإدراكها إذن لا يكفي دون بيانها للناس كافة كما بينها الله تعالى لرسوله الكريم ، وأمّا التغاضي عنها فلا ريب انه سيؤدي إلى تفاقم المنكر بشتى سُبله وألوانه .

ولا شكّ أنّ من أهم الأسباب التي أدّت إلى ضعف المسلمين بعد قوتهم ، وتمزيق شملهم بعد وحدتهم ، وما اصبح  إليهِ أمرهم من ضياع شوكتهم ، وتبديد كلمتهم ، وتفتيت أوصالهم ، وانكسار عزيمتهم حتى وصلوا إلى هذهِ الحال المؤلمة؛ إنما هو فقدان الصدق والصراحة إزاء ظواهر النفاق ونظائرها في المجتمع الإسلامي

وخير دليل على ذلك هو المسامحة في اختراق أدب الشريعة ، وطغيان المجاملة على حساب الدين الحنيف ، فبنيت بذلكَ أسس الأفعال القبيحة ، وتوفرت مصادرها ، فأقعدت الأمة عن معرفة الكثير من الحقائق ، والتبس الأمر على أفرادها ، وأصبحَ للباطل وجه مقبول نتيجة السكوت عليهِ ، وأُلفه ،واستحسانه ، والتغاضي عن قول الحق .

ولعلّ من أشدّ الأمور رذيلة التساهل مع الظالم الفاسق بالإغماض عن جوره وعتوه ، ثمّ ازدياد الطين بلة بمدحه وإطرائه فيزداد عتواً وفساداً ، فيتوهم المغفل أنها الحقيقة ويرضاه المنافق وسيلة ، ويسكت عنه الآخرون خوفاً وطمعاً ، وعندها ترى الأمة القبيح حسناً ، والضار نافعاً ، والخائن أميناً ... وكفى بهذا دلالة على ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يحفظ للأمة بقاءها ويصون لكل حقّه .

ونتيجة لذلك كله وبعد انهزام الغرب الكافر عسكريا نراه انه قد نجح في إمرار فكره المسموم إلى عقول شبابنا و اخذوا بتطبيقه فمره تظهر لنا ما يسمى ( الجراوي ) وأخرى (الايمو ) وهذا كله بسبب ترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلنا يوم الفزع  الأكبر محاسبون على تقصيرنا في ذلك

Share |