الحكمة الضائعة في السياسة والحكم !!- عبدالامير الخرسان- فنلنده

Thu, 22 Mar 2012 الساعة : 14:11

الحكيم الذي يفعل الحسن من القول والفعل ولا يفعل القبيح مطلقا والاّ لما اطلقوا عليه صفة الحكيم . ان الحكيم هو الذي آتاه الله الحكمه ومن يؤت الحكمه فقد أوتي خيرا كثيرا . ان صفة الحكمه هي الصفه المستحكمه على الحكيم لانه يعمل بها , كما سمي لقمان الحكيم لانه يعمل بالحكمه قولا وفعلا . سئل بعض الحكماء ممن تعلمت الحكمه ؟ قال من الرجل الضرير الذي يضع عصاه قبل خطاه او خطواته ليختبر الطريق . وعرّفوا الحكمه بانها القول والعمل كما ينبغي في الوقت المناسب , كذلك هي وضع الشيء في موضعه .
وقد عرّف الحكمه السيد الطباطبائي في تفسير الميزان باختصار انها الاتقان اي اتقان العمل , والامر المحكم اي نوع من الاوامر المحكمه الذي لا يوجد فيها ثلم ولا فتور , وأغلب استعمال الحكمه في العلوم العقليه الحقه الصادقه التي لا تقبل البطلان ,وقال ان الحكمه هي القضايا الحقه المطابقه للواقع من حيث اشتمالها على سعادة الانسان مثل المعارف الالهيه الحقه في المبدأ او النظام والمعاد .
ان الحكمه هي منشأ الخير المطلق والمال منشأ الخير الزائل وان كان كثيرا . كما قال تعالى في قارون (وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبه اولي القوه) اي لا تستطيع حمله العصبه القويه الاّ بجهد جهيد ولكن الله بالتالي خسف به وبداره واهلكه واهلك حلاله وماله فلم يحصل غير الذكر السيء نتيجة اعماله .
ان الحكمه ترفع الشأن وتعطي لصاحبها المكانه الاجتماعيه الكبيره والاحترام بين الناس وتجعله مرجع الناس في قضاياهم المهمه وأمورهم المعقّده لاستطاعته وضع الحلول اللازمه لها , ان الحكيم لا يمكن ان يكون حكيما مالم يكن مفكرا ومتذكرا ومتذاكرا دائما كأنه يستقرئ الاشياء ويفكر بها على مهل وتأنّي قبل ان يعطي النتائج المترتبه عليها وكل هذا يعتمد على العقل فلا حكمه بلا عقل .
ان الحكيم هو الذي يصغي لصوت الحق ويأخذ به ويتواضع للصغير والكبير وينصهر في الناس ويجتهد في عمله ليستطيع ان يقدم لهم كل ما ينفعهم ويطورهم .
ان الحكومه العراقيه باعضائها ورؤسائها وكتلها السياسيه الذين اعتلوا سدّة الحكم في العراق اين هم من هذه الحكمه واين هم من معارف الحكمه والحكماء هل استطاعوا دراسة الواقع الاجتماعي للمواطن وعرفوا ما هي حاجاته الاساسيه ؟ هل استطاعوا دراسة الواقع الاقتصادي ووزعوا الاموال بصوره منهجيه صحيحه لا غبن فيها !! بحيث استطاعوا ان يجدوا الحلول الاقتصاديه من منابعها الرئيسيه وقواعدها المنهجيه السليمه وليس بالتصور والوهم لان التصور يخطأ والعمل بدون قانون او قواعد رئيسيه يكون فاشلا وغير صحيحا مطلقا , ان المراجع سواء كانوا مراجع دين او سياسه او اقتصاد او رياضيات لا يستطيعون اصدار فتوى بدون قاعده رئيسيه تتبعها بالدليل والبرهان لتعطي النتائج السليمه المميزه ونحن نرى تعليم الرياضه يعتمد على المدربين الذين يفهمون قانون الالعاب الرياضيه في كل لعبه رياضيه لها قانون وكذلك علم الاجتماع يستند على قوانين وقواعد في الدراسه والعمل وهكذا كل علم .
ان حكام العراق هل عملوا بالقضايا السياسيه ضمن مناهجها وقواعدها المترتبه لها علميا لينجحوا في التخطيط السياسي وتنجح العمليه السياسيه التي صارت عقده عند السياسيين وكل ما في الامر هو توافقهم اولا ثانيا وضع القواعد السياسيه المترتبه عليها .
ان حكام العراق اضلّوا الطريق من اول خطوه بدؤوها وتخبطوا تخبطا عشوائيا لان العمل ليس من اختصاصهم ولم يدرسوه في المدارس المختصه بهذه الشؤون فتاهوا في العمل ولم ينتبهوا الى حالهم وحال وطنهم ومواطنهم لانهم كابروا وتكبروا ولم يعطوا فرصه لغيرهم من ذوي الاختصاص المهني التكنوقراطي حتى لو كانوا من المستشارين من ذوي الاختصاص كل في مهنته السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري .
ان الحكومه المنتخبه بعد تسع سنوات عجاف حكموا البلاد ولم يكتشفوا منابع الارهاب والمجرمين ليقدموهم للمحاكمه الدوليه مهما كان شأنهم ونفوذهم .ان المجرم يجب ان يمسكوا به ولا بد من ان ينال جزاءه العادل لينقذوا شعبهم من هذه الجرائم المتواصله التي فتكت بالشعب ودمرته ودمرت ارضه ووطنه . ان الشعب العراقي كله غاضب من حكومته واعضاء برلمانه الذين آثروا مناصبهم الخدميه على المواطن ولم يقدموا له شيئا ملموسا امنيا او خدميا او اقتصاديا لانهم احكموا القبضه على الاموال والثروات وتفننوا في سرقتها ونهبها وسلبها دون خوف او ورع او حياء (ورأس الحكمه مخافة الله) فالذي يسرق ثروات الشعب وخيراته اما اعين الجميع وامام الله فأي حياء له هذا واي حكمه جليله يتحلى بها واي صفه اعتباريه يتمسك بها سوى الخيبه والخسران والذكر السيء له ولاقرانه ابد الدهر كما هو الذكر السيء لقارون صاحب الكنوز العظيمه .
نعم ان حكمتكم التي التزمتموها هي سرقة اموال المواطن وتخزينها وحفظها لكم انتم ايها الحكماء الحكوميين لتكون وبالا عليكم في الدنيا والآخرة والحكمه الاخرى التي التزمتموها هي ان تكشفوا وجوهكم البائسه امام الشاشات التلفزيونيه والاذاعه والاعلام والصحف لتضحكوا بسخريه وخداع ولا مبالات وتقولون بالفساد الاداري والارهاب وهو معلوم ومعروف من اين جاء ومن يغذّيه ومن يرفده ومن يسنده وتستطيعون القضاء على رؤوسه وقادته فلماذا هذا الخوف والقعود عن عملكم ومسؤولياتكم ؟؟؟وكذلك سوء الخدمات وتردي الاوضاع كلها وانعدامها !!, فأين علاجها وأين اصلاحها واين انقاذها من الانحطاط والتدهور والقتل والتفجيرات . حكومة بتسع سنوات والجريمه تنتشر كالجراد والسرقات تزداد والخوف محيط بالسكان الآمنين .
 

 

Share |