أرصفة ملونة..ولكن-عبدا لستار الاسماعيلي-الناصرية

Thu, 22 Mar 2012 الساعة : 12:52

بقدر ماتفرحنا حركة الأعمار الجارية في هذه المنطقة أو تلك،بقدر ماترسم في أذهاننا من صورة مشرقة لمستقبل مدننا،بقدر ماتثير فينا من امتنان  للجهات القائمة على تلك المشاريع ألا إننا نصاب بقدر ذلك الشعور بخيبة أمل عندما نكتشف حالات من عدم الدقة وانعدام التخطيط السليم أو تكرار أخطاء بالإمكان تجاوزها  عند دراسة أسباب حدوثها في المشاريع السابقة0
قد يبدو ماتقدم كلاما عاما يحتاج إلى إيضاح لكي نصل إلى المقصود0

دعونا نراجع ونتأمل في كفاءة الأرصفة الملونة والأموال التي أهدرت على شراء رزم طابوق(الانترلوك) المغشوش حيث نرى هذه الأرصفة بعد أشهر قليلة وقد تآكلت بسبب تفتت قطع ذلك الطابوق،ورغم ذلك فأن الخطأ يتكرر حيث نرى الرزم وقد احتلت جوانب الطرق تمهيدا لرصفها با لطابوق المغشوش 0 ولو أردنا أن نستطلع الأرصفة التي أنشأت قبل فترة وجيزة لوقفنا على واقع الحال0

نتساءل أين دور المهندس المقيم المرافق مع كل مشروع،وأين دور الفحص  المختبري الذي يجب أن تخضع له كافة المواد الداخلة في أعمال المشاريع،بل أين دور لجان الفحص والاستلام 0

دعونا ندقق في ظاهرة انتشار استخدام الطابوق الملون في إنشاء الأرصفة،حيث يتضح لمن يتابع الأمر بدقة أن نوعيات الوجبات في أول استخدام لها كانت بدرجة كفاءة جيدة ظهرت من خلال بعض المشاريع0 وبعد ذلك كانت الوجبات اللاحقة وجبات مغشوشة0الامر الذي يستدعي من المسؤولين اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستبعاد حالات الغش التجاري ومنع التعامل مع المقاولين الذين لم تثبت كفاءتهم 0

الاصباغ والالوان مظهرا خارجيا قد يخدعنا لفترة من الزمن لكنه بالتأكيد لن يصمد امام الحقيقة ،فلقد ابهرتنا هذه الارصفة في بداية ظهورها واعجبنا مظهر شوارعنا وهي تتزين بهذه الالوان،لكن ماان تفتت الانترلوك المغشوش اختلطت الالوان وصرنا لانميز بين الاصفر والاحمر0نقول ذلك بمرارة حقيقة،لان المامول من الجميع الاخلاص لهذا البلد من اجل ان ينهض ويلحق بركب البلدان المجاورة على الاقل0     

لايكون هناك بناء حقيقي ومتين مالم يسبقه اخلاص وحب لهذا البلد واهله،والمفروض في اصحاب الشركات والمقاولين اعطاء اولوية قصوى لدقة الانجاز والالتزام بما مطلوب من مواصفات متفق عليها،اما الاتجاه نحو تحقيق الارباح الطائلة على حساب كفاءة الانجاز فهذا مالا يرتضيه كل صاحب ضمير حي0

كم من الشوارع المنجز تبليطها حديثا شوهتها أعمال الحفريات بسبب عدم انجاز اعمال المجاري والاتصالات والكهرباء قبل التبليط ؟  الم تتكرر هذه الظاهرة ؟ كم من الاموال والوقت والجهد يمكن توفيره لو كان العمل متأنيا ومدروسا وفق تخطيط علمي من أصحاب الاختصاص 0الم يكن المفرض ان يكون هناك تنسيق بين الدوائر ذات العلاقة لغرض اعداد جدول زمني بمراحل الانجاز حسب متطلبات العمل، بينما الحال ان كل دائرة تنظر الى مايعنيها من الاعمال دون النظر الى ارتباط كامل المشروع المطلوب انجازه بالدوائر الاخرى والا كيف نفسر حفر التبليط بعد انجازه بفترة   لاجل نصب مجاري مثلا ؟هل يمكن ان يحدث ذلك لو كان هناك تنسيق وبرمجة عمل؟
 
أعود إلى القول بقدر ماتسرنا مشاريع الاعمار ألا إنها أحيانا تثير فينا الضجر والخيبة للأسباب المتقدمة0 نحتاج إلى تخطيط سليم ودقة في العمل  وقبل كل ذلك الاخلاص لمن اقيم لاجلهم ذلك العمل0     الموفق0

  

Share |