حليب الثور-عبدالستار الاسماعيلي-الناصرية

Tue, 20 Mar 2012 الساعة : 11:50

عندما استلمت عملي الجديد بعد تنسيبي لاحدى الدوائر، كانت هناك مجموعة من السياقات والضوابط لابد من مراعاتها والعمل بموجبها كأي دائرة من الدوائر0هذه  السياقات مفروضة بحكم القانون وماوضعت إلا لغاية اساسية هي تحقيق المصلحة العامة وحفظ الحقوق، والتجاوز عليها تجاوز على القانون الامر الذي يضع أي موظف في هذه الحالة تحت طائلة الحساب0  
في عملي الجديد واجهت مواقف محرجة بسبب تجاهل البعض  للسياقات والضوابط، هؤلاء ينظرون الى الامور من خلال العلاقات والمجاملات ،وعندما تشرح لاحدهم مامطلوب منه لاكمال معاملته اوتنفيذ طلبه يبادرك بطلب التساهل وشرح الظروف ،تعاود موضحا وتؤكد معتذرا فيعاود مؤكدا يلح في المسألة ويتوسل بالمجاملة ويذهب الوقت هدرا في جدل لاطائل منه ولاترى صاحبنا إلا خارجا من الدائرة ناقما ساخطا0

مشكلة القفز على السياقات مشكلة تواجه الموظفين في الدوائرالحكومية،لان الكثير من ذوي النفوذ والتأثير يجد نفسه غير مشمول بهذه السياقات وماعلى الموظف إلا ان يلبي الطلب باسرع وقت0بينما المفروض ان يزداد احترام القوانين كلما ازداد تقدم الانسان في السلم الوظيفي اوالموقع الاجتماعي لانه في هذه الحالة مطالب ان يكون  راعيا للقانون والنظام0

في عملي الجديد خسرت علاقتي ببعض الاصدقاء والمعارف،اعترف بذلك،هؤلاء يريدون لعلاقتي بهم ان تأخذ حصة من السياقات،وان يكون لهم ميزة على الاخرين0   

لاأدعي اني بلغت ذلك المستوى المثالي في التعامل مع متطلبات الوظيفة،وان كنت اتمنى ذلك،لكني في نفس الوقت احرص على ان اتجنب مخالفة القانون لانه يعرضني للمسا ءلة القانونية وعندها لاتجدي المجاملات والعلاقا ت نفعا0

تنطبق على الكثيرين حكاية ذلك القروي الذي بادر صديقه الذي كان يقود ثورا نحو المزرعة وطلب منه  ان يعطيه كف اوكفين حليب فقال له هذا ثور وليس بقرة،فرد عليه ياللأسف اتبخل على صديقك بكف حليب ؟
 بثقةاقول لكل موظف العلاقات تعود ولاخشية من فقدانها من اجل ان يكون القانون فاعلا في حياتنا0 والله الوفق

Share |