الشجرة الطيبة ... الناصرية -حسن علي خلف / الناصرية

Tue, 20 Mar 2012 الساعة : 10:30

بعد الهزائم المرة في معركة الشعيبة تغيرت القيادات العثمانية، حيث أنيطت قيادة الجيش العثماني في الجنوب بالعميد نور الدين إبراهيم بعد انتحار سليمان العسكري، وكذلك حصل تغيير في القيادات الإنكليزية فحل الجنرال (طاوزند) محل الجنرال (باريت)( ). وبدأت القوات البريطانية تشن هجماتها لاحتلال ما تبقى من مثلث الجنوب، مثل العمارة والناصرية وصولا إلى الكوت ثم احتلال العاصمة بغداد. ولغرض احتلال الناصرية سلمت القيادة إلى الجنرال (كورنج) قائد الفرقة 12 البريطانية الذي تقدم في 27/حزيران/1915م من منطقة القرنةمخترقا هور الحمار.
وبعد مقاومة عثمانية بسيطة وصلت القوة المهاجمة المؤلفة من لواء مشاة وسفن نهرية إلى سوق الشيوخ في 6/تموز/1915م. بدأ الجنرال كورنج بالقضاء على المواقع العثمانية في السديناوية وما جاورها ليلة 7/8/تموز. وقد أثرت شدة الحر على الجنود البريطانيين أيما تأثير. وعطل هجومهم على الناصرية وجعلهم يطلبون التعزيزات. وكانت القوات العثمانية المدافعة مؤلفة من 10 أفواج استطاعت ان تصد البريطانيين. ولكن بعد تفوق الأسلحة والقتال العنيف، وفقدان العثمانيين نصف قوتهم بين قتيل وجريح، تمكن الإنكليز من دخول الناصرية يوم 25/تموز/1915( ). وتمركزت هذه القوات في محلات وشوارع وحارات المدينة، وكانت قيادتها قد استقرت في سراي الحكومة، وبثت نقاط التفتيش والمراقبة للسابلة ومراقبة أحوال السكان ووضع النقاط في أبواب السور الأربعة للمدينة. وراحت تذيع البيانات التي تطمئن بها المواطنين وتحاول زرع الثقة بين صفوفهم.
ولكن قوات المنتفق دخلت في معركة مع الإنجليز في منطقة مجينينه التي لم تسقط إلا بالتفاف قامت به السفن البريطانية عبر الهور. وانسحبت القوات المشاركة في هذه المعركة بقيادة عجمي السعدون إلى الخميسية حيث أوكلت له مهمة السيطرة على الطرق الصحراوية. وقد لجا الإنجليز نتيجة لرفض مقاتلي الشعيبة والقوات التي يقودها عجمي، إلى تسليح بعض العشائر مثل البدور والظفير والحسنيات والغزي. ليتمكنوا من إيجاد حالة احتراب بين أهل المنتفق أنفسهم. وعلى العموم ظلت حركة المقاومة مشتغلة الاوار، يقود لواءها عجمي باشا وخيون العبيد وال ازيرج وخفاجة وال ابراهيم والبوصالح . مما نتج عن ذلك منع الإنجليز من المرور إلى الكوت وحدوث ملحمتي باهيزة والبطنجة. اما فيما يخص تلك التسميه المشينه التي حاول ادلاء الخيانه ان يلسقوها بمدينتنا الباسله ( الشجرة الخبيثة ) ومعلوم ان الادلاء الذين يرافقون الانكليز هم من الذين اشتريت ذممهم عندما كانت المخابرات الانكليزية تجوب العراق بحثا عن موطئ قدم او حليف او موالي ولم يستجب لهم كأدلاء وحلفاء الا بعض من سكان شمال العراق ومن غير الطائفة الاسلامية . فلما عبر الانكليز من المنطقة المقابلة ( لال بو عظم ) من فرط المقاومة التي تصدت لهم في هذا الجانب من النهر سلكوا الطريق المحاذي للنهر في صوب الشامية وحاولوا العبور من الجسر الذي تحمله ( المهيلات ) والذي يقع مقابل فندق الجنوب اليوم . وكانت هذه المنطقة بستان لاحد الملاكين في الناصرية وفيه اكمة من الاشجار كمن فيها المدافعون عن ذي قار . وبما ان المهاجم الانكليزي الذي يحاول العبور من الجسر مكشوفا ، فقد اوقع المجاهدون من اهل الناصرية خسائر كبيرة في القوات الانكليزية التي تحاول العبور . مما جعل راصدهم العسكري ان يشخص النيران التي تنطلق من الصوب الثاني من النهر ، فوجدها تنطلق من تلك الاشجار . فقال الدليل الخائن عليكم بتلك الشجرة الخبيثة فاقتلعوها . وهكذا وجهوا مدفعيتهم وهاوناتهم على تلك الاشجار وفرقوا جمع المدافعين عن الناصرية الباسلة . كان ذلك سنة 1915 . ولكن ستضل الناصرية طيبة باسلة شجاعة مضيافة سخية باهلها وناسها رغم انف ادلاء الخيانة الذين سيكون مصيرهم بأذن الله الرجم على مر الزمان الى جانب ابي رغال الخائن والذي يرجمه حجاج بيت الله في كل موسم الى ان تصيح الساعة .
 

 

 

Share |