صناعة الالمنيوم بين الحاجة والتخلف- أبو فاطمة الهلالي\ذي قار
Tue, 20 Mar 2012 الساعة : 10:22

تسير صناعة المنيوم باتجاه مثير جدا للمتابعين في مجال الاقتصاد من ناحية حاجة الاسواق المحلية لها وخصوصا تلك التي تدخل في مجال (البناء والديكورات والاثاث والتغليف والطاقة) لمساهمته الإيجابية في الحياة العصرية حيث تساعد تلك المنتجات في تحقيق فعالية تشغيلية بعدد من القطاعات مثل الطيران والطرق والنقل البحري والأغذية والأدوية والتغليف والإنشاءات والإلكترونيات والنقل الكهربائي للطاقة وهياكل السيارات والحاويات وسواها من التطبيقات الأخرى في مجال البناء والتشييد، ويمكن أن تطلى أو تلون هذه المقاطع بألوان متنوعة، ونظراً لتميز مقاطع الألمنيوم بالصلابة وخفة الوزن فإن تطبيقات ومجالات استخدامها في تطور مستمر، وذلك يضفي بعداً ايجابياً على مشاريع أو خطوط انتاج مقاطع الألمنيوم ويرجع السبب للميزات المفضلة التي يمتلكها هذا المعدن وعلى نطاق واسع في مجال تصنيع الأبواب والنوافذ والديكورات.،ويمتاز السوق العراقية حاليا بفرصة ذهبية في مجال الاستهلاك لهذا المعدن عكس السوق العالمي الذي يعاني من ازمة الركود الاقتصادي فيما تشهد اسواقنا ازدهارا كبيرا يجعلها لا تتأثر بهذا الركود ويرجع السبب الى ان السنيين التي سبقت العام 2003 شهدت تخلفا في كافة مجالات الحياة ومنها الاقتصادية ومنها صناعة الالمنيوم كما ان ضعف الحالة المادية والقدرة الشرائية ادت الى تراجعا في حركة البناءو تخلت اغلبية العوائل العراقية عن اثاثها وممتلكاتها من اجل توفير لقمة العيش وبعد 2003 شهدت الاسواق العراقية اقبالا كبير لسد هذا الفراغ للعديد من الاحتياجات ومثال ذلك السلع الكهربائية التي تشهد السوق اقبالا متزايدا عليها و اسواق السيارات وبنفس المنوال تشهد صناعة الالمنيوم نفس الازدهار الذي سجل في السنوات الاخيرة خصوصا ويرجع السبب الى حركة الاعمار والبناء ودخول الديكورات والاثاث بالطابع الجديد الذي يعتمد على هذا المعدن وتطور الصناعات الغذائية
وبذلك حقق السوق العراقي تتناساً عكسيا مع السوق العالمي يمنح فيها الصناعة الوطنية مساحة واسعة بالاضافة الى المساحة التي تمنحها فرض قيود الحصار الاقتصادي على دول الجوار وما يوفره لها قانون حماية المنتج من مجال اكبر
الا ان السؤال هنا هل صناعتنا الوطنية وخلال عمليات التاهيل والتطوير والتخصيصات المالية للخطة الاستثمارية استطاعت ان تضع قدما مميزة في مواكبة التطور و سد هذا الاحتياج
بعيدا عن المجاملات ومكاشفة للحقيقة الجواب كلا بل تشهد صناعة الالمنيوم الوطنية تخلفا كبيرا لايتناسب والواقع الفعلي للتحدي والحاجة بل تشهد تدهورفي صناعة الألومنيوم مع اشتداد المنافسة عالمياً وعربياً وتراجع حجم الإنتاج المحلي، فهي، لم تتطور بنفس مستوى التطور الذي حصل في قطاع البناء والمقاولات والتغليف والاثاث والذي قاد الى زيادة الطلب على مقاطع الألمنيوم وبدرجات كبيرة،
ففي الوقت الذي يتم طرح الجيل الرابع من انتاج الألمنيوم(ذو النوعيات والألوان المختلفة)وذات المواصفات العالية من عزل للحرارة والصوت ومقاومة للظروف البيئية والمناخية نجدصناعة الالمنيوم الوطنية لا تزال تراوح في انتاجها التقليدي(الفضي) الذي تثار حول جودته الكثير من الاسئلة من(تلميع وتلوين ) وعدم حصولها على شهادة الجودة الى الان بل وانواعه التي لا تلبي احتياج السوق وتسجل ذلك مقدار العقود والمبيعات المنشورة والمسجلة لهذا المنتوج مما دفع الى الاعتماد على ما يتم استيراده من الاسواق الاخرى لتلبية تلك الاحتياجات بالاضافة الى مقارنة انتاجنا الوطني وبين عدد كبير من الدول العربية التى دخلت هذا المجال حديثاً، وبعضها لديها مصانع ينتج فوق المليون طن سنويا يظهر حجم المنافسة الضخمة التى تواجهنا مما يدفع لسؤال اكبر عن السبب ؟؟وهي التي تمدها النتخصيصات بقوة اكبر من التي يمتلكها القطاع الخاص ؟؟؟؟؟؟؟لماذا لم نشهد استحداث خطوط جديدة ذو انتاج جديد وبقينا نصر على اصلاح ما هرم من خطوط قديمة واصبحت معاملنا مهددة بانتهاء عمرها الافتراضى إن آجلا أو عاجلا وفى غضون السنوات القليلة، وهو ما يحتم وضع استثمارات ضخمة لإنقاذ هذه الصناعة الثقيلة.هل هي غياب الرؤى المبدعة والقادرة على وضع الاستراتيجية الصالحة للنهوض بهذا الواقع المتخلف مما يدعوا الى المطالبة بضرورة إلحاق المسؤولين الإداريين للمؤسسات الصناعية بدورات تدريبية خاصة بالإدارة الصناعية وإدارة المشاريع الصناعية، ام هو الروتين ام ان اساس تخلف الصناعة الوطنية وترهلها هو تكاسلها نتيجة اعتمادها على الدعم الحكومي مما افقدها روح المنافسة وجعلها تعتمد المسيرة الروتينية وجعلها تلعق هذا التخلف على مجموعة شعارات ومطالب ابتزازية كقانون حماية المنتج او الضريبة وبالمقابل تتدعي انها تمتلك منتجات ذات مواصفات قياسية ولكنها عند تنافسها مع المنتجات المستوردة ذات المواصفات القياسية تخسر الرهان لتكون مصادقا للمثل القائل(أرادوا أن يضعوا نعلا للخيول فجاءت الخنفساء رافعة رجلها؟؟؟) .
أبو فاطمة الهلالي
أعلام اقتصادي
العراق \ذي قار
صور منتجات مستوردة


