يوم الشهيد والشهاده والمقابر الجماعيه الخالد !!-عبدالامير الخرسان- فنلنده
Mon, 19 Mar 2012 الساعة : 12:24

انه يوم على التاريخ عظيم وعلى الله ورسوله اعظم , كريم بتضحياته كبير بعطائه متسامي بروحه .
في هذا اليوم المحزن والمؤلم لقلوب المؤمنين والمنصفين بل والبشرية جميعا انه اليوم الذي احزن رسول الله واهل بيته الطاهرين واغضب الله في عرشه عندما امتدت يد الطغيان والجور لتغتال شعب بكامله وتدمر ارقى حضاره عرفها التاريخ وتقتل معها كل القيم الانسانيه والمثل الخلقية العليا وتطمس معالم الدين الحنيف وروح الاعراف الاجتماعيه النبيله ولم تبق ولم تذر من قوانين الله وسننه المقدسه وامتدت يد الجور والطغيان لتحطم البنيه التحتيه لهذا الوطن الخالد بتراثه وحضارته وثقافته وشعبه الاصيل الذي حمل جراحاته ومعاناته سنين طويله ولا زال جريحا عليلا من أثر الماضي وكدر الايام والبغي والظلم عليه .
احبتي ان هذا اليوم هو يوم الشهيد والشهاده الخالد يوم التضحيه الجماعيه الكبرى يوم التحرير والسياده يوم الاستقلال والحريه يوم الوقوف والتحدي بشموخ وشجاعه وبساله منقطعة النظير بوجه الطغاة والمتسلطين .
لقد هزمهم الشعب واسّرهم في مثل هذا اليوم الباسل متسترين في رداء النساء وخابت آمالهم وضل سعيهم وانقطع من الدنيا املهم لكن يدا اخرى خفيه امتدت من خلف الاسوار لهؤلاء الثوار والشعب الجبار لتدك قلاعهم وتفرق جمعهم بالصواريخ والاسلحه الكيمياويه والنوويه المدمره لتقتل شعبا كاملا طالب بحريته وانتزعها ممن صادرها انتزاعا فيا اهلا بالشهادة والتضحيات ومرحبا ان كانت هكذا عظيمه بحجم الوطن الكبير والشعب العظيم الاعزل من السلاح والمتسلح بقوة الايمان .
لقد غزا العالم الاسلامي دول الاستكبار بالجيوش الجراره والآليات المدرعه والمتطوره والسلاح النووي الفتاك ليقتل شعبا كاملا بل شعوب وقبائل كل الدول العربيه والاسلاميه وبكل اسف اقول استطاع الاستعمار الغازي ان يفرق وحدتنا ويمزق كياننا ويقتل رجالنا ليس لاننا عزّل من السلاح ولكن مبدأ المنافقين واصحاب النفوس الضعيفه الذين يلهثون وراء الماده والتسلط بغير الحق ممن يقتل اخاه بثمن بخس ويبيعه بثمن ادنى ولا يتورع او يخاف من الله ومن نقمته ونقمة التاريخ والانسانيه ليسوّد وجهه امام الملأ كلّه .
لقد كان ذلك القاتل والسفاك لشعب تسلّط عليه ووطن طغى فيه هو ذلك المجرم بحق الشعب العراقي والشعوب الجاره صدام المقبور وحزبه الظالم واذنابه المجرمين لعنهم الله جميعا وحشرهم مع الشياطين في اسفل درك من الجحيم , آمين رب العالمين .
ان هذا اليوم هو يوم الشهيد والشهاده والمقابر الجماعيه التي طمست اسوارها ودرست قبورها وبقيت آثارها ومنهجيتها ومعانيها الساميه في قلوب ابنائها وشعبها الذي احبها وعشقها وتغنى بها فلم ينساها ليل او نهار باقيه ببقاء الانسان وخالده بخلود الدهر كيف وهي تعيش في حاضرنا ومستقبلنا وهي عبرتنا واعتبارنا وهي انسانيتنا وعراقيتنا وجهادنا وعزنا وطريقنا المستقيم الذي لازلنا سالكيه ومتمسكين به لانه طريق النجاة والبناء والتحرير والخلاص طريق السعاده والاطمئنان والرفاه .
ان يوم الشهيد والشهاده مدرسه ربانيه كبرى وجامعه رساليه عظمى تخرج منها اجيال المستقبل واجيال الحريه والكرامه واجيال البناء والتحرير لقد انجبت لنا هذه الجامعه المثاليه اساتذة الاجيال ومعلموا البشريه ورعاتها وانشاء جيل حضاري عصري يفهم رسالته ويعي دوره في الحياة الانسانيه الحرة الكريمه ويرفض كل اشكال التبعيه والعبوديه لغير الله سبحانه وتعالى .
ان يوم الشهيد ارسى دعائم الوحده الوطنيه والنظام الدستوري والعداله في الحياة ورسّخ مبدأ التعاون والتكافل والتراحم والمحبه والالفه ليسود الجتمع ويبني كيانه ويجمع شمله ويدفع به نحو الفضيله والكمال والسعاده .
ان يوم الشهيد والشهاده يوم الاسلام والالتزام في التنظير والتطبيق لانه كيوم عاشوراء الخالد في نهجه وجهاده وعطائه انه يوم انتصار الدم على السيف .
لقد غزانا الاستعمار بكل ثقله وجيوشه وسلاحه لاحتلال وطننا العربي بصوره عامه واحتلال وطننا وعراقنا بصورة خاصه ليجعله طعمة سائغه له وسوق تجاريه لبضائعه وموضعا امينا لسرقاته واعتدائه واغتصابه لثرواتنا وخيراتنا ولكن الشعب الابي ابى ذلك فهب عزيزا كريما لا يبالي بالموت ليدحر الغزاة والمحتلين واعوانهم الظالمين فبذل نفسه رخيصة في سبيل كرامة الوطن وعزته وسيادته واستقلاله , ونحن في هذا اليوم الذي اقرح جفوننا واحزن قلوبنا وارّق نفوسنا واسهرنا ليلنا اذ نشيد بهذه التضحيات ونثمّن هذه الدماء الزكيه الطاهره ونقف لها وقفة اجلال واكبار وتعظيم وخلود لنذكرها بالدموع والاسى لنذكرها بالكلمه الطيبه لنذكرها ونرتقي بها وترتقي بنا وبعطائنا وبذل كل جهودنا لبناء الوطن بناءا سليما من كل اشكال الطائفيه والعرقيه والاثنيه والحزبيه .
لنستغل هذه الوقفه الاليمه لنحرك بها ضمائرنا ونفوسنا وعقولنا ونقف صفا واحدا بوجه الظلم والاستبداد والدكتاتوريه ولم ولن نسمح بعودتها مطلقا ونحارب كل اشكال الظلم والظالمين ونقضي على الارهاب ومن التزمه وخطط له ومن دعمه ورفده لنرميهم في انقاض التاريخ ليخزيهم الله في الدنيا ويعذبهم في الآخره .
ان هذا اليوم العظيم كان كبيرا بتضحياته متجليا بدمائه معطاءا بشهدائه الذين بذلوا مهجهم في طريق الخير والاصلاح والمعروف لنكن نحن ايضا كبارا بعطائنا عظماءا بتضحياتنا سعداء بشهادتنا لنقدم كما قدموا ونزرع ثمار الحريه والعداله والرفاه والتقدم في طريق الشعب كما زرعوا .
والله ولي التوفيق .
18 مارس 2012