ديمقراطية العربان-صالح الزيدي -الناصرية

Sun, 18 Mar 2012 الساعة : 12:00

تتظاهر الأنظمة الدكتاتورية العربية بالوقوف مع ربيع الشعوب العربي مخفية وراء صيحاتها المشبوهة مواقف  تكاد تكون مكشوفة من حيث الازدواجية في التعاطي مع الثورات0
ولا شك إن المتابع إلى الآلة الإعلامية  العربية الضخمة في توجهها بدعم ثورات الشعوب العربية والإسلامية يجعل  الدافع المحرك لدعمها الشعوب او دعم الحكام غير مفهوم المعالم لوجود انتقائية غير مبنية الا على ثلاثة خيارات  (المصالح وفرض الأجندات العالمية وخيار الطائفية) ولو أخذنا  الجانب النفعي افتراضا هو الذي يحدو بها إلى دعم تلك الثورات والوقوف في صف الجماهير نرى انه لايجر سوى الكساد والخراب على نلك الدول والجوار الاقليمي، ولا الوقوف  مع الحكام بوجه الجماهير يبرر ذلك أيضا من الجانب النفعي ، بل ويورث كراهة الشعوب الابدية لوضعها المعرقلات بوجه تطلعات الشعوب المشروعة بنيل الحقوق والخلاص من حكام السوء ، ولابد ان الخشية من تعميم التجربة ولئلا تسري عدوى الانتفاضات لتطيح بعروش تستمد وجودها من التسلط والاستبداد ، أو الانصياع للأجندات الإقليمية والعالمية وفرض  الإرادات (الامبريالية ) على الدول المرتبطة بها  لتغيير ملامح المنطقة لكي تنسجم مع الرؤية المستقبلية المنشودة خدمة للمصالح الصهيونية وتكريس القطبية الواحدة يبقى امر غير مستبعد0
أو إن تعاطيا طائفيا  كان يحاك ليلا بات يعلن في وضح النهار لتترجم هذه المواقف العلنية السمجة على الأرض دماء وخراب وفوضى عبر أشكال الدعم ( مالي، سياسي ،عسكري وإعلامي ) ضد تطلعات الشعوب المنتفضة مثلما يحدث مع شعب البحرين وهي تمثل الأغلبية الساحقة للشعب هناك !! واذا أدرنا النظر إلى مشهد آخر يجري في سوريا والمواقف الداعمة على كافة المستويات  للعصابات التي لاتمثل إرادة الشعب مطلقا مجانا وبعيدا عن التعاطي النفعي والديمقراطي من قبل حكام لا يملكون أدنى مراتب الديمقراطية لشعوبهم وبلدانهم  نجد غرابة بين الموقفين!!؟ ففاقد الشيء لايعطيه بطبيعة الحال0  
ألا  تستدعي مواقف الخليجيين القمعية من انتفاضة الشعب البحريني التي وصلت صرخاتها إلى كل ذي لب من الممارسات الجائرة والتدخل العسكري بقوة عسكرية كان يعتقد أنها معدة للدفاع عن الشعوب والأوطان وليس ضدها واستباحة حمى الأوطان خدمة للملوكية والرجعية!! ؟
أين هؤلاء من انتفاضة شعب العراق عام 1991 يوم خرج سكان 14محافظة عراقية بقضها وقضيضها وأسقطت اعتى منظومة قمعيه دكتاتوريه عرفها التاريخ الإسلامي والعربي يوم كانت قواتهم وقوات حلفائهم الغربيين والأمريكيين على مشارف بغداد حين تناهوا فيما بينهم عن الإقدام على إسقاط  نظام صدام لئلا يحكم الشعب نفسه بنفسه خوفا من القادم الجديد  وما حدث وقتئذ يحدث اليوم في البحرين 0
ولا شك أن الأسباب ليست بخفية فهي  الطائفية والنفاق الملازم (للعربان) على مدى التاريخ بفتاواهم التكفيرية واستباحة الدم المسلم وأعلامهم المضلل الذي لم ولن يحجب الشمس من ان تنشر أشعتها على زوايا  واخبية استوطنتها نفوسهم المظلمة0
ألا يستحي القائمون على المؤسسات الإعلامية كقنوات( الجزيرة والعربية ) التي تدعي المهنية والحيادية من الكذب والتدليس وصب الزيت على النار ونشر الفتن خدمة لأهداف مشبوهة0
أين ديمقراطية مالكي رقابكم  لكي تنادوا بإحلالها في شعوب أخرى ليست شعوبكم أحسن منها حالا ؟؟وليعلم هؤلاء إن التاريخ لن يتوقف عند أمانيهم وستأتي اللحظة التي لايرجمهم بها احد (ولات حين مندم)0

Share |