صامت مدينة الفهود وافطرت على مرسى-صلاح بصيص-بغداد
Sun, 18 Mar 2012 الساعة : 11:22

الفهود مدينة مختنقة رغم مساحاتها الشاسعة ومياهها واشجارها التي يصعب عليك ايجاد بيت او قطعة ارض تخلو فيها من منطقة خضراء، وهي مختنقة لانها لم تعتق للان من سجن السياسات المتهورة والأنظمة المستبدة التي جثمت طويلا بلا رحمة على صدر هذه المدينة الحالمة...
زرت هذه المدينة الحالمة برفقة زملاء واصدقاء لأرى المرسى الذي شيد على مساحة واسعة من ارض الفهود، والذي بلغت كلفته 11 مليار دينار، مبلغ يستحق الوقوف والتأمل خصوصا بعد ان تلحظ الاهمال الكبير من تكسير الارصفة والزجاج المتناثر فالمكان لا يدل على انه يستحق كل هذا المبلغ، والأدهى من ذلك ان الشركة المنفذة استحصلت على موافقات نهائية بتسليم المرسى على رواية بعض اهالي الفهود... المبنى يحتوي على قاعة للاجتماعات ومطبخ ومحال لا تتعدى العشرة كما هو واضح من الصور ادناه، وبعض الشوارع والارصفة، وبعيدا عن مناقشة حاجة المنطقة لهذا المرسى فلا سفن ترسوا ولا بواخر عدا (الجاموس) الذي يحيط بالمكان ليخضعه الى تحدي البقاء والاستمرار، ويبدو ان الجاموس قريبا من اذلال قلاع المرسى، ليبدد المليارات ويبشر بغزو جاموسي كبير...
ان الشعور بحاجة الفهود الى تفعيل معالمها السياحية وخصوصيتها لا يحتاج الى تكلف، فبمجرد مرورك بالفهود تغيب عن ناظريك اثار أي معلم من تلك المعالم رغم الطبيعة المنتشية التي تفتح ذراعيها للاستثمار والبناء المفقودين، وكأن هذه المنطقة ابا اصحاب القرار في هذا البلد إلا استمرارها ضمن السياسات المرسومة لها من قبل الأنظمة المستبدة الحاكمة، ويبدو ان جهاد ابناءها في مقارعة الطغاة كان خبزا أُكل على موائد الغير، فالتاريخ يشهد ان جهاد ابناء المناطق الفقيرة والنائية ومنها الفهود، يأكله ابناء العاصمة والمدن الكبيرة، فالحاجة كبيرة واقل ما تحتاجه هذه المدينة هو المرسى.
أما اذا اردنا ان نحول هذا المرسى الى منتجع ترفيهي وكازينوهات وحدائق يرتادها الشباب والعوائل، ويستفاد منها اهالي الفهود فلانه الوحيد في هذه المنطقة ولانها 11 مليار دينار يجب ان يكون بمستوى الطموح ويجب ان تتخلله مناطق خضراء واشجار واماكن لتسلية الاطفال ومدينة العاب، لم نرى سوى شوارع مرقعة وارصفة متكسرة ومظلات محطمة و(الشيش) يخترق الجدران والابواب مربوطة بسلاسل وزجاج مكسر، وللمتابع الحكم بعد ان يشاهد الصور، هل يستحق هذا المشروع هذا المبلغ وهل ستستفيد المنطقة من هذا المرسى...الحكم متروك لكم.
أقول المرسى لا يملك المواصفات الفنية العالية، وبحاجة الى الكثير من الترميم والتعديل، وان كانت الحكومة المحلية وافقت فعلا للشركة المنفذة وتسلمت المشروع فهو خلل كبير، وعليها – اي الحكومة المحلية – ان تقوم بزيارة ميدانية الى المرسى وتشاهد عن قرب حجم الخراب والمناطق المتضررة بسهولة، فبرغم ان المياه تحيط بالمكان الا ان المناطق الخضراء معدومة، ولا يوجد اطلاقا اي نوع من انواع الترفيه وهذا المبلغ الكبير كان الاحرى ان يوجه الى مشاريع تخدم ابناء الفهود افضل بكثير من بناء المرسى.
[email protected]