اللُعبّة القَذِرة بين المُتَورِّطينَ و المُورَّطين-ابو تبارك الناصري \ الناصرية
Sun, 18 Mar 2012 الساعة : 10:12

متَورّطونَ أم مُورّطون
في تحليل التصريحات السابقة للرئيس جلال الطالبان قبل سفره الأخير إلى أمريكا وحينها قال (( إن كردستان تَورّطت بملف طارق الهاشمي )) و (( قضية طارق الهاشمي تسبب حرج للإقليم )) كنا قد وضعنا تصريحاته بمواضع لا تعدو كونها ثلاث
1- رسالة لجبر الخواطر بينه وبين رئيس الوزراء نوري المالكي ورتق الفتق و الخلاف غير المعلن بين الرئاستين لا سيما القمة العربية على الأبواب
2- رسالة لتلميع صورة مآم جلال أمام شعب وسط وجنوب العراق بعد الحملة التي خدشت صفاء هذه الصورة والتي قادها ضده النائب حسين الأسدي
3- رسالة للهاشمي نفسه عساه يشعر بالحرج الذي يُسببه للإقليم (يحس )
يبدو أن ضعف اللياقة البدنية بسبب ضخامة الرئيس ومرضه الأخير أدى إلى مُفاقمة عدم إتقان الريس لأزمنة اللغة واللهجة كذلك , فكانت تسديدته للكرة من جنب القائم بعيدة عن الهدف وذلك لأنه استخدم الفعل المضارع للتَورط , ليُعلن مراقب الخط ضربة مرمى لصالح المالكي الذي ما تريث في إعادة تصويب الكرة على مرمى الإقليم مطالب الأكراد بتسليم طارق الهاشمي , ومعترضاً على عدم رفع راية التسلل بوجه الهاشمي من قبل مراقب الخط حين أعاد رمي الكرة على شباك الحكومة بأنه لن يسلم نفسه ,
الحقيقة الهاشمي تلقى الكرة عند ارتدادها باحد مدافعي فريق المالكي فلا أضنه كان في وضع تسلل إلى إقليم كردستان , وسدد كرته باتجاه شباك المالكي (( بانه لن يسلم نفسه , ويجدد طلب نقل المحكمة , وسيغادر البلاد متى شاء ويعود متى شاء ))
وبمهارات قومجية فردية يَنتَزع كرة اللعبة القذرة لعبة التراشق بالاتهامات من خلفيات قومية و طائفية وحزبية ونفعية ضيقة , ليعود بها رئيس الإقليم مسعود البر زاني بهجمة مرتدة متدارك الخطاء الذي ارتكبه ضخامة الرئيس فأعاد تصويب الكرة بالفعل المَبني للمَجهول وصرح
(( بأن كردستان مُورّطة بقضية طارق الهاشمي ولن تسلمه )) و(( إذا أراد طارق الهاشمي الخروج من العراق سيخرج بصفته الرسمية وبصورة علنية ))
حقيقة هذه الهجمة خطيرة جدا على مرمى المالكي لكونها مرتدة ومراقب الخط لم يرفع راية التسلل وان البر زاني قد احكمها بتجاوز الخطاء السابق في تقدير زمن فعل التورط , لا تزال هذه اللعبة القذرة والممزوجة بهتافات المشجعين الطائفيين أو الحزبيين أو المصلحيّن هي سيدة الموقف والمسيطرة على المشاعر الانفعالية لجماهير المشجعين لكل فريق متنافس بطريقة غير شرعية ,
وفي استراحة ما بين الشوطين , في الاستديو التحليلي يتم عرض جميع الهجمات الخطرة والفرص الضائعة بالتصوير البطيء , وكذا بعض كواليس لمعسكرات تدريب كل الفرق المشاركة , فليم يعد شيء مخفي على المتابع للمباراة خلف الشاشة , فالإخراج السيئ لمشهد هروب الهاشمي في الأوفر تآيم حيث أخر خمس دقائق من احد أشوط من المباراة يقوم الحكم الرابع مطار بغداد الدولي بمنح الوقت الإضافي الكافي لعملية الهروب(هذا الفلم الهندي ألما مترجم , لا يمكن التنبؤ بإحداثه ونهايته فقد يكون الهاشمي جالس في الخضراء ) ليأتي في هذا الأوفر تآيم الهدف الذهبي في مرمى جميع من لا يؤمن بنظرية المؤامرة , فالمشهد بالتصوير البطيء ان تم القبض على مرافقي وحماية الهاشمي ليسمح له بالخروج فيُشهر حكم المباراة إنذاره الأحمر بعد أن غادر الهاشمي ملعب المباراة ,,
كما فعلها سابقا مع جميع الهاربين عبر مطار بغداد ومنهم الدايني , مشعان , والد ليمي , والضاري , والشعلان والقائمة تطول ....
هذه اللعبة التي تعددت أشواطها ولم نسمع صفارة نهايتها , يزداد حماس الجماهير البور سعّيد يّة , وقد يحدث في أي لحظة أن تغادر المدرجات و تنزل إلى ساحة الملعب معلنة نهايتها أو تأجيلها في مشهد بور سعيدي , ولكن بنكهة عراقية , فقد سَئَمَت الانتظار لركلات الترجيح التي قد يصار إليها لإنهاء المباراة بعد الأشواط المتتالية من فنون الكذب الضحك على الذقون , وحينها سيحدث ما لا يحمد عقباه !!
الحقيقة إني ((لا طاكَهة ولا راكض وراهة ولا اندل الولف وين))
لكن الجماهير ملت هذه الأنانية بإظهار المهارات القومية والطائفية والحزبية الضيقة من قبل اللعّيبة دون حسم المباراة , فلا زال التعادل الطائفي المقيت هو سيد الموقف ,,
لقد مَلّت هذه الجماهير جميع لغة الكذب والنفاق والركض وراء المصالح الضيقة , وقد خَبِرَت هذه اللغة المدبلجة بالكذب والنفاق و وبزعت أيضا من تكرار هذه اللغة في مشاهد مسلسلاتهم المبدبلجة إلا متناهية الحلقات وأخرها حلقة المصفحات التي صوتم لها , ليخرج علينا اغلب الأعضاء بتصريحات يتملصون بها من تصويتهم ,, انا احيي الشجعان الذين خرجوا وقالوا نعم نحتاج المصفحات !!
لأنهم صدقوا شعبهم , ولم يلعبوا معه لعبة النفاق السياسي , يا سادتي خذوا المصفحات وتمتعوا بالامتيازات واسرقوا ما شئتم من الأموال ولكن أوقفوا مآكنة أنتاج الأرامل واليتامى , فوالله لقد بارت السلعة وفسدت و أفسدت الأسواق , ولا طاقة لمنظمات راعية الأيتام العالمية والوطنية مجتمعة بإعالة هذه الجيوش من الأرامل والأيتام , يا سادة السياسة قسموا الكيكة كما شئتم بينكم فلا شهية لنا بالأكل معكم , يكفينا لعق جراحنا , ولكن لا تمزجوها ( بكريمّة ) الدم العراقي , فوالله إن لهذا الدم طعم مُرّ ستذوقونه عاجلاً أم أجلا , كما ذاق طعم مراراته الذين سبقوكم ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين