ابراهيم عبد الحسن .. رحل وجميل الذكر خلده-صلاح غني الحصيني

Sat, 17 Mar 2012 الساعة : 14:41

الى صفحات القرطاس تتراى أشباح الأسى والأحزان ، وريشة القلم تضطرب لوعة وألما بين إطراف الأنامل ، وعلى مسرح الفكر ذكرى عهود ماضية تعرب عن حزن دفين ومصاب فادح ، والبيان يتحسر من هول الفاجعة ، واللسان يفقد القول الوافي جزعآ وهلعا ، وقلوب المحبين دامية تزخر بالأسف والدموع تجف بما فيها ، فالعاطفة استنزفت الدمعة الوطفاء والنفوس والهة ثاكلة تودعك – يا ابا ايات - إلى حيث نداء ربك .
.
نم في ضريحك طيب الخاطر ففي قرتي عينك وأبنائك ما يخفف لوعة المصاب .. لقد استرحت من هم هذه الدنيا الفانية وسفاف هذه الحياة التعسة وان كان الصعب عليك مفارقة هذا المدينة التي يضجر اهلها أسى ولوعة لفراقك ولكن إرادة الله فوق كل شي ..
نم قرير العين في مضجعك وقد رحلت عنا كما تحب أن ترحل فسلمت روحك الطاهرة راضية مرضية وجثمانك فوق امتن إخوانك واهلك ومحبيك وقد اجتمعت بحشدها صغارآ وكبار فقراء وأغنياء يذرفون الدموع تتكسر الحسرات بقلوبهم تردد – لا آلة ألا الله-

كنت تداعب الاوراق بأناملك البيضاء تجسد ذاكرة المدينة تسرد لجميع ذكريات الطفولة والكبر بنظرة عفوية إلا انها سهمآ منبثق في كبد السنين فاجتهدت بما حبة الناس ولم تحسن لعبة الموت لذا عجزة عن رده عنك .. لكن لا وألف لا فأنت حيآ لا تموت ، اذ كيف يسكت القلب وهو يخفق للحب ، وكيف يخرس المنطق وهو يزاول الحكمة وكيف تغمض العين وهي ترى بنور الحياة – بالأمس كنت وإياك تحت سماء الناصرية واعيان الصحافة والأعلام يحدقون بك وأنت تعاطيهم خمر الشمائل فيصدرون عنك ملأى النفوس بالأمل ، والأعين بالنور هاهم اليوم يقفون معزين لك فإذا بتلك الانفس يملأها اليأس ، وإذا بتلك الاعين تفيض بالدمع وهكذا كل مفارق عزيزة يتحول الامل فيه الى يأس ويستحيل معه النور الى الدمع ،
كنا نهزأ بالموت ونحن ننعم بالحياة ، فهل تهزأ بالحياة وأنت تنعم بالموت ، هل تسال الموت في غدك الراهن كيف حال النور ظلمة وتحول الجود الى حفنة تراب – أي ابا ايات – ما كنت احسب ان اغادرك امس بما تحب وتلقاني اليوم بما اكره ، إلا انها الايام تملأ القلب بالدمع والفم ضاحك وتحشد العين بالظلمة والعين مليئة بالنور ، كيف اعزي من ايقض الذكرى وانهض شخوص الناصرية من قبورهم وجعلهم بيننا ، كيف اعزي من حاكا شوارعها ومقاهيها وعصاتها ومجانينها ، كنت معتد بمعروفك وطيبة نفسك ، تعشق الضحكة وتحب المزاح تجامل الجميع دون تميز بين هذا وذاك ... فكنت ذاكرة المدينة

نم في فراشك الهادئ فقد قطعت ردحآ من الزمن بين الالم وحياة الضياع وحب القراءة وحب الانتماء حتى كنت رجل التناقضات الجميلة الممزوجة بين سوء الفهم وبين من اجهل حقيقتك الانسانية المعبره عن حسن النوايا بروعة نفس الانسان ، كنت قلق الفراش تأبى المضجع ذلك لان الظلمة في عالم الاحياء لم تروق لك فكنت نورآ ، فهل يعقل ان النور يختفي ..

بعد ساعات من تشيع الزميل ابراهيم عبد الحسن

Share |