المسالك الشيطانية والخيانة الزوجية-ابراهيم عفراوي-بغداد

Sat, 17 Mar 2012 الساعة : 11:33

يعتبر اللجؤ الى السحرة والمشعوذين من القضايا الاجتماعية الخطيرة التي تقتضي منا الا نمر عليها مرور الكرام , بل يجب ان نغور في اعماقها ونفكر بعمق وجدية فيما يجري خلف كواليسها المظلمة , لكي يتسنى لنا الوصول الى الكثير من الحقائق التي كنا غافلين عنها فيما يتعلق بتلك المؤامرات التي تحيكها تلك النفوس اللابشرية مع السحرة والعرافين والمنجمين وامثالهم ومقدار خطورتها على حياة وارواح افراد الاسرة والمحيطين حولها . ويجب علينا ان ندرس افعالهم تلك برعاية واهتمام بالغين ونعرضها على الكثير من المقاييس المعروفة والمتداولة فيما بيننا سواءا اكانت مقاييس اخلاقية او انسانية او دينية , لكي ندرك مقدار ماوصلت اليه تلك النفوس في افعالها الشريرة والخفية من تجاوزات مقصودة في اغلبها ليس على الدين والشرع بل على القيم والاعراف الاجتماعية السائدة والمتوارثة جيلا بعد جيل فضلا عن ذلك خروجها عن الطبيعة البشرية وماتتصف به الانسانية من صفات ومميزات اكرمها الله بها . وعذرا لبقية النساء اللواتي نكن لهن كل الاحترام والتقدير في نفوسنا وعقولنا وقلوبنا , اذ اننا تطرقنا واقتصرنا في موضوعنا هذا عليهن وذلك لاننا وجدنا بان الغالبية العظمى من بني الانسان وممن يلجا الى تلك الطرق الملتوية والمحرمة هن النساء , ولانقصد جميعهن بل فئات قليلة منهن وممن يمتلكن مميزات خاصة بهن هيأتهن فيما بعد لدخول هذا العالم المظلم والسير فيه والاطلاع عليه عن قرب . فلهذا السبب ارى بانه يجب علينا ان ننظر الى تلك القضية الاجتماعية والانسانية الخطيرة من زاوية اخرى الا وهي انه لو كانت تلك المراءة التي لجأت لتلك المسالك الشيطانية متزوجة , فياترى كم قيد من تلك القيود الاخلاقية والاجتماعية والشرعية التي نستند عليها في حياتنا الدنيوية كسرتها وتجاوزت عليها بفعالها هذا ؟
فتنة خبيثة وابتلاءا عظيم بدات خيوطه تحاك من وسوسة شيطانية في عقل امراءة انسية اتبعت خطواته بعد ان تجردت من ايمانها بالله وانكرت وجوديته وتخلت عن تربيتها واخلاقها وانسانيتها , سوف لن نقول بان تلك الافكار والطموحات والاحلام التي دارت في نفسها وعقلها بانها ناشئة عن محبة وشغف وولع بزوجها وخوفا عليه من ان يتزوج عليها وياتي بامراءة اخرى لتكون شريكة لها فيه وفي كل مايمتلكه , او غيرذلك من الحجج والاعذار التي تبرر مسالة لجوء المراءة الى مايسمى سحر المحبة وغير ذلك من اعمال السحر الاخرى , بل نقول بان تلك المراءة كانت من ذلك النوع الذي يسري السحر في روحها وفكرها ودمها وجعلته منذ الصغر قبلتها في الوصول الى ماترمي اليه وتبغيه , فهي ليست من النوع الذي يجهله وليس لديه معرفة باثاره اواللواتي خدعن وغرر بهن لسبب من الاسباب بل انها من النوع الذي يدرك بعمق مقدار مايسببه من تاثيرات وتغيرات على نفسية وعقول الاخرين وتصرفاتهم وسلوكياتهم والذي سوف تقطف ثمار نتائجه المضمونة بالنسبة لها فيما بعد . وهنا السؤال الذي يطرح نفسه , ياترى كيف استساغت نفسها وهانت عليها سمعتها وسمعة الاخرين واستغلت تلك العلاقة الالهية المقدسة التي تنبى من خلالها الاسر ومن بعدها المجتمعات وتخون الامانة والثقة المتبادلة فيما بينها وبين زوجها , لتذهب وتختلي بانسان اخر بعيد كل البعد عنها من ناحية العلاقة والنسب وصلة الرحم , فاحداهن تذهب اليه عن علم ومعرفة وادراك وليس عن جهل وعدم معرفة بعواقب تصرفها هذا , وتطلب منه سحرا يجعل زوجها المسكين يحبها ولايطيق فراقها وليصبح كالعبد المملوك بين يديها , فهذا الامر ان دل على شئ فانما يدل على انها غير جاهلة مطلقا وانها هي التي ارادت ان تسير حياتها وفق هذا الشكل مع مخلوق اخر غير مرئي دون زوجها , وبلاشك ان الساحر سيطلب منها اثر من اثاره يحمل رائحته او ماشاكل ذلك ليبني من خلاله خطته ولعبته السحرية في سلب عقل زوجها وارادته , فعملها هذا ايضا خيانة للامانة الزوجية ايضا , فكيف اذا وضعت تلك المراءة اللعينة السحر في طعامه وشرابه مما يدخل جوفه او في طيبه مما يلامس جسده و بدنه , ليكون فيما بعد سببا في مصيبة وابتلاء قد يؤدي بحياته وكما حصل هذا الامر مع احدى النساء التي اتفقت مع احد السحرة على عمل يجعل زوجها كالخاتم في اصبعها , ولكن ماذا كانت النتيجة ياترى , هذا ما نلمسه من خلال هذا نص المقتبس من الديار اون لاين : - ( عقيلة بدأت تأخذ الوصفات ومعظمها تدسّها في طعام زوجها الطيب، كانت متأكدة من أنها ستنال منه مالا وحرية.. كان الرجل يتعاطى السموم وهو لا يدري حتى أصيب في أمعائه ومعدته وفقد القدرة على الحركة والتركيز، بينما نالت هي حريتها وعجز الزوج المسكين عن استعادة عافيته تنقلت هي إلى خطوة أخرى بإقناعه على ضرورة زيارة المشعوذين وصارت تنقله "مُسلّما مكتفا" إلى الساحر فيعطي للمشعوذ المال وينال مقابل ذلك عقارات لا تزيده سوى ألما وينال الساحر من عرض زوجته، أي أنها دعارة مقلوبة أي أن الفاعل هو الذي يأخذ المال الوفير من زوج الفاعلة.. تطورت الأوضاع وتعقدت إلى أن حملت عقيلة ودخل زوجها في شبه غيبوبة.. كانت الأشهر تمر وحالتها تتدهور حتى توفي زوجها بعد صراع طويل مع المرض واكتشفت أنها هي من قتلته، والساحر الذي طلبت منه الحياة هو من أعطاها كأس الموت وكانت نهايتها توقيفها في محل للرذيلة لتضع مولودا غير شرعي في السجن من ساحر بالتأكيد لن يعترف بمولوده..) ثم ماذا يحدث بعد تلك الخطوات الشيطانية المتفق عليها والتي ادخلتها في دائرة المعصية والشرك بالله تعالى وهذا هو الحد الاول الذي ضربته عرض الحاط و تجاوزت عليه في فعلها هذا, ان ياتي شيطان او شياطين يدخلوا بيتها وفي جسد زوجها ليحققوا لها ماترمي اليه وتبغيه , فاي علاقة ستكون تلك التي بنتها تلك المراءة وبسلوكها طرقا تتعارض مع كل مبادئ العلاقة الزوجية وصفاتها السامية , فوالله الذي لااله الاهو انكم لاتدركون حقيقتهن وخطورة افعالهن وهن يعلمن علم اليقين مايحدث خلف جدار تلك الصورة التي تعرضت لتاثيرات ساحرها ذلك الشيطان الذي ارتبطت بها وعلى اتصال دائم به وتغدق عليه الهدايا والعطايا والاموال طيلة فترة ارتباطها به , الا وهي صورة الزوج الذي لم يتغير شكله وذلك لان السحر لايغير الاشكال والصور بل له تاثير على الروح والفكر والاحساس والادراك والشعور , فبعد مؤامرتها تلك ادخلت الشيطان وبعلمها ومعرفتها في جوف زوجها وبدنه ليبدا بتنفيذ المهمة الملقاة على عاتقه واطاعة اوامرها بعد ان نفذت لهم كل رغباتم واطاعتهم طاعة عمياء , فهو الذي يقوم بتزيين وتجميل صورتها وشكلها وتحبييها الى نفسه ويجعل قلبه وفكره طائعا لها ولما تريده وتطمح اليه , وكلما كان الزوج اكثر تركيزا ورغبة وولعا في زوجته كان اكثر ابتعادا عن الادراك الحقيقي النابع من العقل لما يدور حوله , اذ انه والحالة يسير وفق ماتعينه عليه حواسه التي تاثرت تاثيرا بليغا بسحرها . علما بان هذا الشيطان او الشياطين المكلفة سيكونون بمثابة الجواسيس والمراقبين المخفيين لتصرفات زوجها وسلوكياته اتجاهها فكلما شعروا ان هنالك تغييرا في نفسيته وفكره يهدد علاقتها ومصالحها قاموا بتصحيحه لينسجم وفق رغباتها واهوائها . وياترى هذا السحر الذي فعلته لزوجها هل له تاثير على علاقاته الاخرى كان تكون علاقاته بافراد اسرته السابقين ان كانت تلك المراءة زوجة ثانية وتشارك ضرتها بكل الحقوق المتعلقة بالبيت , وهل له تاثيرات اخرى على مسائل جوهرية تخص علاقة الرجل بزوجته السابقة وحقها الشرعي عليه في العدل والانصاف والمساواة بين الزوجات وغيرذلك مما حددته الشريعة فيما يخص حق الزوجة الاولى . وياترى ان تلك المراءة من سيقف الى جانبها في حالة اكتشاف امرها في قضية سحر كانت هي السبب المباشر في اضرار بليغة في انفس واجساد واموال وحياة افراد اخرين , وهي اضرار لايستهان بها فاقت كل التصورات ؟؟؟ بلاشك ان الذي سيقف في مواجهة تلك القضية واتهاماتها المستندة على ادلة هو زوجها وسيستخدم كل الوسائل الاجتماعية المتاحة امامه للدفاع عنها والمحافظة على سرها والساعي الاول والاخير لتحقيق مصالحها واهدافها والمحافظة عليها . هل ان الذي دافع عنها هو زوجها الحقيقي وبفكره وادراكه الطبيعي ام انه سحرها وشيطانها اللعين الذي جاءت به ليكون عونا لها وسندا لها في كل صغيرة وكبيرة ؟ والسؤال المطروح هل سيكون موقفه نفس الموقف لو كان من تضرر بسحرها وكيدها هم افراد عائلته السابقة ( شهيد السحر )؟؟؟؟؟ وياترى الى اي مدى ستصل تلك المراءة في اعمالها الاجرامية ضد غيرها وهي تسعى لتحقيق احلامها الوردية في الحياة بتلك الطرق المحرمة التي حطمت ودمرت بها حياة الاخرين وسلبت عقولهم والقت بهم على قارعة الطريق , فهل ستصل الى مستوى استخدام السحر كاداة لارتكاب جريمة قتل نفس بريئة من اجل تحقيق اطماعها . اصبح هدفنا نصرة الله واعلاء كلمته والمحافظة على دينه الحق والوقوف بوجه اعدائه اولياء الشيطان واتباعه واعوانه من السحرة والمشعوذين حتى لو تطلب الامر منا بذل ارواحنا رخيصة في سبيل ذلك .

Share |