كلا , لقتل اي نفس ,ياعراق الاخيار-دلال محمود-المانيا
Sat, 17 Mar 2012 الساعة : 11:24

بينما أنا سائرة في طريقي الى البيت , رأيت مجموعة من الشرطة الألمانية متجمهرة وهي تحوط مكانا قريبا من بيتنا, لم يكن ليفزعني منظر الشرطة , لأني كنت اعلم انهم لايخونون مهنتهم طالما رواتبهم الشهرية مجزية فهم غير مضطرين لأخذ الرشاوي من اي شخص.
من المؤكد انكم متشوقون كي تعرفوا سر ّ تجمع الشرطة قرب بيتنا.
ها انني ساحكي لكم...
كان احد افراد المدينة يسير في الشارع فسمع صوت أنين , لكنه لم يستدل على المكان الذي كان يصدر منه الصوت ,مما استدعاه الامر كي يخبر الشرطة ,وحين اخبرهم كانوا قد أتوا بفارغ الصبر ,ستستغربون من تلك العبارة(فارغ الصبر ), نعم انهم هنا يبحثون بصدق عجيب عن الامور التي تؤثر على الامن والامان لان الحياة هنا منظمة بشكل مبهر.
بعد البحث توصلوا الى مصدر الانين فوجوده انه يخرج من حاوية النفايات , همَّ احدهم ففتح الحاوية ليتفاجيء بوجود كلب كان قد ضرب بطريقة وحشية والدماء كادت تسيل من جميع انحاء جسمه.
في تلك الاثناء جن جنون الشرطة فبدأوا بالتنقيب حول ملكية الكلب فالمتعارف عليه هنا وفق القانون الالماني ان اي انسان او حيوان يجب ان يكون له عنوان وعائدية لجهة معينة
, فبعد جهد متواصل عثروا على صاحبة الكلب, بحثوا عن عنوانها , ليستفسروا عن سبب فعلتها الشنيعة بحيوان لاحول له ولاقوة,
لقد كان جوابها انه قد ازعجها ولهذا انتقمت منه, هل تعلمون ماذا فعلوا لها؟
لقد احالوها الى طبيب نفسي كي يشخص حالتها المرضية وعاقبوها بان اخذوا الكلب منها .
ياترى هل لنا ان نقارن انفسنا نحن الذين ندعي الاسلام ليل نهار وفي الجهر والخفاء لكننا وبكل اسف نسيء الى ديننا العظيم الذي اوصى بالرفق بالحيوان وباحترام حياة الانسان اي كان
نحن نقتل ببشاعة لامثيل لها ومن أجل اتفه الأسباب ولاادري اين ديننا منا بل اين نحن من ديننا؟
اين نحن من حضارتنا التي ندعيها , في المناسبات وغير المناسبات؟
اين نحن من ثقافتنا التي نلهج بها ليل نهار على اننا اكثر الشعوب العربية نكتب الشعر والنثر والقصة ووو...
من الآن فصاعدا عيب علينا وعار ان ندعي الثقافة والحضارة والتدين الزائف في حين شبابنا يقتل بابشع الطرق الهمجية بحجة ارتدائهم ملابس معينة, في الوقت الذي نجد ان الذين يروجون لتلك الملابس والبضائع موجودون وغير معرضين للمحاسبة والمسائلة , الايفترض ان نبحث في اسباب تفشي تلك الظواهر التي ادت الى انتشارها بين الشباب العراقي بدلا من ان نشهر سيوفنا بكل وحشية واستهتار بقيمة الانسان؟
اليس سبب انتشار تلك الظواهر يعود بالدرجة الاولى الى الاوضاع غير الطبيعية التي تعصف بالبلاد فلو توفرت الحياة الطبيعية ياترى هل ستجد تلك الظواهر السلبية مكاناً لها في نفوس الشباب؟
من من المسؤؤلين الكرام أعطى من وقته كي يبحث في مشاكل ومعاناة ابنائنا؟
من احصى كم هو عدد من فقدوا ذويهم ابان الاحتلال الانكلواميركي اللعين وماتلاه من تفحيرات مستمرة.
من فكر في طريقة معيشتهم اليومية ؟
من فكر ان يبني لهم اماكن ترفيهية او نوادي ثقافية لينتشلهم من تلك الظواهر الغربية؟
بالتأكيد ليس هناك من احد , ولكن حين تنتشر الظاهرة تلك نرى الحمية الكاذبة تلهمهم لارتكاب اعمال اقل مايقال عنها انها شنيعة وبشعة .