جامعة الشهيدين الصدرين مصدر العطاء ومنبع الوفاء-ظاهر صالح الخرسان_سوق الشيوخ

Sat, 17 Mar 2012 الساعة : 11:21

قال احد الحكماء ((نحن لا نرى الاشياء كما هي ....نراها كما نحن ))
فهذا حال الكثير منا فهو يرى أشياء بعينيه ولكنه يسقطها من ذهنه بطريقة لا شعورية فهو كأنه لم يرها أصلاً لأنه لم يستفد من رؤيتها..اذ إننا نمارس خداعاً للذات، فبدل أن نبحث عن جديدمن الأفكار ونستفيد منها فإننا نميل إلى ترسيخ الأفكار القديمة في عقولنا، وحين نقيم الكتب التي قرأناها فإننا نعبر عن أنفسنا أكثر من تعبيرنا عن القيمة الموضوعية للكتاب نفسه، وفي تقييمنا للأشخاص فإننا نصف أنفسنا أكثر من وصفنا للآخرين، فمن كان قلبه أسوداً كانت نظرته للناس سوداوية، ومن أكثر من إحسان الظن بالآخرين دل ذلك على طيبته وحسن معدنه قبل أن يدل على طيبة الآخرين..قانون الجذب له مفعول عجيب في حياة البشر فهو الذي يرسم حياتهم سواءً كانت سلبيةً أم إيجابيةً، ومن هنا وجب مراقبة الإنسان لأفكاره وخواطره لأنها تنمو وتتعاظم وتجذب إليها مثيلاتها من الأفكار والخواطر حتى تغدو بناءً راسخاً يصعب تغييره،أي أننا نمارس خداعاً للذات، وبدل أن نبحث عن الجديد ونحاول الاستفادة منه فإننا نميل إلى ترسيخ الأفكار القديمة في عقولنا، وهذا هو سبب اختلاف انطباعات القراء عن نفس الكتاب، فنحن نعبر عن أنفسنا أكثر من تعبيرنا عن القيمة الموضوعية للكتاب نفسه، وفي تقييمنا للأشخاص فإننا نصف أنفسنا أكثر من وصفنا للآخرين، فمن أساء الظن بالآخرين دل ذلك على سوء طبعه، ومن أكثر من إحسان الظن بالآخرين دل ذلك على طيبته هو قبل طيبة الآخرين الذين يمدحهم..والذي جعلني اكتب هذه المقالة هو تصرف البعض ونظرته للاخرين بطريقة سوداوية بعيدة عن الإنصاف والموضوعية وهذا ما شاهدناه من تعليقات ممن هم يُحسبون على العلم (والحمد لله ان العلم لم يُحسب عليهم )عندما اقامت جامعة الشهيدين الصدرين في الناصرية محاضرة سياسية للاستاذ فاضل عبد علي الشويلي وهي جزء من رسالته لنيل شهادة الماجستير في الجامعة الاسلامية في بيروت وتم معادلتها في العراق بدرجة امتياز ويعتبر الاستاذ من كوادر الجامعة الذين لم يبخلوا على ابناء مدينتهم بجهدهم وبمعرفتهم من اجل هدف اسمى ونشر ثقافة الوعي السياسي لابناء المحافظة على العكس من اخرين يحملون شهادات والقابا رنانة سوى كان متسكعا في الخارج او مغمورا في الداخل (ان غاب لايفتقد وان حضر لا يعد ) فهناك من يسمي نفسه أ.عبد الرزاق السنيد من كندا اطل بأطلاته الرائعة على خبر المحاضرة والتي نشرته شبكة اخبار الناصرية وبدا تعليقه ((لأول مرة اسمع بهذه الجامعة ولا اظن ان وزراة التعليم تعترف بها ))فعدم سماعك بها اقبح من نقدك للجامعة ، وذكرتنا باحمد امين الكاتب لمصري عندما عاتبه المرجع محمد حسين كاشف الغطاء حول كتابه فجر الاسلام فقال لا اعلم عن الشيعة هكذا .. وان ظنّك او عدم ظنّك اورفع يدك بالدعاء للاعتراف بها لايقدم ولا يؤخر شيئا، ربما وزارة التعليم أصبحت ضيعة من ضياع آل ابي معيط ...وأنت على دراية بموقف الوزارة من الجامعة ...
واعلم ان الجامعة أقامت بجهود مباركة ودعم مالي بسيط من النجف الاشرف فلا مؤسسات حزبية تدعمها ولا حكومية ولا دول جوار ولا غيرها فلم تستجدي يوما من الحكومة الدعم او الاعتراف فهي ماضية في مسيرتها العلمية وتتكفل بكل التكاليف للأساتذة والموظفين ، وهل تعلم ان استمارة التقديم للطالب هي ب(2000) دينار فقط فأي ربحا تقصده من هذه الجامعة ؟ ولكن معك الحق هناك ربحا ((فلا تعرف قيمته فضلا ان تشعر به)) لنا ابناء المدينة بوجود هذا الصرح العلمي والذي يقدم كل ما لديه بالمجان فلا انتماءات فيها ولا أستمارات ولاء، فهي تتبنى مسيرة وحركة حضارية علمية لها غاية وتستمد قوتها وزخم اندفاعها من الهدف الذي تسير نحوه ومستمرة في زج أبناء المدينة في حركة متصاعدة ومتواصلة نحو الرقي والكمال لان هناك تناسب طردي بين نوع الهدف وحركة الفرد والجماعة لذلك الهدف
فهذه المدينة التي استيقظت على ركام الدمار والويلات من الأنظمة التي حكمت العراق فقد لاح شعاع أمل من النور فيها وخطوة من خطوات الإصلاح وتهذيب النفوس وأعطتنا الجامعة صورة ناصعة البياض، عن هذا المدينة المعطاء المملوءة برجال أوفياء، وهذا جزء يسير من إبداع آل الصدر ووفاؤهم لأبناء بلدهم وربما لاتطيق سماع ذكرهم

Share |