الجني الدنيوي-الزاد الأخروي-إبراهيم الوائلي/قلعة سكر
Thu, 15 Mar 2012 الساعة : 13:02

صفتان تلازمان ابن ادم منذ إن حطت قدماه هذه الأرض وتفاعل مع أدواتها فمنهم من
يجعل الدنيا دار فناء ومرور ومن وراء ذلك ينشد الآخرة إما الأخر فانه يتعلق بها
وتغريه مظاهرها الخلابة ويبغي الاستزادة حيث إن مباهجها وفتنتها تجعله يهيم
فيها حد الجنون وينشد البقاء الأبدي وكليهما يذهب غالى الدار الآخرة رغم أنوفهم
لأنها ليست خالدة وترمي بهم إلى الرمس الدامس يفترش بن ادم الأرض ويتوسد الترب
ويلف بقطعة بيضاء وقبر مظلم هذه هي الحقيقة التي لاغبار عليها وعليه وجب على
الإنسان إن يحمد الله على كل شيء ويؤمن بقضاء الله وقدره ورزقه ومحياه والله
لايبقى المال والسلطان والقوه والكرسي أنهن ذاهبات وان السخي والقانع--- حياته
عافيه وماله اليقين وسلطته العدل ولأغير ذلك إما الذين جنوا بالمال والسلطان
والقوه والكرسي والعظمة والجبروت فان حياتهم النكد والسقام والبلاء ترى وجوههم
متعبة وحالهم يرثى له والوجوم يعلو جباههم لاتكترث بهم نساءهم ولا يحترمهم
أبناءهم ابتلاهم المرض وضحكت عليهم الدنيا وويلهم من عذاب الله—جاءت أموالهم من
القذارة والزور والرشوة والاحتيال والنصب والفساد وعليهم إن يدفعوا الثمن عاجلا
أم أجلا والله يمهل ولا يمهل وسنرى ويرون والعاقبة للمتقين يعتقدون أنهم
شجعان ومتميزون وجمعوا الأموال بالعلم والفطنة والذكاء وهم بذلك يضحكون على
أنفسهم وقد تمكن الشيطان منهم فأنساهم ذكر الله وغدا يقفون للاستجواب اللاهي
وويلهم من عذاب الله—عندها لايفيد الندم ونحن لانريد للمرء أن لايكد ولا يعمل
ولا يجمع ولايرفه عن نفسه—نريد له الكسب الحلال وان يكون رشيد وأمين وكما يقول
الإمام علي(ع)(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا—واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا) صدقت
ياامير المؤمنين---إن الغريب في الأمر إن الذين كانوا يسبون صدام ويلعنون
النظام البائد ألان يسيرون على ذات الطريق بل أسوء من ذلك بكثير وان الله يبغض
المنافقين
ويجعلهم في الدرك الأسفل من النار لأنهم يقولون ما لايفعلون إن الذين بيدهم
السلطة اليوم كانوا بالأمس يدعون أنهم مظلومون وحين أضحت السلطة بأيديهم تصور
الناس إن الفرج قد حل بالعراق وان الفقر قد ولى إلى غير رجعه والمعاناة قبرت في
الارماس وان العموم استبشروا بالتغيير الذي حدث-- لكنها الفاجعة حلت بالعراق
خرجنا من سيء إلى أسوء والله وحده في عوننا نحن العراقيون فقد حلت الرشوة
والفساد والفر هود(خالتي وبت خالتي والغربية فضالتي) وبات ممثلي الشعب يسنون
الأنظمة والقوانين التي تخدم مصالحهم الخاصة الابعض الحالات الفريدة وتستغرق
وقتا
للتنفيذ إما التي تعني بمصالحهم فإنها تصدر بزمن قياسي لم تشهده برلمانات
العالم من قبل ونضرب مثلا إن مرتب ملكة بريطانيا تعتقد انه لايفي بالغرض أرادت
رفعة قليلا لقد استغرق وقتا طويلا وحدث شجار وعراك حول الموضوع بين ممثلي الشعب
البريطاني ولم يرفع السقف المالي إلا قليلا إما نحن فالاخوه يتعاورون ويتسابقون
في المزايا والأرقام فهم في سباق ماراثوني لإقرار تلك النظم والقوانين والله
وحده يكون في عون العراقيين---إن استباحت المال العام بدون حق والفساد الذي ضرب
إطنابه فمن الرواتب العالية إلى المنح المجزية والعقارات والشركات والمقاولات
والقصور واخيراالمصفحات----لماذا الخوف من الموت ألستم مشاريع وطنيه في الدفاع
المدني والعسكري عن المواطن الذي انتخبكم ووقعتم على إقدامه للحصول على صوته
وحلفتم بأغلظ الأقسام إنكم مضحون بالمال والوقت والدم في سبيله---في جني
الأموال تتراكضون بسرعة فائق إما الموت فتهربون منه وتطالبون بالسيارات المصفحة
لتحتموا بها من الموت والإرهاب— إن الموت ملاقيكم لامحال حتى ولو في بروج مشيده
ولكم في سليمان النبي خير دليل----- إما المواطن المسكين التي تتناثر أشلاءه في
الشوارع والازقه –طبعا يذهب إلى صقر وتنعمون بحياة هانئة ورغيدة ---إذا تخافون
الموت----- من الذي جاء بكم إلى السلطة ---الجواب المال والسلطان والمنافع
ولأغيرها يقول المثل الشعبي(رمانتين فرد أيد ما تلزم) إما التضحية في سبيل
الوطن والمواطن آو الاعتكاف في البيوت فهي خير وسيلة للرفض وعدم مجاراة الحاصل
لم نرى من القادة والمسئولين يرفض علانية وإمام رؤوس الإشهاد رزمة القوانين
التي تنأى عن المواطن وتستجيب للفئات الصغيرة في البذخ والنعيم وان يكون الرفض
واضح البيان في القنوات التلفازية يرها القاصي والداني يقف منتصبا شجاعا يرفع
عقيرته في الرفض يستصرخ الآخرين لغرض الرفض أيضا-- نريد عبد المحسن السعدون
جديد حتى يتوسط
سوح العراق وأماكنه العامة منتصبا شامخا لايناله النسيان وتعلوه الأتربة
وتجرفه الأجندة المختلفة عليكم مغادرة النفع الخاص وجمع المال السحت ونبذ داء
الفساد وتجاوز المحسوبية البغيضة اقتربوا من علي وعمر وأبي ذر الغفاري لاتكونوا
سواري لإل أمية وبني العباس في تبذير المال العام فهو ليس لكم ا لأنه حق
ألعامه تزودوا بزاد الاخره خير لكم اتركوا الجني الدنيوي والله جذام وبلاء ربي
اشهد إنني قلت الحق والعاقبة للمتقين
15/3/2012
ذي قار/قلعة سكر